سكاي برس/ بغداد
ذكر موقع "انترناشيونال بوليسي دايجست" الأمريكي، في تقرير تحت عنوان "الوعود الأمريكية المنكوثة للكورد"، أن الشيء الوحيد الذي يتوق اليه الكورد أكثر من أي شيء اخر، هو "دولة يعترف بها العالم"، لكنهم لم يحصلوا عليها.
واوضح التقرير الأمريكي، أن "قصة كوردستان العراق تمثل قصة صمود، وشعب نحت هويته في الجبال، وصاغها التاريخ، وحافظ عليها حلم يأبى ان يموت".
وتابع التقرير قائلا، إن "هذه منطقة يعيش فيها الكورد في ظل حرية لا يمكن لنظرائهم في مناطق اخرى من الشرق الأوسط سوى ان بفكروا فيه بمخيلتهم، حيث ان لديهم برلمان، وقوة عسكرية باسم البشمركة، وعلم، ولغة خاصة بهم"، متابعا أن "ما يفتقرون اليه ولم يحصلوا عليه ابدا، هو الشيء الوحيد الذي يتوقون اليه أكثر من اي شيء اخر، وهو دولة يعترف بها العالم".
وذكر التقرير، أن "الكورد لعبوا دورا بارزا في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين العام 2003، من خلال تشكيل عراق ما بعد البعث، وساهموا في صياغة الدستور الجديد، وتعاونوا مع الولايات المتحدة في محاربة الارهاب، ودعموا الفيدرالية الهشة التي حددت النظام السياسي الجديد في البلد"، مضيفا أن "الامور بدت لفترة من الوقت وكأنها تبشر بالخير حيث شهدت اربيل تدفقا للاستثمارات، وجرى افتتاح قنصليات اجنبية، وصار الصحفيون الغربيون يسمونها "العراق الآخر"، كمنطقة مستقرة في ارض فوضوية"..
واعتبر التقرير ان واشنطن لو كانت حقا تريد المساعدة في ولادة كوردستان مستقلة، فانها تمتلك الوسائل اللازمة لذلك، مشيرا الى ان الولايات المتحدة لديها الدور العسكري والنفوذ الدبلوماسي والتأثير على بغداد لطرح الدولة الكوردية على طاولة المفاوضات. ورأى التقرير، أنه "بالامكان اجبار الحكومة العراقية، المعتمدة بشكل كبير على المساعدات والاعتراف الامريكي، على التفاوض بشكل جدي، ليس بعد سنوات من الآن، وانما اليوم".
وتابع التقرير، أن "شيئا من هذا لم يتحقق، لان الكورد في حسابات السياسة الخارجية الامريكية هم شركاء، إلا انهم ليسوا أولويات"، منتقدا "فكرة انه تتم الاشادة بهم عندما يكون ذلك ملائما حول شجاعتهم وتضحياتهم ضد داعش، ودورهم في احتواء ايران، إلا ان طموحاتهم فيما يتعلق بالسيادة لا يزال تتم تجاهلها بشكل مهذب".
وخلص التقرير الى القول، إن "هذا الفصل الجديد لا يمكن أن يكتبه الكورد وحدهم، ونقطة التحول يجب ان تأتي من الخارج"، مضيفا انه "في حال اختار الغرب بقيادة الولايات المتحدة، الالتزام بقيمه المعلنة ورد الجميل للكورد مقابل عقود من التحالف الاستراتيجي، فان حلم الاستقلال الكوردي سيكون حقيقة واقعة".
واعتبر التقرير ان ذلك يجب أن يحدث "ليس بالهمس او من خلال صفقات سرية، وانما في وضح النهار، وبكرامة، مثلما تستحق كل الامم أن تولد".
وختم التقرير بأن "كوردستان العراق تسير على مسار هش، فهي مستقلة وانما من دون سيادة، وهي قوية وانما مجزأة سياسيا، وهي معترف بها الا انه لم يتم احتضانها بالكامل"، مضيفا انه "برغم ذلك فان كوردسان العراق تسير قدما وبكرامة، وما فعله الكورد دوما، فهم ينهضون مرارا، مهما دعاهم العالم الى البقاء في مكانهم".