سكاي برس/ بغداد
منذ عام 2003، يعيش العراق في دوامة سياسية وأمنية لم تهدأ، والحديث عن الانسحاب الأمريكي يعود مجدداً كملف مفصلي يحمل بين طياته هواجس الداخل ومخاوف الأقليات. في هذا السياق، حذر أنور معاوية، أحد أمراء الديانة الإيزيدية في العراق والعالم، من خطورة أي انسحاب أمريكي غير منظم، معتبراً أن مثل هذا الانسحاب قد يدفع العراق نحو "الهاوية بشكل أكبر وأخطر".
معاوية أشار في حديثه إلى أن "العراق بعد سنة 2003 دخل في دوامة لم يخرج منها لغاية الآن، وذلك لعدة أسباب منها وضع دستور لا يتلاءم مع نسيج الشعب العراقي، وتم وضع دستور يبني العراق وفق الطائفية المقيتة".
هذا التوصيف، كما يوضح مختصون، يسلط الضوء على الإشكال البنيوي في العملية السياسية، حيث أتاح الدستور لطبقة حزبية متنفذة أن تجعل من العراق ساحة مفتوحة لتدخلات الجوار.
معاوية أوضح أن "أحزاباً وجهات مختلفة ساعدت بعض دول الجوار والعالم للتدخل في الشأن الداخلي بشكل سافر عبر استغلال الطائفية"، وهو ما حول العراق إلى ملعب لصراعات الآخرين. وانطلاقاً من هذه القراءة، يرى معاوية أن الوجود الأمريكي، رغم ما يثيره من جدل، يبقى "عاملاً مهماً" في ظل هذه الظروف.
فقد قال بوضوح إن "الوجود الأمريكي بهكذا ظروف وعوامل مهم بالنسبة للعراق والعراقيين، وخروجه بهكذا ظروف سوف يزيد من تلك المعاناة". هذا الطرح يعكس مخاوف الأقليات تحديداً، التي تعتبر نفسها الخاسر الأكبر منذ 2003.
معاوية ختم بالقول: "نحن كأقليات الخاسر الأكبر في العراق منذ 2003 ولغاية الآن، ولهذا نحن نخشى الانسحاب الأمريكي من العراق بهكذا أوضاع غير مستقرة على المستوى الداخلي والإقليمي".