سكاي برس/ بغداد
ذكر تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يوم الاحد، ان الولايات المتحدة باتت تقترب بشكل مقلق من الانجرار إلى تدخل عسكري جديد في الشرق الأوسط، وهذه المرة بدفع من إسرائيل، محذرا من تداعيات الانخراط بحرب مباشرة مع إيران وتكرار خطأ غزو العراق.
وبحسب التقرير، فإن "الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران يوم الجمعة الماضي أنهى على الأرجح أي فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي، كانت الولايات المتحدة تسعى إليه منذ شهور"، معتبرا ان "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من خلال هذا التصرف المتهور، عرض حياة نحو 40 ألف جندي أمريكي منتشرين في المنطقة للخطر؛ مما جعلهم عرضة لرد إيراني مباشر قد يجرّ واشنطن إلى حرب شاملة مع طهران".
وشددت الصحيفة على أن "الحرب مع إيران ستكون بمثابة كارثة ونهاية لعقود من التدخلات الإقليمية للولايات المتحدة، وهي السياسات التي لطالما ندد بها ترامب نفسه"، موضحة أن "الولايات المتحدة لن تجني شيئًا من محاربة دولة تُعد ضعيفة نسبيًا وتسبّب مشاكل في محيطها، لكنها لا تشكل تهديدًا أمنيا مباشرا لواشنطن".
وأكد التقرير أن "الخسائر لن تكون مادية فقط، بل ستشمل أرواح الجنود الأمريكيين، إضافة إلى تقويض أي فرصة للتعافي من ماضي الولايات المتحدة المظلم في المنطقة".
وضرب التقرير مثالًا بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003، الذي جاء بذريعة كاذبة لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، فإلى جانب أن صدام حسين لم يكن يمتلك هذه الأسلحة، أدى الغزو إلى فوضى داخلية وحرب أهلية قلبت موازين القوى لصالح إيران، ومكّنتها من تشكيل ميليشيات موالية داخل العراق، وانتهى الأمر بصعود تنظيم داعش"، على حد تعبير التقرير
وحذّرت الصحيفة من أن "أي حرب مع إيران لن تكون أسهل، بل ربما تكون نتائجها أكثر تدميرًا، وفي حال انخرط الجيش الأمريكي في المواجهة، فسيبدأ على الأرجح بغارات جوية نظرًا لحجم إيران الشاسع وطبيعتها الجغرافية الجبلية الوعرة، لكن هذه الغارات قد لا تكون كافية لتدمير القدرات النووية الإيرانية، وإذا فشلت الضربات الجوية، يتعرض الجيش الأمريكي لضغوط داخلية وخارجية لتنفيذ هجوم بري على غرار "النموذج الأفغاني" الذي استخدمته واشنطن في إسقاط حكم طالبان".
وخلص التقرير إلى أن "أفضل السيناريوهات، حتى وإن تمكنت الولايات المتحدة من تدمير معظم المواقع النووية الإيرانية، فإنها لن توقف طموح إيران النووي بل ستؤخره فقط، وبما أن إيران تحتفظ بالمعرفة التقنية، فإنها قادرة على إعادة بناء منشآتها بسرعة، كما أن أي هجوم سيزيد من إصرار النظام الإيراني على امتلاك قنبلة نووية لردع أي هجمات مستقبلية من أمريكا أو إسرائيل".
وختمت الصحيفة بالقول إن "ترامب، الذي يفاخر بأن ولايته الأولى لم تشهد أي حروب جديدة، يجب أن يحافظ على هذا "الإرث"، وأن يقاوم ضغوط نتنياهو وصقور السياسة الداخلية، لأن الانجرار إلى حرب مع إيران سيكون خطأً فادحا لا يمكن إصلاحه".