Skip to main content

عدوى "الزومبي" في العراق توصل البَعض منهم إلى أن يَتَناوَلَ طَعامهُ بحذائِه !

المقالات السبت 11 تموز 2020 الساعة 14:11 مساءً (عدد المشاهدات 3718)

 

احمد الشيخ نور ..  

لَم تَكُن تِلكَ النَّافِذَة الزُّجاجيًّة السَّوداء إلّا بِشارةَ سوءٍ إلى شاعرٍ قالَ "ما بَينَنا مَسافاتٌ" إذ أَصبَحَتِ المَسافات بِلا مَعنىٰ بِشكلٍ مُلفِتٍ للنَظَر، عَن العَولَمَةِ أَتَحَدَّث...

الحِكايات! هيَ وَقُودُ يَومِنا الوَحيدُ في الآوِنَةِ الأَخيرَة حَتَّىٰ نَنتَهي مِن سُقمِ ساعاتِ أيَّامِنا، إذ تَقُولُ إحدىٰ السَّيِّدات: "اليوم آني ما أخاف من فايروس كورونا .. آني أخاف من هذا الفايروس إلّي يسوّينا زومبي" يَبدو أَنَّ خَوفَ هذهِ السَّيِّدَة لم يَكُن إلّا لِمخافَةِ حَقيقَةٍ أَصبَحَتْ مُتَفَشيةً بِشَكلٍ جَليٍّ داخِلَ فُروعِ التَّواصُلِ الاجتماعيّ، حَيثُ يَعلَمُ الجَميعُ أَنَّ صِفَةً مِن صِفاتِ الإنسانِ أن يَكُونَ مُتَّزِنًا بَعيدًا كُلَّ البُعدِ عَن الصِّفات الإنسانيَّة مِنها أَن يَجلُبَ الإهانَةَ لِنَفسِهِ أو لِغَيرِهِ، كُلُّ هذهِ الصِّفات عَرِفناها عَن ما يُوصَف أَو يُسمَّىٰ بالـ(زومبي)... هذا ما تَصنَعُهُ بِنا مَواقِعُ التَّواصل الاجتماعي هذهِ الأيَّام لِأولئكَ حُفاةِ الأخلاق وَليسَ حُفات الأقدام، لِأنَّهُم مُنتَعِلون.

الشُّهرة؛ هذا ما تَصنَعُهُ بِشَريحَةٍ من البَشَر الذينَ سُرعانَ ما تنسَلِخ جلودُ إنسانيَّتِهِم إلامَ؟ إلىٰ حَيثُ لا نَعلَمُ ولا يَعلَمُ أحد.

صَنَعَ عالِمُ الاجتِماع الأمريكي أبراهام ماسلو حاجات البَشَر عَلى شَكلِ مُثَلَّثٍ هَرَميّ الشَّكل بَيَّنَ بِهِ ما نَحتاج حَيثُ سَمَّىٰ القاعِدَةَ بالحاجات الفيسيولوجيَّة أي: الطَعام والشَراب، الماء، التنفس والجنس... إلىٰ آخره، بِتَمامِ اعتِقادي لَو كانَ ماسلو شاهِدًا على تطوُّرِ التكنلوجيا لَوَضعَ الشُّهرَةَ ضِمنَ الحاجات الفيسيولوجيّة أو الحاجات الأساسيَّةِ إن صَحَّ التَّعبير... لَم تُسَمَّ حاجات إنسانيَّةً إنْ لَم نَكُن نَحتاجُها كُلَّ يَومٍ ولكِن بِشَكلٍ طَبيعيٍّ جِدًا فَقَد يَمتَنِعُ إنسانٌ عَن الطَّعام أو الماء لِثلاثَةِ أَيَّامٍ أو حَتَّىٰ أن يُولَدَ وَيَموتَ دونَ أَن يُجَرِّبَ شُعورَ الجِنس.

وَلٰكِن سُرعانَ ما يَرىٰ الإنسانُ ما يَنقُصُهُ أَمامَ عَينَيهِ، تَتَحَرَّكُ احتياجاتُهُ الدَّاخليَّةُ، قَد يَقضي طَبَقُ طَعامٍ شَهيٍّ على الجُوعِ الذي بِداخِلِهِ أو كُل ما يَنقُصُهُ، قَد لا يَعلَمُ الإنسانُ إن كانَ بِحاجَةٍ إلى أَن يَكونَ مَشهورًا لأَنَّ الشُّهرَةَ وَالتَّسَيُّدَ إن صَحَّ المُرادِف هيَ غَريزَةُ غالِبِ كائِناتِ الكُرَة الأرضيَّة فَمِن غَرائِزِها التَسَيُّد علىٰ أبناءِ جِنسِها ظَنًّا مِنها أَنَّها الأفضَلُ والأَجدَرُ ولٰكِن مَن ذا الذي يَملكُ التَّجَرُّدَ بِحُكمِه، كذلِكَ رُؤيَة أرقام مُتابِعي المَشاهير علىٰ مواقع التواصل الاجتماعيّ قَد يُؤذي البَعض ويُسرِعُ علىٰ أن يَكُونَ فردًا داخِلَ هذا المجتمَع؛ مُجتَمَعُ مَشاهيِرِ الفَراغ (البَعض) ولٰكِن ماذا يفعَل الشَّخص إن لَم يَكُن صاحِبَ مُحتَوًى جَيِّد؟ أكيدٌ سَيَتَحَوَّل إلىٰ زومبي، يُصَوِّرُ نَفسَهُ وهوَ يَتَضاحَكُ علىٰ شخصٍ يُعاني من إعاقةٍ دماغيَّةٍ أو جَسَديَّة أو أن يؤذي النَّاس بِحُجَّةِ المُزاح أو أن يُؤذي نَفسَهُ حَتَّىٰ.

حَتَّىٰ وَصَلَ البَعضُ منهُم إلىٰ أن يَتَناوَلَ طَعامَهُ بِحِذائِه! أو أَن يَلعَبَ دَورَ إلٰهِ المَوت ويُميتُ النَّاس علىٰ مِزاجِه وكُلُّ هذا في سَبيلِ أرقامٍ مِنَ الإعجابات أو التَّعليقاتِ حَتَّىٰ وإن كانَتْ شتائمًا فَكُلَّما شَتَمتَهُ أكثَر سَيَتَأكَّد مِن أَنَّكَ تَحقدُ وتَغارُ مِنه.

الحَقيقَة إن لَم يَكُن قَد أساءَ إلىٰ الآخرين فَقَد أساءَ إلى نَفسهِ فَقَدَ الكَثيرَ حَتَّىٰ أَمسىٰ (زومبي).

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة