بغداد/سكاي برس:
الفنان وليد العبوسي في حوار لن تنقصه الصراحة !!: ( الفن العراقي يعاني من الانحدار بسبب الفرق التجارية "الفرق المسرحية "التي تديرها كروبات تجارية من خلال راقصات الكوفي شوب
حاورته: تغريد العزاوي
- وليد العبوسي - فنان عراقي قدم العديد من الاعمال الدرامية الفنية المتميزة ونجح فيها مثل مسلسل مناوي باشا ، ومسلسل اوان الحب ، ومسلسل غربة وطن ، ومسلسل سامكو ، وغيرها من الاعمال الفنية الاخرى ، وقد انقطع عن الفن لعدة سنوات حتى استطاع بعدها أن يعود ثانية الى عالم الفن في سنة 2004 ، ليبقى متواصلا مع جمهوره عبر اعماله الفنية الناجحة والتي استطاع من خلالها ان يترك بصمة ابداعية كبيرة عبر مختلف الاعمال الدرامية والسينمائية التي اداها ، نال العديد من شهادات التقدير والإبداع من قبل المؤسسات الثقافية العراقية ومن كبار الفنانين لما يمتلكه من ابداع وتألق حتى صار من الأسماء الفنية العراقية الكبيرة التي تشهدها الساحة الفنية العراقية : الفنان وليد العبوسي التقينا به واجرينا معه هذا الحوار :
س 1 / كيف بدأ مشوارك الفني ؟
- بداية مشواري الفني كانت مع اهم الفنانين الكبار من خلال اذاعة بغداد عبر برنامج ( من حياتي ) وهو برنامج اذاعي تمثيلي اسبوعي يحكي قصة معينة من واقع الحياة التي نعيشها ويتناول طرح قصص مختلفة في كل حلقة ، وهذه القصص تؤخذ من حياة الناس ويبعث بها المواطنين إلى الإذاعة لتترجم وتتحول إلى تمثيلية إذاعية يتم عرضها إلى المستمعين وهو من إخراج المخرج الهادي مبارك ، حيث كنت اؤدي في البرنامج تمثيل شخصية طفل وكان هذا في عام 1975 مع الاستاذ الراحل وجيه عبد الغني وزهير عباس وسمير القاضي وعبد الجبار عباس وغيرهم من الفنانين الاخرين ، وفي مشاركتي في المسرح من خلال مركز شباب الحرية مع الاستاذ المخرج حسين علي حسين وأخيه الممثل فوزي علي حسين ، حيث كنا مجموعة من الشباب انا والدكتور حسين التكمجي والفنان عادل عبد الكريم وشاركنا في مسرحية فنية ضمن مركز شباب الأسكان انا والفنان رزاق حيدر وسعد بدر وخليل ساري وسمير نجم ، اما اول تجربة تلفزيونية قمت بها ، فكانت هي تمثيلية رحلة ماجلان وهي اول عمل درامي تلفزيوني شاركت فيه ، وكانت شخصيتي في العمل هي شخصية الطفل الذي يكون على ظهر السفينة وهي تمثيلية ثلاثية اي تتكون من ثلاث حلقات ، وكانت هذه في عام 1974 حيث عرضت على شاشة قناة بغداد. ثم بعدها انقطعت عن الفن لعدة سنوات وعدت بعدها إلى الوسط الفني في عام 2004 من خلال مسلسل مناوي باشا - الجزء الثاني - ، بعد أن اختارني المخرج العراقي أركان جهاد لغرض اداء شخصية نوري سعيد ،التي تمثل رئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي آنذاك ، وقد حدثت اعتراضات كثيرة من قبل بعض الفنانين بشأن اختياري لأداء تلك الشخصية المهمة ، ومورست ضغوطات كبيرة على المخرج لغرض تغييري واختيار ممثل اخر لأدائها ، على اعتبار ان تلك الشخصية هي شخصية صعبة وخطرة وتحتاج الى ممثل محترف ومعروف حيث كنت انا في حينها غير معروف في الساحة الفنية وبين الجمهور العراقي ، لكن الاستاذ المخرج أركان جهاد أصر على اختياري لأداء شخصية نوري سعيد وراهن على نجاحي وتحدى الكل في اختياري لها ، والحمدلله استطعت تجسيدها ببراعة تامة وقمت بأدائها بنجاح ، وقد هنئني على نجاحي في المسلسل من كان معترضا علي قبل غيره ، ومن هناك أصبح اسم وليد العبوسي مقترن باسم شخصية نوري سعيد حتى تمكنت من تجسيد تلك الشخصية ذاتها في اعمال فنية اخرى مثل النخلة والجيران ، وعلي الوردي ، وفلم كبرياء العراق ، وفلم اسطورة الجبل .. ثم بعدها عملت في الكثير من الاعمال الفنية الاخرى والتي هي حوالي اكثر من ثلاثين عمل فني مابين السينما والتلفزيون ، منها مسلسل غربة وطن مع المخرج الكبير جلال كامل ، ومسلسل حذاري من اليأس مع المخرج أكرم كامل ، ومسلسل اسرار الرجال وصدى الماضي مع استاذي ومعلمي المخرج عزام صالح ، وكذلك ايضا شاركت في مسلسل امطار النار ، وسنوات النار ، ومسلسل الهروب المستحيل ، وأيضا شاركت في مسلسل دخان الجداول ، ومسلسل أوان الحب ، ومسلسل سامكو مع المخرج الاردني ايمن ناصر الدين ، وغيرها من الأعمال الفنية الاخرى ، اما بالنسبة للسينما فكانت لي عدة تجارب فيها ، منها مشاركتي في فلم الاوجاع والمسرات للمخرج الكبير محمد شكري جميل ، وفلم بحيرة الوجع للمخرج جلال كامل ، وفلم حنين للمخرج اكرم كامل ، وفلم دمعة رجل للمخرجة دنيا القباني ، واخرها مشاركتي في فلم الشهيد الصدر للمخرج عبد العليم طاهر.
س 2 / وماذا عن المسرح هل له حصة من حياتك الفنية ؟
- بالنسبة للمسرح ، للاسف ليس لدي حضور فيه يذكر ، كونه مختصر على منتسبي دائرة السينما والمسرح العراقية وهذا يعتبر حق مشروع بالنسبة لهم ، كما إني لم اتلقى الى غاية الان اي دعوة للمشاركة في عمل مسرحي ما ، وإن تمت دعوتي للمشاركة في عمل مسرحي جاد فأنا جاهز ومستعد لخدمة زملائي من الفنانين.
س 3 / كيف ترى نشاط ومعاناة الفنان العراقي في الوقت الحاضر ؟
- في الوقت الحاضر اصبحت هنالك حالة استثنائية بسبب الوضع الاقتصادي المتردي للبلاد وما يمر به من أزمة إقتصادية وعجز مالي قائم ، ولكن لو عدنا إلى السنوات السابقة لوجدنا ان هنالك معاناة حقيقية ومختلفة ايضا ويعاني منها الفنان العراقي، ومنها ان البعض من الفنانين بل أغلبهم يعاني من موضوع الكروبات ويقصد بالكروبات هي مجموعات من شركات الإنتاج الفنية تقوم بالاتفاق على عمل كروب خاص من الفنانين اي مجموعة من الفنانين لغرض العمل معها في أعمالها الدرامية التي تقوم بإنتاجها تلك الشركات الفنية المنتجة حيث تقوم الشركة بالتعاقد مع كروب خاص من بعض الفنانين لغرض المشاركة معها في كافة أعمالها التي تقوم بانتاجها وعرضها ، وباجور فنية مهينة تمنح للفنان ، الأمر الذي يجعله يوافق على ذلك من أجل ضمان اشتراكه في كافة الأعمال الفنية المقدمة ، لذا نرى ان بعض الوجوه الفنية من الفنانين تتكرر ذاتها في الكثير من الاعمال الفنية المعروضة عبر شاشات التلفاز وذلك عن طريق انضمامها في الكروبات الخاصة لبعض شركات الإنتاج الفنية المنتجة لتلك الأعمال ، كما ان هناك كروبات خاصة لبعض المخرجين ، ولا اعني في كلامي كل المخرجين بل ان البعض منهم يعتمدون هذه الطريقة ، آلا وهي طريقة ( الكروبات اي المجموعات ) هذا ، ولكل كروب قواعده واصوله وطرق تعامله وفق ما يطلبه المخرج او شركة الانتاج.
س 4 / ما هي أحب الأعمال الفنية إليك ؟
- احب الأعمال الفنية لي هي : مسلسل النبي أيوب ، ومسلسل أوان الحب ، ومسلسل غربة وطن.
س 5 / برأيك لماذا أصبح الفن العراقي في هذه الحالة المتردية ، ودخول البعض من الفنانين الذين لا يمثلون الفن ولا يمتلكون الموهبة الفنية التي تؤهلهم لذلك ؟
- في حقيقة الأمر ان هناك اسباب عديدة لذلك ، وقد ذكرت جزء منها في الإجابة على السؤال السابق ، وهي نظام ( الكروبات ) وغيره ولكن هناك ما هو أخطر بكثير من هذا وعبر الكثير من الاعمال الفنية ولا اريد أن أحدد أسماء ، حيث قد جيء بأشخاص من الشارع حقيقة ليصبحوا فنانين ، وهم لا يعرفون ما هو الفن ولم يروا كاميرا في حياتهم ولا يمتلكون القدرات والمؤهلات الف مين التي تؤهلهم لدخول الفن ، وذلك لأن شركة الانتاج كانت تدفع لهم اجور رمزية وهي اجور لا تعتبر اجور لائقة بفنان محترم ، بل أحيانا كانوا هم من يدفعون الأجر للشركات الفنية المنتجة مقابل منحهم المشاركة في الأعمال والظهور على شاشة التلفاز ، فضلا عما جيء اليوم من ما يسمى بالفنانات وهن فنانات الكوفي شوب وهن من لا يمثلن الفن بأي صلة ، ولا اريد ان ادخل في تفاصيل اخرى ، حيث نراهن اليوم أصبح يطلق عليهن اسم ( فنانات) !! متناسين ان هذا التصرف يسيء الى اسم الفن ويسيء إلى اسم وسمعة الفنانة العراقية الحقيقية المتميزة والمحترمة ، فهل من الأخلاق أن اطلق على ( ............ و .......... و ......... ) اسم فنانة !!! ، في حين اطلق الاسم ذاته على أسماء الفنانات الكبيرات أمثال الفنانة شذى سالم ، وسهى سالم ، وعواطف النعيم ، وعواطف السلمان ، وفاطمة الربيعي ، وسناء عبد الرحمن ، وهند كامل ، وهديل كامل ، وسعدية الزيدي ، وسوسن شكري وغيرها من رموز الفن العراقي. فهذا يعد كفرا بحق الفن والفنانة العراقية.
س 6 / كيف تلقيت نبأ تكريمك بوسام الابداع والتميز لهذا العام 2016 ؟
- تكريمي بوسام الابداع كان من قبل رابطة المبدعين العراقيين للفنون الجميلة المتمثلة بشخص الاستاذ الموسيقي كريم ديوان ، رئيس الهيئة الإدارية للرابطة ، وكان التكريم عن أعمالي الفنية لعام 2015 التي قمت بأدائها في تلك السنة ، ولكن عندما كرمت كنت انا في إيران لغرض تصوير مشاهدي في مسلسل بستان شهر رمضان الذي سيعرض في شهر رمضان القادم على شاشة قناة كربلاء الفضائية ، وقد كنت سعيد جدا بهذا التكريم لأني شعرت بأن هناك من يتابع ويقيم أعمالنا الفنية العراقية ، بالرغم من إني كرمت أيضا في عام 2012 بدرا الابداع وايضا حصلت على عدة تكريمات وشهادات تقديرية اخرى من قبل مؤسسات ثقافية وفنية مختلفة ، وقد كان تكريمي هذا ، بوسام الابداع والتميز في تأريخ 2016/2/5 من هذه السنة وقد استلم التكريم نيابة عني الاستاذ كريم ديوان ، وعند عودتي من إيران أقام معهد الدراسات النغمية الموسيقية حفلا خاصا لتكريمي وبحضور الاستاذ الفنان كريم ديوان ، وهو من قلدني الوسام .
س 7 / ماذا عن فلم الشهيد الصدر ؟
- فلم الشهيد الصدر هو : فلم من تأليف واخراج المخرج عبد العليم طاهر ، حيث يتناول الفلم سيرة حياة السيد الشهيد الصدر ( الصدر الثاني ) منذ ولادته حتى مماته ، وقد قمت فيه بأداء وتجسيد شخصية الشيخ العسكري الذي يعتبر هو الأب الروحي للشهيد الصدر ، وقام بمشاركتي في التمثيل فيه نخبة من الفنانين المبدعين منهم الفنان محسن الجيلاوي والفنان عبد الستار الربيعي والفنان الشاب علي الشجيري وغيرهم من الفنانين ، والفلم من إنتاج قناة دجلة الفضائية ، وقد عرض الفلم لأول مرة في مهرجان بهو الإدارة المحلية لمدينة الناصرية في الرابع من مارس من الشهر الماضي.
س 8 / لماذا انت مقل في أعمالك الفنية ، ولا نرى لك أعمال الا في كل عام مسلسل واحد ؟
- السبب في ذلك يعود إلى لقائي عبر قناة آفاق الفضائية منذ حوالي سنتين ، حيث تكلمت فيه عن موضوع الكروبات الفنية والفرق التجارية التي يستخدمها بعض المخرجين وبعض شركات الانتاج الفنية المتمثلة ببعض التجار الذين أصبحوا منتجين فنيين وبعض المبتذلين الذين أصبحوا فنانين ، وعن اللاتي اصبحن فنانات ، فعندها كانت عقوبتي بأن امنع من المشاركة في الأعمال الفنية الدرامية والسينمائية من قبل جميع شركات الانتاج الفنية ومن قبل بعض المخرجين أصحاب تلك الكروبات المشبوهة ، وتلك المجموعات الفنية التي تتكرر نفسها في جميع الأعمال الفنية الدرامية ، وعن العلاقات الغرامية بين بعض ما يسمى ب ( الفنانات ) وبين أولئك المخرجين والمنتجين ، وايضا تحدثت عن بعض الفنانات الطارئات على الفن و ( فناني السهرات ) ، فكانت عقوبتي من قبلهم بأن لا اشترك في أي عمل فني لمدة سنتين بالكامل !! ، هذا وسأبلغك في معلومة عن أحد البرامج التلفزيونية التي عرضت على إحدى القنوات الفضائية والتي يستضيف الفنانين لغرض إجراء لقاء وحواء تلفزيوني معهم ، حيث تم استدعاء أبطال كادر مسلسل النبي أيوب في البرنامج لإجراء لقاء معهم والذي جسدت فيه دور البطولة في المسلسل ، حيث لم يتم استدعائي للحضور في البرنامج ولم توجه اي دعوة حضور لي وللفنانة فاطمة الربيعي التي شاركت أيضا في المسلسل ، علما ونحن أبطال المسلسل ، وتم تكرار الأمر نفسه من قبل قناة العراقية ايضا القائمة بإنتاج وعرض المسلسل عبر شاشتها ، وعبر برنامج سهرة نجوم رمضان الذي قام باستضافة نجوم وأبطال مسلسل النبي أيوب حيث لم توجه لي اي دعوة للحضور في البرنامج ، كما لم يجرى معي لغاية الان أي لقاء تلفزيوني من خلال برامج القنوات الفضائية ، والسبب يعود للموضوع ذاته وهو : كوني تحدثت عن موضوع ( الكروبات والانحدار والابتذال ) الذي يجري الان في الوسط الفني العراقي في الوقت الحاضر.
س 9 / كيف تقيم واقع المسرح الجاد والمسرح التجاري في العراق ؟
- بالنسبة للمسرح الجاد فهو يدعو للفخر ، خصوصا وان هناك عدة مسرحيات عراقية قد حصلت على جوائز عربية ودولية في عدة مهرجانات مختلفة ، وكذلك في حصول بعض الفنانين على التكريم بجوائز وشهادات تقديرية بأعمال مسرحية كبيرة قاموا بها ، وأنا افتخر بأني وقفت أمام هؤلاء الفنانين المبدعين عبر أعمال تلفزيونية ظهرت على شاشة التلفاز حيث إني أراهم يكرمون مسرحيا وهذا يعد فخرا للفن والمسرح العراقي بصورة عامة .
اما بالنسبة لما يسمى بالمسرح التجاري ، وانا أطلق عليه تسمية ( الفرق التجارية ) وارفض تسميته بالمسرح التجاري ، كونه يحتوي على فرق تجارية لا تمت للمسرح العراقي بصلة ،وهي عبارة عن : مجموعة من المهرجين والمهرجات يتناغمون ألفاظ بذيئة ومخجلة لا تمثل الفن الحقيقي ويقومون بحركات استعراضية غير لائقة بالفن والفنان العراقي ، وتحديدا المسرح العراقي ، ووو ...........وغيرها الكثير ؟! ، عذرا السكوت افضل ! . وللاسف نرى اليوم ان البعض من الفنانين وبسبب تردي الوضع الاقتصادي في البلد وبسبب العوز المادي الذي يعاني منه الفنان العراقي في الوقت الحاضر ، اضطر البعض منهم ومن الاسماء الفنية اللامعة من الفنانين والفنانات إلى العمل في المسرح التجاري رغم عدم قناعتهم بذلك ولكن للضرورة أحكام.
س 10 / ما الذي ينقص الدراما العراقية لتنتشر في الوطن العربي كما هي حال الدراما المصرية والسورية والخليجية وغيرها ؟
- ينتقص الدراما العراقية الكثير من الأشياء لكي تصل الى مستوى الدراما العربية ، فالسبب هو إننا لو قارنا الأعمال الفنية المقدمة بين اعمال اليوم وبين أعمال ما قبل 2003 لوجدنا ان اعمال اليوم أصبحت جميعها تتناول المواضيع السياسية والمواضيع التي تركز على إظهار سلبيات نظام الحكم السياسي السابق في العراق وتتناول القتل والخطف والدماء والتدمير وكأن البلاد قد خلت من الحب والرومانسية والمشاعر ، فدراما اليوم لا تتناول غير الجانب السياسي في العراق ، اضافة الى ذلك عدم وجود المصداقية حتى في طرح هذه المواضيع السياسية عبر سيناريو الدراما العراقية الحالية ، فأنا على سبيل المثال أبلغ من العمر 60 عاما ، اشاهد مسلسل يعرض على شاشة التلفاز يعرض احداث في العراق قد عشتها بنفسي وعمري كان حينها 30 عاما وربما انا كنت جزء من هذه الأحداث ، وأجد انها كذب وتجني وتشويه للحقائق ، ناهيك عن عدم الصدق في الأداء الفني ، ولكي أقرب الصورة أكثر ، فعندما كنا نرى مشهد تمثيلي للفنانة سعدية الزيدي بدور الام في إحدى المسلسلات وهي تحتضن ولدها بعد غيبة طويلة من الزمن ، حيث كانت أعيننا تدمع لشدة التأثر بصدق التعبير في الأداء الفني الصادق لها في ذلك المسلسل ، الأمر الذي يجعلنا اليوم لا نرى هذا الصدق في الأداء والتعبير الشخصي في الأعمال الفنية الحالية ، والخلل ليس في الفنان ذاته وإنما يعود السبب إلى سياسة القناة التي تقوم بإنتاج وعرض المسلسل لأنها تعتبر هذه المشاعر هي ضد الدين والعرف والتقاليد ، تلك التي اصبحت اليوم ، حبل المشنقة الذي يلتف حول رقابنا ، فضلا عن ان سبب الاختيارات الخاطئة غير المقنعة للشخصيات الفنية التي يقوم بتأديتها الفنانين ، فعندما يأتي بشاب عمره الثلاثين عاما ليجعلوا منه عبر المكياج رجلا يبلغ من العمر الستين عاما في تجسيد وأداء شخصية ما ، فلماذا هذا الضحك على المشاهد وخصوصا انت تمتلك ممثل بعمر آل 60 عاما ، فاختياره لاداء وتجسيد هذه الشخصية يكون أكثر اقناعا للمتلقي المشاهد ، وهنالك ايضا نقطة اخرى اذكرها وهي ان الجيل السابق من الفنانين الكبار يعتبرون أنفسهم بأنهم ما يزالوا يتعلمون في مجال الفن ، بينما نرى ان جيل الشباب من الفنانين وبعد ظهوره بعمل فني واحد او عملين ، يصاب بالنرجسية والغرور ، واشد اعداء الفنان هو الغرور ،اضافة الى هذه الأسباب ، أود ذكر سبب آخر آلا وهي العلاقات القوية التي كانت تربط الفنانين سابقا ،وهي علاقة اخ بأخيه ، وأخ بإخته حيث كان الحرص والخوف يتواجد بين أحدهم الآخر ، وكان هناك احترام كبير وأخلاق عالية تسير بين الفنانين القدامى ، بينما هذا الأمر لا نجده بين فنانين اليوم وللاسف الشديد.
س 11 / ما هو موقع السياسة في حياتك ؟
- في الحقيقة ان حياتنا اصبحت كلها سياسة ، فكل ما يجري حولنا هو سياسة ، حتى علاقاتنا الاجتماعية وتعاملنا مع الآخرين ايضا هي سياسة ، فالسياسة أصبحت جزء مهم من حياتي وحياة كل انسان عراقي في الوقت الحاضر.
س 12 / من هو أقرب صديق إليك من الوسط الفني ؟
- بصراحة ان كل الفنانين المحترمين هم قريبين لوليد العبوسي ، ولكن هناك تميز للبعض منهم ، فأقرب فنان لي هو الفنان فلاح ابراهيم ، والفنان اياد الطائي ، والفنان رزاق حيدر.