في الرابع عشر من شهر كانون أول عام 1996
حياة عدي كانت عنيفة نوعًا ما مقارنة بحياة نجل رئيس عربي بما يفترض له أن يكون من القدوة والمثال فهو شخصيه مركبه من صفات عديده لكن ليس من بينها العقل والحكمه ، حتي أنه أرتكب جريمة قتل علي شرف تكريم زوجة الرئيس المصري الأسبق، سوزان مبارك آنذاك، .عدي شخصا منفلتا لا يتورع عن ارتكاب اي عمل واشتهر بالوحشية وقتل وأصاب عدة رجال بيديه.. لم يتعلم ابدا ترويض نفسه .وأثناء حكم صدام كان عدي يتمتع بنفوذ واسع النطاق أبعد بكثير من لقبه الرسمي المتواضع كرئيس للجنة الاولمبية العراقية والاتحاد العراقي لكرة القدم. وكان هو وشقيقه قصي على رأس شبكة أمنية واسعة النطاق يستخدمها أبوهما للهيمنة على العراق. كان يرأس اتحاد الصحفيين ويمتلك اكثر الصحف نفوذا (بابل) رائدة مجموعته الصحافية، فقد كانت واحدة من الفضاءات النادرة المفتوحة لحريات النقد وتصفية الحسابات.
وكان وزير الإعلام عبدالغني عبد الغفور وقتها قد قرّر العام 1996 إغلاق «بابل» لمدة ثلاثة أيام، لكن النواب وفي حركة جماعية، ما لبثوا أن أعادوا فتح الصحيفة اليومية، وهو ما أتاح لعدي أن يضيف على الصفحة الأولى عنواناً جديداً «تصدر بتفويض من الشعب»، وما هي إلا أيام قليلة بعد الصدور حتى راحت سلسلة من المقالات تهاجم بعنف «وزيراً شبه أميّ يحتل مناصب مهمة بفضل الحزب وبفضل السيد الرئيس».
وقد أدت حملة القدح والتشهير هذه إلى إقالة عبدالغفور. فقد خُيّل للوزير المسكين أنه قد أحسن عملاً حين استشار الرئيس قبل إغلاق «بابل»، فأجابه صدّام قائلاً: قول مسؤولياتك! فنحن نعيش في ديمقراطية!
ومن ضمن ممتلكاته راديو و تلفزيون الشباب ة لهما شعبية واسعة بين الناس . لكن عدي خلق اعداء كثيرين وكان يهوى حياة البذخ بينما كان العراقيون يعانون من حصار اقتصادي خانق فرض على بلادهم بعد ان قام صدام بغزو الكويت . في هذا التقرير رصدا لمحطة من محطات كثيرة في حياة عدي (الرجل الذئب )كما اطلق علي نفسة بكنية ابو سرحان وهي كناية عن الذئب في لغة العرب عند كتاباته في جريدته بابل..
في كتابه (صدام حسين.. السياسة والانتقام) نقل الكاتب الفلسطيني سعيد ابو ريش عن ام احد زملاء قصي وعدي في الفصل قولها ان عدي كان صاخبا وأخرق بينما كان قصي هادئا ودقيقا.
وكان الاثنان مطلوبين على قائمة منظمة (اندايت) ومقرها بريطانيا وتمولها الولايات المتحدة لمحاكمتهما مع مسؤولين عراقيين اخرين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية اثناء ازمة احتلال الكويت.
وريث بلا عرش
عندما يتعرض الوريث الشرعي للحكم وهو المثلث الاضيق للنظام بعد ابيه واخيه الاصغر الى محاولة اغتيال وهو الطائش ,النزق, العصبي المزاج, قليل الصبر السادي المهووس والذي يعتبره البعض عنصرجذب والبعض الاخر عامل شغب للنظام والحقيقه هي أنه هذا وذاك معا. لكن هذه المحاولة باءت بالفشل !لان الموت رفض ان يقتنصه.
وخوفا على الوريث من أي أذى أو قتل وبسبب نشاطات وتحركاته الواسعه وصعوبه السيطره عليه برغم كل طوابير الحمايه لذا أصبح من الضروري البحث عن الشبيه أو البديل , وقد كلف فريق من رجال المخابرات وفي دائره ضيقه جدا للبحث عن الشبيه البديل والعثورعليه .لنه انهى مهمته بالفرار من العراق قبل هذا الوقت .
و جاءت تصريحات شبيه عدي المقيم كلاجئ سياسي في النمسا في حوار أجرته معه مجلة " فراي نيدرلاند " الهولندية الأسبوعية".
لطيف يحيى من مواليد 14 يونيو 1964م، ويروي لطيف جانبا من جرائم عدي التي عايشها قائلا: إن عدي كان يسير ذات يوم على الشاطئ وشاهد ضابطا بالجيش يسير مع خطيبته متشابكي الأيدي، ونادى الضابط فرفض الاستماع له، فأمر حراسه باختطاف الفتاة، وحملها الحراس لقصره، حيث ضربها بعصا كهربائية، ثم اغتصبها، وعقب اغتصابها حاولت الفتاة الهرب من إحدى شرفات القصر، لكنها سقطت قتيلة، ثم قام عدي بمحاكمة الضابط الشاب عسكريا بتهمة شتم عدي ونفذ فيه حكم الإعدام. حسبما جاء في مقالة بعنوان ” The Sum of Two Evils” لـ ” BRIAN BENNETT AND MICHAEL WEISSKOPF ” بمجلة التايم بتاريخ 5 نوفمبر 2006.
ويضيف لطيف أنه نجا من 12 محاولة اغتيال كان عدي هو المستهدف فيها، وأنه كان يكره عمله ويرغب في التخلص منه، لكن على الرغم من ذلك انعكس عمله على حياته الخاصة فتغيرت، وأصبح ذوقه عاليا في اختيار الملابس والحلي وأنواع الطعام، كما أصبح مريضا بالولع بالنساء مثل عدي، وأصبح يقلده في كل تصرفاته مع النساء، وأن حياته الزوجية وأسرته دمرت بسبب سلوكياته التي اكتسبها من عدي، لإصابته بحالة من الغرور، حتى أنه أصبح يشك في شخصيته، وينتابه شعور بأنه عدي، وأنه يعيش حتى الآن أزمة الذات، ويسأل نفسه "من أنا"؟!.
يقول رجل المهمات الروسي بوريس سنوفسكي . وقد التقى عدي واصفا اياه :بلا شك فهذا الارتباك في شخصية عدي وعلاقاته الرسمية ، انعكس بقوة على حياته الشخصية ، وظلت حياته الاجتماعية مرتبكة ومتوترة ، وظل عاجزا عن تأسيس أسرة له ، مثل أخيه قصي ، أو غيره من أفراد العائلة . ومع أن عدي ذهب إلى الزواج أكثر من مرة إلاّ أن زيجاته لم تدم طويلاً وكانت نتيجتها الطلاق بسبب تهوره وبسبب ما يحيط به من علاقات نسائية مكشوفة ومفضوحة، ألقت بظلالها على سمعته الشخصية ، وجعلت العراقيين لا يثقون به ولا يقابلونه بأدنى احترام . فقد ذهب عدي للزواج من هوازن ابنة عزة الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق ، غير أن هذه الزيجة فشلت في شهورها الأولى وتم الطلاق بينهما . فهو شخصيه مركبه من صفات عديده لكن ليس من بينها العقل والحكمه والتروي وتقوية الاوراق الرابحه وهي الصفات التي يتحلى بها عاده رجال الدوله , يتكلم أكثر مما يستمع , يسرد الحكايات من دون أي منطق داخلي متماسك , في وسعه أن يتبنى مبادره في الصباح وينقضها في الليل من دون أن يحرك ساكنا وبالتالي لاشيء فيه كان يدعو الى أن يكون ذاك المثال .
رصاصة مدى الحياة
لفترة طويلة ربما امتدت حتى يومنا هذا بقيت محاولة اغتيال عدي صدام حسين في حي المنصور ببغداد لغزاً دار حوله الكثيرون، فثمة من زعم أن وراء محاولة الاغتيال، خلافاً عائلياً اضطر الرئيس صدام إلى «معاقبة» نجله بزخة إطلاقات رشاشة استهدفته حد العوق دون أن تودي بحياته،ليحد من تحركاته ويكبح جماح نزواته.
ومع اقتراب الذكرى السنوية التاسع عشر لمحاولة اغتياله وكاالة (سكاي برس )تفتح ملف عملية الاغتيال
وتقلب الاوراق ... إنها مجرد محاولة لإثارة الذاكرة عبر طرح مجموعة من التساؤلات التي تستنطق جزءاً من ذاكرة مفقودة التي غيبتها الايام ؟وأكاد أجزم أن طرح هذه الأسئلة او الظنون او الشكوك او اين كانت تسميتها تعود بنا لتلك اللحظات أو الأيام أو السنوات العصيبة التي مر بها العراق .العقود التي لا أدري كيف مرت لتسلّمنا إلى ما نحن فيه الآن.
من كان ورائها
هل هو الرئيس نفسه ؟. وفي ازمة من ازمات غضبه وتشنجه المالوف هدد والده صدام بالخروج من العراق مع والدته ساجدة خير الله طلفاح اذا ما استمر في تقديم وتفضيل اخيه قصي عليه .
ام شقيقه الاصغر قصي؟بعد حدة الخلافات المتزايدة بينهما على ادارة شؤون النظام وان حدة المنافسة بينهما بلغت ذروتها عندما تدخل عدي بشدة لمنع صدور كتاب ومجموعة كراسات تبنت القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم طبعها لصالح قصي تشيد وتروج لشخصيته وقدراته السياسية والاقتصادية والتنظيمية ودوره في حماية الحزب والنظام ,و ان عدي جن جنونه عندما سمع بذلك واقتحم مع افراد حمايته مبنى القيادة القطرية واخذ يكيل الشتائم لكل من عمل على اصدار مثل هذا الكتاب وتلك الكراسات . وامر عدي بمنع توزيعها معتبرا انها بمثابة اعلان الحرب ضده وضد دوره الاول بعد والده صدام في قيادة الدولة .
ابناء عمومته؟ قال حماه السابق عام 2000ان عدي "جشع ولا يصلح لتولي السلطة"
لم تكن هذه القصة هي الوحيدة بين عدي وأقربائه ، حيث يعرف العراقيون جيداً حجم الخلاف الذي يحدث دائماً بين عدي من جهة وأعمامه برزان وسبعاوي ووطبان إبراهيم الحسن ، والتي وصلت في أحيان كثيرة إلى إطلاق النار والتي فقد وطبان إبراهيم الحسن الذي شغل لسنوات طويلة منصب وزير الداخلية رجله نتيجة ذلك وكاد أن يفقد حياته أيضاً ، وكذلك الخلافات التي لم تتوقف مع عمه الآخر برزان الذي شغل فيما مضى منصب مدير المخابرات العامة ، وشغل في السنوات الأخيرة منصب مندوب العراق في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف ، حيث يؤكد العراقيون أن سبب خروجه من العراق هي خلافاته المستمرة مع صدام حسين ونجله عدي .
ولان العائله تعيش ثقافه القريه فبعد تلك الحادثه أرغم الولد الشقي ( حته يعقل )على الزواج من أبنة عمه شذى برزان أبراهيم الحسن وهي أبنه السيده أحلام خير الله طلفاح المتوفيه في حزيران 1999 .
وقد سبق زواجه هذا أن قدم وفد من أهالي القتيل (بارمان ) كامل حنا ججو من قريته المسيحيه في دهوك وأسقطوا حقهم الشخصي بعد أستقبالهم من قبل الرئيس في بغداد . وعاش العروسان أسبوعين عسل وليس شهر كما هو مألوف حيث تركها وحيده في باريس وقفل عائدا الى بغداد ليشعل فتيل مشكلة جديده بين الاخوة صدام وبرزان والاخوات ساجده وأحلام , لكنه أطفأه بتهديده المبطن المرسل الى عمه .وكانت هذه القصة مداعت لتصفيته من قبل العم .
ففي نيسان 1995 أقدم عدي على أطلاق النار على عمه وطبان أبراهيم الحسن وزير اداخليه ويسبب له إعاقه دائمه .
وقيل أن السبب هو مشاده كلاميه وتلاسن حصل بين الرائد لؤي خير الله طلفاح مع وزير الداخليه وطبان أبراهيم الحسن , وقد أستنجد الرائد لؤي بأبن الاخت الذي سريعا ما لبى النداء . وقام العم بتصفية الحساب فيما بينهما وعلى الطريق البعثية؟
بسب طلاقه من ابنة عزة الدوري بعد الاستهزاء بها وابيها على مسمع من اصحابه في جلسة سكر؟ وكانت زوجته الدكتورة هوازن إبنة عزة الدوري كانت ميّالة للدين كثيرا حتى انها حصلت على الدكتوراه في القران الكريم من كلية التربية للبنات جامعة بغداد لكنه طلقها قبل الدخول فيها ما أثار حفيظة عزة ودفعه للاعتكاف في منزله حتى زاره صدام وطيّب خاطره.قائلا له(خلي يولي مايستاهلها)
ولا يستبعد عسكريون عراقيون لجأوا الى الخارج ان تكون محاولة الاغتيال من تنفيذ ضباط من القصر الجمهوري او من أمن الرئاسة، معتبرين ان انسحاب المنفذين من دون الكشف عنهم تدل على اطلاعهم على الاجراءات الامنية المتخذة في المنطقة وعلى معرفتهم الدقيقة بعدي وتحركاته وطبيعة المقاومة التي يتوقعونها، وان كان لا يوجد ما يشير الى تبادل لاطلاق النار لحظة وقوع الحادث.
حسين كامل؟
ولا تستبعد مصادر عراقية مستقلة ان يكون وراء العملية أقارب لصهر الرئيس العراقي السابق حسين كامل وشقيقه صدام بشكل خاص وآل المجيد بشكل عام، بهدف الانتقام لمقتلهم مع أفراد مع عائلتهم بعد عودتهم من عمان التي لجأوا اليها إثر خلافهم مع عدي، وسبق ذلك خلاف آخر بين عدي ووطبان الحسن وأنجاله في آب اغسطس 1995 أسفر عن اصابة الاخير بجروح.
جماعة محمد مظلوم؟
ولم يقل حماس آخرين أعلنوا مسؤوليتهم عن تنفيذ المحاولة مثل الدليميين، انتقاماً لمقتل العميد محمد مظلوم الدليمي،.الذين ينتمون إلى تنظيم عسكري سري يدعى "خط الفرقان" هدفه الإطاحة بنظام الحكم. ذكر ان التنظيم يقوده اثنان من الضباط الكبار هما: اللواء الركن الطيار محمد مظلوم الدليمي والعميد الركن قوات خاصة وضاح الشاوي ٬ وأنهما أسسا التنظيم ابان الحرب العراقية الإيرانية ¬ عام 1987. واستطاعوا شيوخ العشائر من الدليم الحصول على "وعد شرف" و "كلمة رجل"!!من صدام حسين حين التمسوا منه أن لا يعدم المعتقلين. إذ قال لهم بالحرف الواحد: "أعدكم أن لا أقسو عليهم بأكثر من الإقامة الجبرية في منازلهم". وخرج الجميع مستبشرين بالوعد.ليامر صدام باعدمهم بعد خروج الشيوخ منه.
ام فعلا اناس جاءو من وراء الحدود كما وصفهم هو؟
في 27-9-2009 وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية ومن خلال مراسلها في بغداد بيتر فورد نشرت موضوعا عن منفذي العملية ولقاءات مع من شارك فيها قال فيه أن واحدا من الذين شاركوا في العملية قد ألقي عليه القبض في الأردن في قضية مختلفة تماما وسلم فيما بعد إلى أجهزة الأمن العراقية واعترف ببعض التفاصيل.
التفاصيل التي قالها عدي بعد شفاءه
عندما أجرى لقاء معه بعد شفائه من الإصابة وقال أن من أراد قتله يشبه الإيرانيين .لان العرب لايغدرون ؟
ويُنظر الى الكلام المقتضب الذي أدلى به عدي من على سريره في المستشفى واتهم فيه ايران ضمناً بالتحريض على اغتياله حين قال: "معروفون من هم الغادرون ومن أين يأتون. ولو هو صراع رجال فهم خبرونا في ذلك ثماني سنين" في اشارة الى الحرب العراقية - الايرانية، على انه ينم عن "براعة" لدى الحكم في بغداد في التقليل من الآثار التي خلفتها عملية الاغتيال في اوساط العراقيين، خصوصاً في وقت انتشرت فيه الشائعات عن صراعات تشهدها عائلة صدام، وعن الاضرار السلبية التي لن توفر احداً اذا ثبت ضلوع أجنحة في العائلة في تنفيذ محاولة الاغتيال. .
وإذا كانت السلطات العراقية والأجهزة المكلفة بأمن الرئاسة صدمتها العملية لأنها كشفت عن خلل سيحاسب المسؤولون عنه، خصوصاً ان الطريقة التي نفذت بها العملية ومكان التنفيذ ونجاح المنفذين في الهرب ستترك مضاعفات على سمعة هذه الاجهزة التي يحسب لها العراقيون ألف حساب.فر المحاولين بمراء ومسمع من الجميع وحينها اغلقت الطرقات ودخلت بغداد كلها اجهزة ومواطنين في انذار رهيب.
ويعترف مستشار سابق للرئيس صدام حسين حسب ماذكرته جريدة الحياة البيروتية يعيش حالياً في أوروبا بأن الرئيس العراقي نجح في التعامل مع محاولة الاغتيال بطريقة سحبت البساط من تحت أقدام أحزاب المعارضة وفصائلها، التي راحت تتبارى في اصدار البيانات التي تعلن مسؤوليتها عن تنفيذ محاولة الاغتيال. فمخيلات بعض قادة هذه الفصائل استرسلت في شرح تفاصيل المحاولة وأبعادها منذ الاعلان عنها في تلفزيون الشباب وحتى عرض محطات التلفزيون العالمية لصوره وهو يستقبل موفداً قطرياً زاره في مستشفى ابن سينا حيث يعالج.
عد المحاولة لجا رجال الأمن إلى جمع المعلومات ممن كان يبيع في البسطيات في منطقة المنصور قرب مثلجات الرواد وجلبوا رسامين لوضع ملامح للمشاركين في المحاولة وتم نشر تخطيطات الصور في الصحف العراقية وتم التعرف عليهم من قبل أهالي منطقة الشطرة والزعفرانية وأبو دشير ومدينة الثورة(صدام-الصدر) وابلغوا عنهم وعن أسمائهم ونشاطاتهم. تم تجيير العملية من قبل جميع الحركات والاحزاب الاسلامية لكون المنفذين غير منتمين الى جهة معينة سوى (خط الداخل الجهادي) ايام النظام السابق كما اسمو انفسهم.
وأن المشاركين في جريمة الاعتداء كانوا أربعة احدهم يحمل حقيبة رياضية في داخلها بندقيتا كلاشنيكوف ومجرم آخر أوكلت إليه عملية التعرض بإطلاق النار ضمن خطة الاعتداء والثالث يؤمن الحماية لهما. أما المجرم الرابع فكان ينتظرهم في سيارتهم».
وأوضح أن رجال الأمن الذين وصلوا إلى المكان بعد دقائق من وقوع الحادث، عثروا على بندقيتين "ساعدتا في التوصل إلى معرفة هوية مرتكبي الاعتداء الآثم والقبض عليهم بعد جهود حثيثة". وقال المصدر الأمني المخول أن "المجرمين أحيلوا إلى المحاكم ونالوا جزاءهم العادل"، الدكتور سنان حسن مكي الذي يعمل في مستشفى ابن سينا قال أن الأستاذ عدي صدام حسين أصيب بـ15 طلقة نارية وأربعين شظية في هذه العملية وانه كان فاقد الوعي تماما ولا يقوى على الحراك ونبضه شبه متوقف» لدى وصوله إلى المستشفى.
وذكرت جريدة الحياة اللبنانية في حينها بوضوع تفردت به- بعنوان
(محاولة إغتيال عدي صدام حسين . المنفذون معارضون أم من أركان النظام ؟ )
وتشكك أوساط عراقية مستقلة وأخرى معارضة بأن يكون حزب "الدعوة" العراقي الذي أعلن مسؤوليته عن محاولة اغتيال عدي هو فعلاً وراء العملية، وتقول انها لم تعرف ولم تسمع بوجود عراقيين من الشيعة في وحدات عسكرية مكلفة بأمن الرئاسة العراقية، أو في مواقع تتيح لهم معرفة تحركات الرئيس صدام حسين او احد افراد اسرته، اضافة الى ان محاولة الاغتيال جرت في حي المنصور الواقع في الجزء الغربي من بغداد والذي يعتبر من أهم الاحياء الراقية في العاصمة مثل الحارثية والكرادة، وتقع فيه مبانٍ حكومية عدة، أهمها مبنى الاستخبارات الذي يبعد عن مكان وقوع محاولة الاغتيال حوالي 450 متراً، اضافة الى ان معظم المطاعم والمحلات في الحي تتبع بشكل غير مباشر للأجهزة الأمنية. وفي مثل هذا الوضع تستبعد المصادر ضلوع حزب "الدعوة" او اي من أنصاره في التخطيط للمحاولة او تنفيذها في منطقة معروفة باكتظاظها بالسكان.
وصدق كاتب المقال لان عملية مثل هذه تحتاج لتخطيط جهاز مخابراتي واستخباراتي بثقل جهاز الـ ـKGB . لا ان يقوم بها شباب لا يمتلكون قوت يومهم .
وأوردت مجلة "الرافدين" الأسبوعية التي يشرف عليها عدي حينها تفاصيل محاولة الاغتيال بمناسبة مرور أربع سنوات على الحادث نقلا عن مصدر في الامن العامة ان «العملاء المأجورين امضوا شهرين في جمع المعلومات والتردد على موقعين تم اختيارهما مستغلين ازدحام الناس حتى تيقن لهما تردد الأستاذ عدي إلى موقعي الكرادة في رصافة بغداد والمنصور في كرخها، بسيارته بلا حماية".
مذكرات د. علاء بشير.. طبيب صدام حسين الخاص
ذكر الجراح علاء بشير أشرف على علاج عدي صدام حسين ويقول في غرفة العمليات كان هناك ثلاثة أطباء يعملون على إنقاذه وقد بدأ ضغطه يتحسن بعد أن أعطوه كميات كبيرة من السوائل لأن ضغط دمه كاد يصل إلى الصفر عند نقله إلى المستشفى. ثم قاموا بفتح بطنه حيث اخترقت صدره رصاصة من اليسار، بنحو عشرة سنتيمترات أسفل الإبط، ومرت على مسافة قصيرة جدا من القلب لتخترق الرئة وتشق المعدة في طريقها للخارج. كان جراح العظام سنان العزاوي هو الذي استقبله وقام بإسعافه حيث كان مناوبا في مستشفى ابن سينا وقت الحادث.
وبعد أن فتحنا القفص الصدري قمنا بخياطة الثقوب والجروح. ولأن الثلث الأعلى من الساق اليسرى كان قد ثُقب بفعل الأعيرة النارية أخذتُ جزءا من عضلة الساق وسددتُ به الثقب في المكان الذي كانت فيه عظمة الساق. وأخيرا قمت بزراعة جزء كبير من الجلد من الجزء الداخلي للفخذ الأيمن على قصبة الرجل اليسرى لأسُد الفتحات بها.
كما اخترقت عدة رصاصات الفخذ والساق اليمنى دون أن تكسر اي عظام أو تدمر العضلات، واستمر عملنا ست ساعات حتى استطعنا أن نسد الثقوب ونُوقف النزيف الذي فقد عدي بسببه كميات هائلة من الدماء، فقد كان إجمالي ما نُقل إليه من دماء خلال أربع وعشرين ساعة عشرة لترات.
ولعله من الصعب أن يقترب شخص ما من الموت مثل ما حدث ل عدي في ذلك المساء من شهر كانون الأول.
وبينما كنا واقفين في الغرفة الأمامية لغرفة العمليات نغسل أيدينا، إذا بالرئيس صدام حسين وسكرتيره الخاص عبد حمود يدخلون علينا. ولم يبد على صدام اي توتر أو حزن بل كان هدوءه لافتا للنظر. وبعد أن حيانا قال لنا:
(إننا نضايقكم مرة أخرى بمشكلاتنا).
ثم سكت برهة وقال بعدها:
(ولكن الأهم هو أمن العراق والعراقيين).
وسأل عن حالة ولده وأجبناه بأنه بالمقارنة بما حدث له فإن حالته أفضل مما كان يمكن أن تكون عليه. ثم توجه الرئيس إلى غرفة العمليات، فأشرت عبد حمود بأن هذه ليست بالفكرة الجيدة، فالمنظر سيكون صعبا عليه ولكنه لم يجرؤ على إيقافه.
وكان عدي مازال تحت تأثير التخدير نائما على طاولة العمليات عاريا من كل شيء إلا بعض الضمادات على صدره وبطنه وساقه وفخذه، وعلى الأرض بقع كبيرة من الدماء والكثير من الفوط الملطخة بالدماء. فاقترب منه صدام ونظر إليه ثم قال له: (يا بني إن الرجال يجب أن يتوقعوا أن يحدث لهم مثل ذلك).
ثم أخذ يد عدي في يده وقال: (ولكننا على حق والآخرين على باطل). ثم قبَّله على جبينه. وقام قصي الذي كان قد حضر بتقبيله هو الآخر وعلى عتبة حجرة العمليات قبّل قصي يد والده واحتضنه وقبّله على وجنتيه.
ثم سأل صدام: (ما الذي حدث لأخيك)؟
قال قصي كان عدي صائما وبعد غروب الشمس كان في طريقه مع صديقه علي الساهر إلى شارع المنصور ليشتري بعض الطعام (سندويتشات). كان عدي يصوم يومي الاثنين والخميس أسبوعيا، وكان يوم الحادثة يوم خميس. واستكمل قصي روايته: (وعندما نزل صديقه من السيارة هاجمه الجناة).
طلب صدام أن يتحدث مع الساهر. وبالفعل تم إحضاره، وفي اليوم التالي اكتشفنا فقدان عدي القدرة على الحركة في ذراعه الأيسر ويده ورجله اليسرى. بالإضافة لذلك بدأت عينه اليسرى تزيغ إلى الداخل واستطعنا أن نكتشف عن طريق رسم المخ وجود إصابة طفيفة في المخ حدثت بسبب انخفاض ضغط الدم الذي عاني منه بعد الحادث عندما نُقل إلى مستشفى ابن سينا. ولم يكن هذا التشخيص مطمئنا،أعلن مختصو وجراحو المخ والأعصاب في مستشفى ابن سينا في وضوح شـــديد رفضهم لإعــلان هــذا التشــخيص. فالتصــرف الأكـــثر أمنا كان إخفاء هذا الخبــر الســيئ عنه وعائلته. علما بأنه لم يطلب من الأطباء إخفاء الحقيقة.وكانت محاولة إنقاذ عدي أصعب مما ظننا
مساء 13 كانون الاول بث راديو مونتي كارلو بنشره الساعه السابعه خبر وصول أثنان من أمهر الجراحين الفرنسيين الى مطار عمان , على متن طائره مستأجره للحكومه العراقيه وهما برفقه العقيد روكان أرزوقي المجيد , للاشراف على علاج الأبن البكر للرئيس , والجدير ذكره أن العقيد روكان هو أحد مرافقي الرئيس وكان قد وصل الى العاصمه الفرنسيه باريس قبل عشره أيام بعد أصابته بجلطه دماغيه .
ولم يكن عدي يثق بالطب العراقي. ففضلاً عن صديقه الفرنسي الذي أجرى له عملية جراحية في باريس العام 1986 بعد تعرضه لالتواء في مفصل الرجل اليسرى أثناء مباراة في كرة القدم، كان عُدي يستشير بانتظام اختصاصيين ألماناً في التدليك الطبي، واختصاصية فرنسية في علم الجنس، وممسّدة كانت تجيئه خصيصاً من منطقة الكاريبي.
بعض هؤلاء الاختصاصين كانوا يتقاضون مبالغ كبيرة: كان عدي يقدّم نحو مئة وخمسين ألف يورو مقابل ثلاثة أشهر من العلاج،
نهاية العلاج؟
استطاع عُدي أن يعود لمشيته الطبيعية شيئاً فشيئاً، فقد كان بعض الخلل في الحركة العضلية آخر آثار إطلاق النار الذي تعرض له، وقد كانت رجله اليسرى إذا مشى لا تستجيب استجابة كاملة فتنحرف جانباً بعض الانحراف، لكنّ عُدي كان عنيداً ومصرّاً على أن يجلب من الخارج آخر ما أنتجته التقنية من أجهزة إعادة التقويم العضلي. كان مدخل مقر إقامته في القصر كثير الازدحام، إذ كان يستشير من الاختصاصيين من يشاء.
وقد استقدم خبيراً أوروبياً في الدماغ كان يدّعي ابتكاره لطريقة ثورية في الجراحة الدماغية لفحص عضلات الرجل، وقد ترجمتُ حديثهما: إذ حذّر هذا الأخصائي الأطباء العراقيين الموجودين حول عُدي من أن العملية تنطوي على كثير من المخاطر، وكان هؤلاء قد حذّروا عُدي في السابق من هذه العملية، لكنه أبى إلاّ أن يخالف تحفظاتهم، قائلاً بلا تفكير:
ـ أريد أن أخوض هذه التجربة.
لكن الحرب ما لبثت أن قامت ولم تمهله حتى يجري تلك العملية. غير أن عُدي ما فتئ يردّد لطبيبه الفرنسي:
ـ سأصبح عادياً عندما أستطيع أن ألعب لعبة الاسكواش كما كنت ألعبها من قبل!
ـ ولكنك تعافيت.
ـ لقد شُفيت، ولكني حين أطلق النار ببندقيتي الكلاشينكوف أشعر بأن رجلي اليسرى لم تعد مستقرة كما في السابق.
. أعلاميا , فالصحافه والتلفزه لاتنفك مساء كل اليوم تبث نشاطاته ولقاءاته ومقابلاته مع الشخصيات ورجال الاعلام والسياسه والرياضيين من داخل العراق وخارجه , ويظهر ممددا على السرير وقد غطي جسده بشرشف , من لقاءاته التي أبرزها الاعلام مساء 27 كانون الاول 1996 كانت مع الشيخ خليفه بن حمد أل ثاني ولي عهد قطر السابق ورئيس نادي التعاون الرياضي .
وقد عرض (تلفزيون الشباب) في هذه الذكرى فيلما وثائقيا ظهر فيه الأستاذ عدي راكبا فرسا سوداء وهو يتجول في إحدى المزارع. كما ظهر في لقطات أخرى وهو يسبح في نهر دجلة مع أشخاص آخرين ويصطاد الطيور مع شقيقه الأستاذ قصي أو يداعب لبؤتين من مقتنياته.
وما أروع ماقاله الجواهري الكبير حينما علم بهذه الصولة الجريئة التي صفعت النظام أيما صفعة
شكا النتانةََََ حتى عافـك الأجـــلِِِِِِِِ
حين أستضافك في تابوته الشلل
وغلقـت مــدن الموتــى نوافـذها
كي لا تـراك الضحـايا حين تنتقل
ثأر العذارى بسعف النخل يشتعل
ودم اليتـامـى سحـابـات ستنـهـطل
علــى أبيــك بـــراكيــنا مـدمـدمـة
قد زادك الحق جرحـاً ليس يندمـل
ستضحـك الشمـس للأطفـال باكية
ليـلا تكـاثـر فيـه الـرعـب والمــلل
فبوركـت كـف من سـواك مهزلـة
كـف ستعجـز عـن عرفانـها القـبل
---------------------------------------------------------
---------------------------------------------------------
.