بغداد/ حسن الشمري – آيات المرسومي
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منافساً جديداً للمطبوعات الورقية والصحفية، وأجبرت معظم الشباب على العزوف عن قراءة الكتب وتركها على الرفوف، في وقت يحذر ناشطون مدنيون ومثقفون الشباب من الوقوع في "متاهات" خطيرة، قد تؤدي إلى التفكك الأسري، داعين إلى إدامة نبض شارع المتنبي والحرص على متابعة آخر منشورات دار الطباعة.
ناشطون ومفكرون أبدوا أسفهم الشديد لـ"عزوف الكثير من الرجال والنساء عن القراءة"، مشيرين إلى أن 90 بالمئة من الشباب لا يقرأون وخمسة بالمئة منهم يقرأ ضمن الاختصاص المهني والباقي قراءات هامشية إلا ما ندر يطلعون على التاريخ والأدب".
ويضيفون في أحاديث لـ"سكاي برس" ، أن "أغلب الشباب في الوقت الحالي يتركون كتبهم على الرفوف للانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما فيسبوك ويركزون على جوانب التسلية الالكترونية بعيدا عن المنافع المعلوماتية العلمية والأدبية".
انهيار الثقافة والوضع التعليمي
الناشط المدني غيث سعدون يشير إلى عدة أسباب لـ"عزوف الشباب عن القراءة منها وجود مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة الحصول على المعلومات الكترونيا، إضافة إلى أسباب عامة منها الوضع السياسي في البلد وانهيار الثقافة والوضع التعليمي، كل ذلك يؤدي بالشباب إلى عدم القراءة".
ويضيف لـ"سكاي برس"، أن "اغلب الشباب يفضلون النشر على الفيس أو الاستماع إلى الشعر وقراءته"، منوهاً إلى أن "بعض معلومات مواقع التواصل الاجتماعي غير حقيقية ومصادرها غير معروفة ولا يوجد عليها رقيب".
ويتابع سعدون أن "ذلك يؤثر على الشباب وسلوكهم ويبعدهم عن اللقاء مع العائلة"، مستدركاً أن "موقع فيس بوك لديه إيجابيات تتمثل في تشكيل رأي عام ضاغط على الحكومة والسلطة التشريعية".
مخاطر ومتاهات
ويحذر الناشط المدني من وجود "سلوك غير لائق لدى بعض الشباب الذين يحصلون على بعض صور الفتيات ويقومون بتهديدهنَّ بنشر تلك الصور أو الحصول على ما يريدون"، داعياً الفتيات والشباب أيضاً إلى "عدم الانزلاق وراء الشهوات التي توقعهم في متاهات ومخاطر عديدة".
مدير منظمة تواصل لتمكين الشباب وسام جعفر راضي يقول لـ"سكاي برس"، إن " (٧٠- ٨٠٪) من الشباب يستمدون مصادر المعلومات من مواقع التواصل، على الرغم من أن شارع المتنبي يعد ذو خصوصية ثقافية ويعتبر المصدر الاساسي لبيع الكتب وهو اشبه بالمنتدى الثقافي".
ويتابع "في الغالب عدم اهتمام الشباب بالقراءة يعد السبب الرئيس بجعل شارع المتنبي يختص بنخبة بسيطة من الاساتذة والمثقفين، إضافة إلى بعض الشباب المدني الذي هو فاغل على المستوى السياسي والحراك"، لافتاً إلى أن "مواقع التواصل الاجتماعي تبقى عالم افتراضي وتجعل الشباب منغميسن به واصحاب عالم ثاني ويشغل معظم وقت الشباب".
ويقول راضي أن "ظاهرة التهديد في المواقع التواصل ظاهرة سلبية غير جيدة وغير حضارية ونتمنى من الشباب زيادة الثقافة والوعي".
ظاهرة خطيرة تهدد ثقافة البلد
ويصف عادل حسين ذو الـ(26 عاماً) عزوف الشباب عن قراءة الكتب والمطبوعات الدورية بـ"الظاهرة الخطيرة" التي تهدد الوعي الثقافي في البلد، مطالباً الجهات المعنية المختصة بـ"إقامة ندوات ودورات للحد منها".
ويضيف أنا "أرغب بمطالعة الكتب الادبية (الروايات , القصص) ومتأثر كثيراً بالروائية الجزائرية أحلام المستغانمي وبمختلف اصداراتها بعدها جاء التأثير بالكثير من بينهم عبد الرحمن منيف"، لافتاً إلى أن "جيل الشباب هم من ابتعدوا عن القراءة والمطالعة واصبحوا ينشغلون بتوافه الامور التي لاتجدي نفعاَ ولا تشبع رصيدهم الثقافي ومن هذه الامور التي ابعدت الشباب عن التوجه للقراءة هي الحروب المستمرة وشبكات التواصل الاجتماعي".
محسن كريم (تربوي) اعتبر أن "الشباب في العراق لا تقرأ الكتب الدينية أو الثقافية أو العلمية الا عند الحاجة ولتحقيق غرض معين دراسي او وصولي، ونحتاج الى ان ننمي رغبة القراءة في نفوس الشباب"، مشيراً إلى أن "الطريقة الاسهل والاكثر فائدة ان تدرج مادة الثقافة ضمن المناهج الدراسية من المرحلة المتوسطة حتى الجامعة بان يتم اختيار مجموعة من الكتب الدينية الوسطية ، والثقافية العامة، والكتب العلمية المسلية، ويتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات من 4 إلى 6 طلاب وتعطى كل مجموعة كتاب وبشكل دوري".