Skip to main content

معدلات "مُخيفة" للطلاق بسبب "الخيانة الالكترونية" والزواج المبكر ومطلقة لـ"سكاي برس": افكر بالانتحار

تقاريـر الأحد 06 كانون أول 2015 الساعة 23:50 مساءً (عدد المشاهدات 2054)

بغداد/ حسن الشمري: ارتفعت نسب الطلاق في المجتمع العراقي إلى معدلات "مُخيفة"، إثر قلة الوعي الاجتماعي والديني، بالإضافة إلى الخيانة الزوجية التي لم تقتصر على "الزنا" بل طرقت أبوابا أخرى لم تكن معروفة للمجتمع في السابق، فالتواصل الالكتروني لم يبقِ الخيانة رهينة المراسلات فقط أو الحوارات أو الصور بل تحول في بعض الأحيان إلى واقع ملموس.

وسجل العراق منذ بداية العام الحالي نحو 50 ألف حالة طلاق رسمي بمعدل 150 حالة يومياً، فيما جاءت بغداد في المرتبة الأولى بين المحافظات بنحو 22 ألف حالة، وبموجب الإحصاءات الرسمية فان المعدلات تصاعدت بما يقارب الضعف عمّا كانت عليه في العام 2004، بسبب التغييرات التي طرأت على المجتمع من بينها دخول التكنولوجيا بأنواعها إلى البيوت.

الزواج عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي زاد من المشكلات الاجتماعية بشكل كبير لاسيما ان الطرفين يحلمون بحياة وردية ومن ثم يصطدمون بالحقيقة المرة، هكذا بدأت سوزان علي حديثها لـ"سكاي برس"، وتضيف "انا مثلا تعرفت على احد المعجبين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتعرفت عليه وكان بتظاهر بانه لطيف وصاحب خلق".

وتوضح "بعد الزواج تبين العكس فظهر أنه يتعاطى حبوب مخدرة ويهلوس واثناء الهلوسة يتحدث عني بكل سوء عند اقاربة ويتهمني بشرفي حتى وصل الكلام لاهلي، وجبروني على الانفصال وحاليا مطلقة بالرغم من عدم استمرار الزواج لمدة عدة اشهر".

وتتابع أنا "حاليا اعيش بظروف نفسية صعبة جدا وفكرت عدة مرات بالانتحار لكن اخاف عقاب الله وبالتالي تراجعت".

خيانة زوجية عبر "فيس بوك" 

قاضي الأحوال الشخصية في بغداد أحمد جاسب الساعدي يقول أن "دعاوى عديدة كان سببها الرئيس أرسلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتم ضبطها"، ويشرح أن "طلاقاً حصل بين زوجين لكثرة أصدقائهما على موقع (فيس بوك)، والطرفان أقرّا بذلك أمام المحكمة، بحجة أن كلا منهما يردّ على مواقف الآخر بالطريقة ذاتها".

والقضاء العراقي وبحسب الساعدي "لم يعرف أسباب طلاق كهذه إلا مؤخراً مع اتساع نطاق تعاطي المجتمع العراقي مع وسائل التواصل الافتراضية".

ويقول القاضي كاظم عبد الزيدي إن "التواصل الالكتروني لم يبق الخيانة رهينة المراسلات فقط، بل تحولت في بعض الأحيان إلى واقع ملموس"، ويسرّد واحدة من الحالات الغريبة بأن "رجلا تعرف على امرأة متزوجة عبر (فيس بوك) واتفقا على اللقاء رغم أنهما يسكنان في محافظتين متباعدتين"، موضحا أن "المرأة استغلت غياب زوجها واستقبلت عشيقها في بيتها ومارست معه علاقة جنسية"، مبيناً "لكن زوجها عاد فجأة ليكتشف الأمر".

المحامية مروة عبد الرضا تقول أن قصور القانون على محاربة انتشار ظاهرة الزواج المبكر وان القانون العراقي توجد به بعض الثغرات وبالتالي انتشار حالات الطلاق من بعد مايصبح لديهم اطفال لايتحمل الطرفين مسوؤلية اطفالهم وتبدا المشاكل بين الطرفين ويتم الانفصال بينهم".

الزواج المبكر والفقر وراء انتشار الظاهرة

وتضيف أن "اغلب حالات الطلاق هي نتيجة الزواج المبكر والفقر وعدم توفر سبل المعيشة وانعدام فرص العمل لدى الشباب وخصوصا الاوضاع الامنية وحالات الارهاب"، مستدركة "لكن السبب الرئيسي هو التغرات القانونية وكثرة حالات الزواج المبكر وبالتالي تخرج المراة من هذا الزواج بتنازل عن جميع حقوقها في سبيل الطلاق والانفصال عن زوجها وهذا يختص بموضوع المخالعة". 

وتوضح أن "نسبة الطلاق تكون هي 80% في المحاكم وهناك نسب شهرية ونسب نصف سنوية وسنوية هناك محاكم تكون بها اعداد نسب الطلاق ومن ضمنها محكمة مدينة الصدر توجد بها اعداد هائلة من الطلاق وبعض الماحكم كذالك ونسب الطلاق تكون بااعداد كبيرة خصوصا في المناطق التي تعيش بها الطبقة الفقيرة والمناطق الريفية كذالك".

أزمة اقتصادية 

أستاذ علم الاجتماع الدكتور احمد علي العبودي يشير إلى وجود أسباب اجتماعية واقتصادية وثقافية تتفاعل معاً في المجتمع كي تؤدي إلى الطلاق، ويضيف أن التغير الاجتماعي الذي صاحب التحولات الاقتصادية ضاعف من حالات الطلاق، وأدى إلي سرعة وقوعه 

ويقول العبودي لـ"سكاي برس"، إن للأزمة الاقتصادية تأثير فارتفاع الأسعار والفقر والعجز الذي يصيب الأزواج أمام الوفاء بمتطلبات الحياة الزوجية المادية يؤدي لوقوع مشكلات يومية توهن العلاقة الزوجية وتحدث مشكلات باستمرار تؤدي لانهيار الحياة الزوجية.

سوء اختيار الشريك 

رجل الدين نصير القريشي يوضح أن ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع ترجع من عدم الاختيار الجيد من البداية، بل سوء الاختيار سواء من قبل الفتاة أو الشاب، أو الأسرة لأن معيار الزواج الأول للأسف أصبح المادة فقط، والنظرة المادية هي التي تسود مسألة الزواج، ولم نعد نأخذ بوصية الرسول صلى الله عليه وأله وسلم حين قال (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، وإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). فالأساس في الزواج هو خلق الزوج ودينه، كي نؤسس بيتاً قوياً.

ويضيف أن السبب الآخر لهذه المشكلة هو عدم تربية الأبناء بشكل جيد، فالزواج ليس نزهة ولكنه مسئولية فهو بناء بيت وصبر ولكن الأم لم عد تربي ابنتها عليها، فنحن بحاجة إلى تربية سليمة ووعي ومعرفة جيدة بقواعد الزواج حتى لا يفاجأ كل منهما بعد الزواج بأمور لم يستعد لها".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك