كتـــــبـــــ/ مــــــــٰـراد الغضبان
لم يعد الطلاق نهاية علاقة صار افتتاح موسم صار حلقات متسلسلة الجزء الأول عن الخيانة، الثاني عن الحضانة، والثالث عن سحب الراتب وخيانة العشرة أما الموسم الرابع فمفتوح… بناءً على مشاهدات الجمهور
كان الناس يطوون مشاكلهم تحت عباءة الليل واليوم يفرشونها على تايملاين فيسبوك، وعلى شاشات الإنستغرام، وعلى هواء البرامج الليلية هو يشتكي:خذت جهالي وباعت سيارتي وهي ترد:(عليّ الله، من يوم العقد وأنا أتعنّف) والمتابعون يعلّقون، يتندّرون، يضحكون، يعيدون النشر
هذه ليست بيوت هذا استوديو وهؤلاء ليسوا ناسًا في ضيق بل صاروا ممثلين تحت ضغط الحاجة للـ”إعجابات” أو لجبر الخواطر الرقمية منذ متى صار عرض الخصام مشهدًا مفتوحًا؟
منذ متى صار المذيع يسأل امرأة على الهواء: شلون خانج وبيا ساعة؟ وشكد طول؟؟ أي ابتذال هذا؟ أي فجور في الاستخدام..
وسائل الإعلام لم تعد تكتفي بهزّ الصورة الآن تشارك في الردح المذيع يعطي الضيف المايك ليصرخ والمخرجة تتأكد أن الكاميرا قريبة من دمعة الطفل والمنتج يعدّ الأرباح من مشاهدات اليوتيوب أما مواقع التواصل، فهي السوق الذي تُباع فيه الفضائح بالتجزئة بوست من هنا مقطع من هناك ستوري يبكي فيه الرجل وتعليق تقول فيه المرأة: “نعم، أنا طلّقته عالهوا، شنو بيها؟
” صار الطلاق “عرض أزياء..والزواج بوست احتفال مؤقت، والستر فكرة بالية صار الرجل والمرأة خصمين على الشاشة والمتابع حكمًا جاهلًا، يصفّق للخسارة من الطرفين
يا هؤلاء، ما هكذا تُبنى المجتمعات ولا هكذا تُحل المشاكل ولا هكذا تُصنع النجومية
ما بُني في البيوت لا يُنشر في العناوين وما انكسر بين اثنين لا يُعرض كإعلان مدفوع الأجر ستر البيوت ليس ضعفًا والحفاظ على الخصوصية ليس رجعية
لكننا في زمن يطرد الحكمة من الباب ويُدخل الفضيحة من النافذة ثم يكتب عليها...محتوى توعوي
لا أحد خرج من فضيحة رابحًا لا الزوج كسب احترامًا ولا الزوجة استعادت كرامتها ولا الطفل فهم ما حصل ولا المتابع بقي إنسانًا بعد كل هذا الهضم الأخلاقي
تبًا لكل من جعل الطلاق مادة للفرجة وتبًا لكل من حوّل خراب البيوت إلى فرصة إعلامي