Skip to main content

السلطة اللبنانية تحولت إلى "قاتل متسلسل" .. شرب فنجانه وغادر "شارع الحمرا" بعد ان ضغط الزناد مع عبارة مؤلمة !

عربية ودولية السبت 04 تموز 2020 الساعة 12:56 مساءً (عدد المشاهدات 2808)

متابعة/ سكاي برس

"علي الهق" أطلق النار على نفسه في أحد مقاهي شارع الحمرا البيروتي الشهير. تناول فنجان قهوته ورحل. بإرادته؟ قد يقول كثيرون: أجل. هو ضغط على الزناد.

 ولكن هذا منطق يسهل انتقاده. الظروف الاقتصادية والاجتماعية لا يفرضها شخص على نفسه، بل تفرَض عليه وقد يعاني الويلات من جرائها. تفرض؟ لا الفاعل ليس مجهولاً. الفاعل هو السلطة وطبقة سياسية فاسدة أمعنت في إفقار اللبنانيين طيلة ثلاثة عقود.

الرمزيات كثيرة. ربما أراد علي توديع نمط حياة لم يعد بمقدوره عيشه ولذلك اختار الرحيل من مقهى.

 لبنانيون كثيرون مثله ودعوا أنماط عيشهم القديمة بسبب الغلاء ونفاد سلع مستوردة كثيرة بسبب أزمة انهيار العملة وشح الدولار، والآن إما ينتظرون ما سترسو عليه الأمور ليحاولوا التكيّف مع الوضع الجديد أو يفكّرون بالهجرة أو بالانتحار.

لم يكتب علي رسالة انتحار طويلة. كتب جملة بسيطة: "أنا مش كافر". يعرف أن كل مَن يسمعها سيردد تتمتها في ذهنه: "بس الجوع كافر".

انتحار علي ليس فعلاً معزولاً. هو إيصال فكرة تراود عشرات آلاف اللبنانيين اليوم إلى خواتيمها.

هو ليس الأول ولن يكون الأخير. سامر حبلي انتحر اليوم أيضاً في منزله الواقع في منطقة وادي الزينة، قرب مدينة صيدا. غافل زوجته وابنته وشنق نفسه لأن فقره أرهقه.

كل فترة نستيقظ على خبر انتحار لبناني أو لاجئ سوري أو عاملة منزلية أجنبية. العامل المشترك بين كل الحالات هو الأزمة الاقتصادية وضياع الحقوق. السلطة تحوّلت إلى قاتل متسلسل.

تعب اللبنانيون من كل شيء. تعبوا من طبقة سياسية وقحة مؤخراتها ملتصقة بكراسي السلطة ولا يعرفون كيف ينتزعونها عنها. تعبوا من مناكفات السياسيين غير المجدية. تعبوا من التأييد. تعبوا من الاعتراض. حتى الحركات الاحتجاجية لم تعد تخرج لهدف. سيمتعض كثيرون من هذا القول. ليمتعضوا. الناس صارت تخرج إلى الشوارع للصراخ، للتعبير عن الوجع، للقول نحن هنا، موجودون، انظروا إلينا.

 

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك