Skip to main content

الفنادق العراقية تنتعش رغم الأزمات: أرباح مضاعفة وملايين النزلاء الأجانب يتجاوزون التوقعات

المشهد العراقي الخميس 10 تموز 2025 الساعة 13:47 مساءً (عدد المشاهدات 75)

سكاي برس(خاص)

رغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي كبلت العراق لعقود، تكشف الأرقام الرسمية للعام 2023 عن انتعاش ملفت لقطاع الفنادق السياحية في البلاد، وسط مؤشرات تؤكد تحوله إلى رافعة خفية للاقتصاد المحلي، وواجهة جديدة لاستقطاب الزوار من الداخل والخارج.

فقد تجاوز عدد الفنادق السياحية حاجز 2418 فندقًا، محققًا قفزة بنحو 86% خلال عقد واحد فقط، في دلالة على عودة الثقة النسبية بالقطاع السياحي، وانتعاش حركة رؤوس الأموال المحلية نحو الاستثمار الفندقي والخدمي.

وعلى مستوى العوائد، سجلت الفنادق إيرادات تقدر بحوالي 695 مليار دينار عراقي في 2023، بزيادة ضخمة بلغت 166% مقارنةً بإيرادات عام 2015. هذه الأرقام تطرح تساؤلات جدية: هل نجح العراق في تحويل مواسم الزيارات الدينية والسياحة الداخلية إلى مصدر ثابت للعملة الصعبة والتنمية المحلية، أم أن الأرقام تخفي وراءها ضعفًا في باقي القطاعات السياحية المكملة؟

أما من حيث عدد النزلاء، فقد استقبلت الفنادق العراقية نحو 9.5 مليون نزيل خلال العام الماضي، بينهم أكثر من 2.7 مليون نزيل أجنبي، أي بنسبة 28% من الإجمالي. وهنا يبرز ثقل السياحة الدينية بوضوح: فقد تصدرت النجف الأشرف قائمة المحافظات الأكثر استقطابًا للنزلاء الأجانب بنسبة 35%، تليها كربلاء المقدسة بـ 30%، بينما احتفظت أربيل بحصة لا يُستهان بها بلغت 11.6%، مما يعكس دور إقليم كردستان كوجهة بديلة للسياحة الترفيهية والمؤتمرات.

وعلى الصعيد المحلي، تفوقت السليمانية بشكل لافت، مستحوذة على 29% من إجمالي عدد النزلاء، متقدمةً على كربلاء التي سجلت 20%، وأربيل بـ 18%. ويقرأ بعض المراقبين هذه الأرقام كإشارة إلى تحوّل بعض المحافظات المستقرة أمنيًا إلى مراكز جذب داخلي وبديل للترفيه، وسط نقص البنية التحتية في مناطق أخرى.

إن هذه القفزات الرقمية تضع صناع القرار أمام مسؤولية أكبر: استثمار الزخم لتطوير خدمات النقل والمطارات والأنشطة السياحية المتنوعة، وربط قطاع الفنادق باقتصاد أوسع لا يقتصر فقط على مواسم الزيارات. وإلا سيظل هذا الانتعاش محصورًا في غرف الفنادق، بلا أثر مضاعف حقيقي في سوق العمل وباقي القطاعات الإنتاجية.

قطاع الفنادق العراقي يكشف عن وجه مشرق وسط أزمات مزمنة، لكنه في الوقت نفسه يطرح سؤالًا جوهريًا: متى تتحول هذه العوائد إلى صناعة سياحية مستدامة لا تقف عند سرير الفندق، بل تتخطاه إلى مشاريع جذب واستثمار طويل الأمد

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة