سكاي برس/ بغداد
في مشهد أثار موجة واسعة من الجدل والسخرية، ظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جالسًا في الصفوف الخلفية خلال فعاليات قمة “روسيا–أفريقيا”، بينما تصدّر الصفوف الأمامية قادة دول وُصفت بأنها “ذات ثقل استراتيجي”، ما اعتُبر تهميشًا متعمّدًا وغير مسبوق لموقع مصر ورئيسها في مثل هذه المحافل.
اللقطة لم تكن تفصيلًا بروتوكوليًا عابرًا كما حاول البعض تبريره، بل جاءت ضمن سياق مدروس بعناية من موسكو، يعكس إعادة ترتيب العلاقات والأولويات، ويضع القاهرة في خانة “الشركاء الثانويين”، لا “الحلفاء المقرّبين”.
بوتين، بخبرته السياسية الحادة، لا يُخطئ في الرسائل الرمزية، وقد وجّه واحدة من أقساها إلى السيسي، ليس فقط بوضعه في مؤخرة القاعة، بل بعدم الإشارة إليه أو استدعائه إلى المقدمة حتى في اللحظات البروتوكولية التي تُمنح مجاملة.
الشارع المصري والعربي تفاعل مع المشهد بسخرية لاذعة، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات لاذعة على غرار: “الرئيس في القمة.. لكن خارج الصورة”، و”القاهرة ترسل رسالة دعم لموسكو.. فترد موسكو بإرسال السيسي إلى الخلف”.
الأسئلة التي تطرح نفسها اليوم: هل باتت مصر فعليًا خارج دوائر التأثير في النظام الدولي الجديد؟ وهل يعكس هذا المشهد حصاد سنوات من سياسة خارجية اعتمدت على شراء الود لا بناء المكانة؟
بغضّ النظر عن الإجابة، المؤكد أن القمم لا تفضح بالمواقف فقط، بل بتوزيع المقاعد أيضًا