Skip to main content

رغد صدام..الزمن لن يعود الى الوراء

مقالات الخميس 18 شباط 2021 الساعة 10:52 صباحاً (عدد المشاهدات 2182)

سكاي برس /

بقلم : سمير الربيعي...

- (ما هذه المواكب التي تغدو وتروح الى بابك في كل يوم اما لك مغزل يشغلك او مصحف يذكرك او بيت يصونك؟!)

من كلام للخليفة العباسي  موسى الهادي لامه الخيزران لتدخلها بشؤن الحكم

-------

- هل هي محاولة لإعادة ركائز " البعث" الى حيز الوجود؟... ام القصد منها اهداف انتخابية؟

 في عام 1968تولى حزب البعث السلطة في العراق ولايستطيع ذي لب ان ينكر إن هذه الفترة قد شهدت بناء ملحوظا للاقتصاد إبان حكم البكر ونائبه صدام، إذ اتجهت البلاد نحو النفط كأساس للدخل الاقتصادي، وخصص من وارداته 70% للإعمار و 30% للموازنة، وهو ما أنعش العراق ليشهد تقدما عالميا في تلك الفترة"و.تمكن بفضل ذلك من تأسيس سكة حديدية والنهوض بالتعليم حتى أصبح مساويا للدول الإسكندنافية باعتراف منظمة التربية والعلم والثقافة (يونسكو)، و"وضع الكثير من أسس النهضة الحديثة"

في غمرة هذه الاحداث وهذه الرفاهية التي كانت يشهدها العراق ولدت رغد وهي الابنة الأولى والكبرى لوالديها النائب حينها صدام حسين وزجته  ساجدة خير الله طلفاح،ولدت رغد وفي فمها ملعقة من ذهب، عاشت على الترف و الرفاهية والتنعّم الوفرة اذ اقبت هي واخوتها على  مباهج السلطة وترفها بشراهة ودموية الوحوش المتضوّرة جوعاً كل شي مباح لهم, الثراء السريع والسلطة المطلقة  للسيد النائب ومن بعد السيد القائد أسكرا العائلة ومن ثم الاعمام ثم العشيرة.

لكن القوانيين الصارمة التي وضعها صدام على زوجته وبناته  لم تكن تسمح للنساء مثلاً بتناول الطعام مع الرجال في المحافل أو تتيح لهن المشاركة في اتخاذ القرارات المهمة، هن مجرد متلقيات للأوامر منذ ولادتهن حتى يتم تزويجهن في سن مبكرة,كانت طريقة تعاطي صدام  مع النساء المحيطات به، بل والإناث بشكل خاص مرعب حتى الموت.

رغم افتخاره وفي تسجيل صوتي بان عدد السافرات في العراق بعد ثورته بدأ بازدياد وانا امهات الجرغد بدأ يقل https://www.youtube.com/watch?v=tFwu3NmTsEU

لكن تلك العائلة من البنات دون الذكور رغد واخواتها رغم تنعمها  بمظاهر الرخاء المادي،لكنا أباهما  كان يعد "حريمه" كائنات من درجات دنيا, وعلى الرغم من انفتاح المجتمع وقتها, لم يكن مسموحاً لرغد ووالدتها واخواتها  أن يظهرن في الصورة معه أو التعاطي مع الحراك الثقافي والفني النابض الذي ميّز العراق عن سائر البلدان المجاورة له منذ بدايات القرن العشرين.

لقد كان للمراءة العراقية دورا مميزا في الحياة الاجتماعية.فقد جدد لهن الرئيس  ثقته واحتفاءه بهن وقد منحهن حق الانتخاب، وكان بامكانه ان يشارك بناته في هذه الحياة وفي جميع الأنشطة وعلى الصعيد الانساني على اقل تقدير.

لم تكن الزوجة ساجدة تظهر إلى جانب زوجها في لياليه التي كان يقضيها خارج البيت، ولم تكن أيضا شريكة مهمة في بلوغه السلطة.. لقد أصبحت التلميذة النموذجية سابقا، معلمة ثم مديرة مدرسة مختلطة حتى وصول زوجها للسلطة، ما جعلها تتخلى عن منصبها وبأمر منه.

في اذار من عام  1983وفي سن الخامسة عشر خرجت رغد من طوق ابيها الى حجر زوجها كانت تظن ان الحياه المقبلة ستكون سهله واكثر رفاهيه لكنها لاتدري انها اضافت قيدا اخر على قيد ابيها فلازال شبح الاب يطاردها حتى في خلوتها.

لكن ماكان يمنيها بالحياة هو تسلق زوجها  سلم النفوذ سريعاً حتى صار  ذراع صدام اليمنى ووزيراً للتصنيع العسكري، الأمر الذي استفز باقي أفراد الأسرة وفي مقدمتهم الشقيقان عدي وقصي,

عاشت ابنة الرئيس كابوس الضغينة والعداوة بين شقيقها وزوجها وربما هي من زينت له الفرار من العراق بل هي من جعلت منه رئيس العراق \\https://akhbaar24.argaam.com/article/detail/532687 وهذا دليل على انها ساهمت بل شاركت بقتل زوجها فمن المؤكد هي من جعلته يتمرد على سيده وهي من ارجعته لحظنه ليبطش به عن طريق عشيرته التي اطلقت عليه 51 قذيفة  لاحراق المنزل وقتل جميع المتحصنين فيه من نساء واطفال ورجال في معركة سميت معركة غسل العار.

لكن بعد أسابيع من هذا الخطب الجلل ، صدر عن مجلس قيادة الثورة قرار غريب يعلن على الملأ أن حسين كامل "شهيد الغضب"لكن كان هذا القرار لا يراد به ادخال القتيل الجنة وانما اراد به  ليرث اولاده ماترك,

أمضت الأرملة الشابة أيامها الطويلة المرة مع اولادها ناقمة على كل من حولها بعيدة عن الكل اصدقاء واقارب اعتكفت في مزرعتها بالدورة بعيداً عن أنياب ومخالب أب قاس لا يرحم وإخوة متربصين وقبيلة ناقمة ومتآمرة عليها،

 حتى جاءها الفرج مع غزو العراق. تهاوت قضبان سجنها العتيد فجأة فحملت نفسها وأبناءها إلى حيث المال الوفير الذي كان زوجها قد هرّبه إلى الأردن كي تحتفل بحريتها التي طال انتظارها بين ربوعه. ظهرت على الناس مبتهجة ومستعدة لفضح ظلم والدها وبطشه،

فكان اول لقاء لها من الاردن اطلت علينا بوجه شاحب وعينان ذابلتان وشفاه ترتجف واصفة عشيرتها بانهم  يستحوذون لوحدهم على أكثر من نصف خزين الحقد والضغينة لدى بني البشر ناهيك عن الحسد والكره... https://www.youtube.com/watch?v=iXMCQxy-oUg

لكن بعد مضي اكثر من عقد ونصف خرجت علينا مزهوه بشبابها الذي استعارته من الزمن لتحكي لنا امجاد ابيها ذلك الاب الوديع المسالم وكأننا لم نعش واياها بكابوس سرق منا كل احلامنا بل حياتنا.

فايا ايتها الارملة المتصابية ان زمن الصبا ولىّ، فقطار العمر يمضي في اتجاه واحد، ولن يعود ابدا الى الوراء.وانا الله يسمع من يشاءا وما انتي بمسمعه من في القبور.

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك