Skip to main content

هل هو تحضير لــ "معركة امريكية ايرانية في "العراق"؟ .. وهل سيتحول الملف العراقي من الحرس الثوري للإستخبارات ؟!

المشهد السياسي السبت 04 نيسان 2020 الساعة 14:23 مساءً (عدد المشاهدات 2136)

بغداد/ سكاي برس

في ظل مواجهة كورونا الذي يحصد حياة الآلاف من البشر يوميا، غرد الرئيس  دونالد ترامب نهاية الاسبوع الماضي، متوعداً إيران بعمل عسكري "باهظ الثمن" في حال هاجمت القوات الأمريكية في العراق.

وكتب ترامب، في الأول من نيسان "بناء على معلومات، تخطط إيران أو حلفاؤها لهجوم غادر يستهدف قوات أمريكية أو منشآت في العراق"، مضيفاً "إذا حدث ذلك فإن إيران ستدفع ثمناً باهضاً جداً".

وقال ترامب في مؤتمر صحافي: "لدينا معلومات تفيد أنهم يخططون لشيء ما، وهي معلومات مؤكدة".

وفي رد سريع على ترامب، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن "بلاده لا تبدأ الحروب لكنها تلقن الدروس لمن يفعلون ذلك"، مضيفاً في تغريدة على تويتر أن "إيران ليس لديها وكلاء كما يزعم ترامب بل أصدقاء".

تحضير للمعركة؟

وتأتي تهديدات ترامب لطهران بعد ثلاثة أيام من نشر وسائل إعلام أمريكية معلومات مفادها أن الجيش الأمريكي وميليشيات موالية لإيران يستعدان لمواجهات عنيفة في الأسابيع المقبلة.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد كشفت، في 28 آذار الماضي، عن أن وزارة الدفاع (البنتاغون) أمرت بالتخطيط لحملة عسكرية واسعة لتدمير الميليشيات الموالية لإيران في العراق.

وذكرت الصحيفة أن قائد القوات الأمريكية في العراق روبرت وايت حذّر من أن هذه الحملة قد تكون دموية وتؤدي إلى نتائج عكسية وتهدد بالحرب مع إيران.

وقال وايت إن الحملة العسكرية الجديدة تتطلب أيضاً إرسال الآلاف من القوات الأمريكية، لافتاً إلى "أن هدف المهمة الحالية في العراق تدريب القوات العراقية على محاربة داعش".

وكانت القوات الأمريكية قد قامت، خلال الأيام الماضية، بعملية إعادة تمركز في العراق، حيث انسحبت من قواعد قريبة من الميليشيات الموالية لإيران وتمركزت في قواعد أكثر تحصيناً، كما نشرت منظومات دفاعية من طراز "باتريوت" المضادة للصواريخ لأول مرة في العراق.

اللافت أن هذه التوترات تأتي في وقت يعاني كلا البلدين ارتفاعاً كبيراً في عدد ضحايا كورونا، وهذا ما دفع العديد من المحللين للتساؤل عن مدى وجود شهية لدى واشنطن وطهران لخوض أزمة أخرى في ظل تزايد حصيلة قتلى الفيروس.

بشأن هذه التساؤلات، رأى المحلل المختص في الشأن الإيراني موسى الشريف أن لدى طهران مشاكل وأزمات داخلية وحصاراً خانقاً وتريد تصدير مشاكلها من خلال استيلاد مشكلة خارجية كي تجعل منها شماعة لأزمتها الداخلية.

بالاستناد إلى المنطق نفسه، رأى المحلل الايراني محمد صالح صدقيان أن مستشارين لترامب يدفعونه لعمل عسكري في العراق بغية التغطية على فشله في معالجة كورونا داخل الولايات المتحدة.

في سياق متصل، كشفت تقارير صحافية عن أن قائد فيلق قدس اسماعيل قآني زار العراق أخيراً، وهذا ما اعتبره محللون تمهيداً لتصعيد جديد ضد القوات الأمريكية.

وقال مدير برنامج السياسيات في مؤسسة "متحدون ضد إيران النووية" جايسون برودسكي: "يأتي تحذير ترامب في الوقت الذي اختتم فيه الرئيس الجديد لفيلق القدس زيارته الأولى للعراق، في نهاية أعياد النوروز، وذكرى مرور ثلاثة أشهر على وفاة سليماني. هذا التسلسل مماثل للتسلسل نفسه الذي سبق هجوم قاعدة التاجي في 11 آذار/مارس حين زار رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني العراق".

بدورها، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن قآني زار العراق في محاولة لتوحيد الزعماء السياسيين العراقيين من الكتلة الشيعية، تمهيداً لتأليف حكومة جديدة.

ولا تزال الكتل الشيعية تعاني اختلافاً كبيراً إذ يرفض بعضها تكليف عدنان الزرفي برئاسة الحكومة العراقية، وخصوصاً "كتلة الفتح" وميليشيات "عصائب أهل الحق" التي تتهمه بالموالاة لأمريكا.

ولفت الشريف، في حديث صحفي الى ان "موقف إيران ضعف في العراق عقب انتفاضة الشباب العراقي، خاصة أنهم من الشيعة، كما أن فشل الأحزاب وفسادها أساءا إلى سمعة طهران".

وأضاف: "مقتل سليماني فاقم هذه الأزمات وزاد من ضعف النفوذ الإيراني، لذا يحاول قآني ملء الفراغ وإعادة ترتيب المشهد لأنها المرة الأولى التي تفشل فيها الكتل المحسوبة على إيران في التوافق على شخص رئيس الوزراء".

ولفت محللون عراقيون إلى أن زيارة شمخاني وقآني تعكس وجود ارتباك أو صراع بين الخارجية الإيرانية والحرس الثوري في إدارة الملف العراقي، وهو الملف الذي كان يديره سليماني بمفرده.

وقال المحلل السياسي العراقي فراس محمد: "إذا ما فشل قآني في مهمته في العراق، أعتقد بأن الملف العراقي سيتحول من الحرس الثوري إلى وزارة الخارجية أو الإستخبارات الإيرانية، فلم يعد هناك مزيد من الوقت لتعيد إيران ترتيب أوراقها في العراق".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك