Skip to main content

انشغال "الاحزاب" وتنافسها لـ"مناصب" أكبر.. ابعد "سلطتهم" عن الشارع العراقي .. واشنطن بوست تقيّم بغداد

المشهد السياسي الثلاثاء 28 آب 2018 الساعة 13:46 مساءً (عدد المشاهدات 2152)

ترجمة/ سكاي برس

صحيفة الـ"واشنطن بوست"

يتوجه أشخاص إلى المنزل بعد تناول العشاء مع العائلة والأصدقاء، في حين تبدأ بغداد ليلتها باكرا من يوم خميس يضج بالناس والاضواء .

تقول كاتبة التقرير، "ليز سلاي"، بعد مرور خمسة عشر عاما على غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة، وغرق البلاد في دائرة من التمرد والحرب، تمر بغداد نوعا ما بنهضة جديدة، لا يزال التمرد والضعف خلالها واضحا أكثر من أي وقت مضى.

العراقيين الغاضبين من فساد قادتهم وفشلهم في توفير الضروريات الأساسية مثل الكهرباء والمياه قضوا الصيف في احتجاجات في أجزاء كثيرة من البلاد، لكن هنالك القليل من التفاؤل في أوساط السكان الذين يشعرون بالحنق في المدينة التي مزقتها الحروب والتي تم سحقها مرات عديدة في الماضي لتجسيد الأمل في مستقبل أكثر إشراقا.

لكن لأول مرة، تبدو بغداد على الأقل ليست في حالة حرب، على الرغم من وجود انفجارات، وحوادث خطف بين الفينة والاخرى .

يبدو ان بغداد بدأت تتنفس قليلا، حيث انتشار المقاهي والنوادي والحانات، اضافة الى انتشار مراكز التسوق ودور العرض السينمائية التي تعرض أحدث الإصدارات، وهنالك مطاعم على ضفاف النهر، ومسرحيات وليالي كوميدية في المقاهي .

اما أيام الجمعة، فيقوم الشعراء بقراءة أعمالهم، والفنانين يعرضون لوحاتهم في حدائق العهد العثماني المحيطة بشارع "المتنبي"، الذي سمي على اسم الشاعر العراقي من القرن العاشر، حين كانت بغداد ايقونة العالم المتحضر.

ويقول العراقيون إن المدينة لا يزال أمامها طريق طويل إذا ما أرادت استعادة امجادها الماضية كعاصمة للثقافة والترفيه، لكن هناك إجماع واسع النطاق، على أنه في أي وقت خلال الأربعين سنة الماضية، منذ أن حصل صدام حسين على السلطة المطلقة وقاد العراق إلى سلسلة من الحروب المدمرة، كانت بغداد حرة وممتعة كما هي الآن.

وقال علاء قحطان، وهو مخرج مسرحي، حضر إلى "قهوة وكتاب"، أحد مقاهي بغداد الجديدة التي تجذب معظم الأدباء، "لقد توصل كل عراقي إلى استنتاج مفاده أنه من المهم أن يكون لديك المتعة بقدر ما تستطيع تقبل أن تموت".

واضاف ان غياب التفجيرات ليس السبب الوحيد للشعور الجديد بالحرية. فقد أصبحت الميليشيات والأحزاب السياسية المرتبطة بها، التي برزت إلى الوجود في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 ، أقوى من أي وقت مضى. وقد فازوا بالكثير في الانتخابات هذا الربيع .

ويبدو أن صعودهم دفع الميليشيات إلى الابتعاد عن التدخلات الصغيرة في حياة الناس التي وصفت في وقت من الأوقات محاولاتهم لتأكيد سلطتهم، مثل إجبار النساء على تغطية شعرهن وتفجير مخازن الخمور.

وتم في العام الماضي خفض التصويت على حظر المشروبات الكحولية من قبل الأحزاب الدينية التي تهيمن على البرلمان .

"لقد تركت الميليشيات هذه الأشياء خلفها ولديها طموحات لدور أكبر، "حيث لا يهتمون بما ترتديه أو إذا شربت الكحول"، وبين قحطان "أشعر بحرية أكبر في مسرحي، وأكثر حرية في مشاعري، لدي صديقة، ويمكنني أن أحضنها في الشارع ".

وقال "كل هذا يمكن أن ينقضه السياسيون الذين أظهروا حماقتهم المرة تلو الأخرى"، "لكننا نأمل أن يكونوا قد تعلموا من المآسي التي مرت من قبل، لأنه لا السنة ولا الشيعة ولا الأكراد لديهم الطاقة لنزاع آخر".

واضاف، يعزو العراقيين العاديين حبهم للحياة، بدلا من الحكومة غير الكفؤة، للروح الجديدة. مؤكدا إن موجة الطائفية التي أعقبت الغزو عام 2003، عندما لجأ السنة والشيعة إلى الهويات الدينية الخاصة بهم وأخذوا يذبحون بعضهم بعضا، كان انحرافا، والعراقيون يعودون إلى نفوسهم الحقيقية.

وتقول كاتبة التقرير، ان بعض الحفلات تتصف بالقذارة، بشكل واضح، فبعض النوادي التي تصطف على شارع أبو نواس، الذي يمتد على طول نهر دجلة على الجانب الآخر من المنطقة الخضراء شديدة التحصين، متاحة للرجال فقط.  حيث يدفع الرجال أسعارا باهظة لشرب الكحول بحضور بعض المضيفات، ولا يسمح لدخول العملاء الإناث.

أحد المواقع الأكثر حصرية إلى حد ما هو البار الذي أعيد فتحه مؤخرا على سطح فندق فلسطين، الذي كان في يوم من الأيام مكان لاستمتاع المسؤولين البعثيين، في حين يتردد عليه الآن أعضاء من النخبة الجديدة في العراق، يدفعون مئات الدولارات مقابل زجاجات الويسكي، ويمكنهم اختيار شريكة لقضاء الليل من بين الشابات الجالسات حول البار.

وقد اكد احد الجالسين اثناء احتساءه الجعة في أحد المقصورات المغلقة، أنه لم يعجبه المكان، لكن لا توجد بدائل أفضل لاحتساء المشروب.

 

 

 

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة