Skip to main content

هنا الخطر، فائق زيدان في جيب الحلبوسي

مقالات الثلاثاء 20 نيسان 2021 الساعة 14:02 مساءً (عدد المشاهدات 2811)

سكاي برس /

سليم الحسني

في نيسان من العام الماضي (٢٠٢٠) نشرتُ عدة مقالات عن خطورة محمد الحلبوسي وفساده وتحكمه بالدولة. وقد دعوتُ الى إقالته في إحدى تلك المقالات تحت عنوان: (أقيلوا الحلبوسي).

تناولتُ في تلك السلسلة العلاقة الخاصة التي تربط رئيس القضاء العراقي برئيس البرلمان، وأن فائق زيدان تحول الى تابع صغير في جيب محمد الحلبوسي يتحكم به بسهولة. فحين تدور الخمرة في رأس (رئيس مجلس النواب العراقي) وتتمايل النعومة أمامه يفلت منه لسانه بالأسرار، وهذا أمر لم يحسب زيدان حسابه.

تعرض فائق زيدان للاحراج بعد نشر المقالات، فصار يتحدث مع بعض السياسيين يقسم لهم بأغلظ الأيمان أن علاقته بالحلبوسي هامشية جداً، وهي لا تتعدى الإطار الرسمي مثل أي علاقة مع مسؤول آخر. كان زيدان يُكثر من القسم (بالله العظيم) في نفي هذه العلاقة، لأن الظرف وقتها كان حرجاً وإمكانية حدوث تغييرات جوهرية كان مطروحاً في تلك الأيام الصعبة.

في مقابلة تلفزيونية قبل أيام ـ أضع المقطع في نهاية المقال ـ تحدث فائق زيدان عن علاقته مع الحلبوسي، وكان يكرر وصفها بأنها (خاصة) وكشاهد على قوتها وتداخلها ذكر حادثة وقعت مع نائبٍ حليف للحلبوسي، حيث تابع القضاء فساد هذا النائب، مما دفعه الى فسخ تحالفه مع الحلبوسي. أي ان زيدان يريد أن يقول إن توجيه تهمة من القضاء لأي شخص تتحول بالضرورة الى مشكلة بين المتهم ورئيس البرلمان، بحكم العلاقة الخاصة بين رئيسي السلطتين القضائية والتشريعة.

النائب الذي لم يذكر زيدان اسمه هو (محمد الكربولي) وقد ساق رئيس مجلس القضاء الكلام بطريقة تضليلية كاذبة. والحقيقة أن متابعة القضاء للكربولي جاءت بعد اختلافه مع الحلبوسي، مما جعل رئيس البرلمان يستعين بصديقه الخاص رئيس القضاء في ملاحقة الكربولي، وهو فاسد مشهور بفساده لكن القضاء لم يتحرك في ملاحقته من قبل لأنه كان وقتها حليف الحلبوسي، وحلفاء الحلبوسي لا يجرؤ القضاء على الاقتراب منهم.

زيدان أشار الى ان المشكلة وقعت قبل ما يقرب من شهر، والتاريخ الصحيح أن المشكلة مضى عليها عدة أشهر، ثم تفجرت في تغريدات متبادلة في شباط ٢٠٢١ ـ اضع في نهاية المقال صورة تغريدتين للحلبوسي والكربولي ـ

نسي فائق زيدان أيمانه المغلظة وقسمه بالله العظيم امام الشخصيات السياسية بعدم وجود علاقة شخصية من أي نوع مع الحلبوسي، إلا في اطارها الشكلي الرسمي. والكذاب ينسى كذبه.

ليست المشكلة في كونه كذّاباً فما أكثرهم في العملية السياسية، إنما في قضاء دولة يتحكم به شاب ماجن معاقر للخمرة مولع بالغانيات، فيحركه كيفما يشاء بأسهل مما يحرّك كأسه، وأسرع من إلتواءات الأجساد الغجرية في مجالس مجونه.

نستطيع أن نعرف درجة الخطر التي وصلنا اليها من خلال هذا النموذج، فالحلبوسي هذا في مجالسه في ساعات صحوه وسكرته يكرر القول بأن رئاسة الوزراء المقبلة يحددها السنة.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة