Skip to main content

وهم الامريكي الضائع

مقالات الأربعاء 04 آب 2021 الساعة 11:09 صباحاً (عدد المشاهدات 1665)

سكاي برس /

 الشيخ علي العريبي

تعتبر امريكا من الدول الكبرى كقوة اقتصادية وعسكرية في العالم، وهي الدولة الاكبر والأكثر عنجهية وطغيان، قدمت لنا نماذج من الرؤساء الحمقى والمقامرين المغامرين بالأمن العالمي. ومن هذه النماذج ترامب و بايدن، والاخير بعث برسالة الى الكونغرس يقول فيها :” إن بعض الأنشطة المستمرة، مثل مواصلة إيران نقل الأسلحة إلى حزب الله والتي تشمل أنظمة أسلحة متطورة، يقوض سيادة لبنان ويساهم في تعزيز حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة، فضلاً عن تشكيل تهديد كبير للأمن القومي والسياسية الخارجية للولايات المتحدة. ”

هذا الكلام مقدمة لاعلان حرب عسكرية على حزب الله وبالمفهوم العسكري بيان رقم واحد،ولكن لماذا بهذا الوقت؟ لانه جاء بعد معركة امريكية واضحة وضوح الشمس اذ لا ريب فيها والتي بدأت منذ ٢٠١٩ مع حزب الله بطريقة مباشرة اذ لم تنفع معه الحروب السابقة من ٢٠٠٦ الى الارهاب التكفيري وما بينهما من اتهامات وعلى رأسها قتل الحريري والمحكمة الدولية وقضية المرفأ وغير ذلك ، اذ تقود اميركا حاليا ومنذ اواخر ٢٠١٩  ارذل واحقر معركة يمكن ان تخاض واقصد الحرب الاقتصادية.

 

 

 

تريد هذه الدولة المارقة تجويع وذل وقتل الشعب اللبناني، على غرار ما فعلته بالعراق، ففرض حصار جائر على الشعب العراقي يمنعه من الحصول على كل السلع الضرورية ليس فقط ذات الأهمية للصناعية العسكرية، بل تشمل الأدوية ومواد تصفية المياه ومعدات المستشفيات وحليب الأطفال والغذاء، كما تم تجميد الأرصدة النقدية العراقية وحظر بيع النفط العراقي، ولقد كانت عملية قتل بطيئة للشعب ومستقبل العراق، وعملية إبادة للأجيال القادمة.

 

 

 

وعندما سُئلت مادلين أولبرايت سنة 1998 عن المبرر لوفاة نصف مليون طفل عراقي بسبب الحصار الأمريكي الذي يمنع الغذاء والدواء والمعدات الطبية عن العراق، أجابت بكلام شيطاني : “ربما تكون وفاتهم ثمن غال، لكننا نرى أن الهدف الذي نريده يساوى ذلك الثمن وأكثر”.

 

 

 

اذن لا حدود لجرائم هذه الدولة الشيطانية من اجل مصالحها ولو ادى ذلك الى قتلنا جميعا وحتى حلفائها، فالمعركة بدأت وتمر سنتين عليها ولم تحقق مآلها،

ففي اواخر عهد ترامب قال وزير خارجيته بومبيو امام بعض المسؤولين  ان هناك وثيقة معدة للقضاء على حزب الله،

وقد تضمنت الوثيقة المزعومة البنود التالية :

١-خلق حالة من الغضب والاحتقان غير مسبوق لدى الناس، وتوجيه هذا الغضب نحو (حزب الله) كفاعل ومتسبب بالأزمة والمعاناة المترتبة عليها في مختلف النواحي الصحية والغذائية والخدماتية، وتالياً تصديع الأرض التي يقف عليه حزب الله وداعميه، توصلاً لإنهاء وجوده.

 

٢-خطة أمريكية لشقِّ القوى الأمنية اللبنانية وتوفير نواة لمجموعات عسكرية فئوية تستخدم في تسعير الصراعات والقتال الأهلي.

 

 

 

٣-قيام واشنطن باستثمار ملايين الدولارات في القوى العسكرية اللبنانية تحت ستار الحفاظ على السلام، ولكن بهدف سرِّيّ يتمثَّل بخلق صراع طائفيّ ضد حزب الله.

 

٤-زعزعة استقرار البلاد من خلال خلق حرب أهلية في لبنان.

 

٥-قيام الولايات المتحدة و”إسرائيل” بدعم ما يسمى ”القوى الديمقراطية”.

 

 

 

٦ -قيام ”إسرائيل”بلعب دور مهمّ من خلال القيام بـ”عمليات سرِّية” مع تطوُّر الصراع، و ربما تشمل هذه العمليات هجمات كيميائية مماثلة للهجمات الكيميائية على المدنيين في سوريا، أو حتى الهجمات المباشرة على المدنيين اللبنانيين أو ”الإسرائيليين”، وذلك لإلقاء اللوم على حزب الله وتبرير التدخل الدولي.

 

٧-وجوب أن تؤدي الحرب الأهلية إلى ”إطلاق طلبات”للتدخل من الجيش ”الإسرائيلي”، والتي يجب على ”إسرائيل” الموافقة عليها.

 

 

 

٨-إطلاق العنان كاملاً لقوَّة إسرائيل النارية المروعة”، بحسب التقرير.

نعم الذي يحصل اليوم نراه كأنه يطبق ضمن البرنامج المخطط له، ولكن الذي حصل فاجأ الامريكيين بأن حزب الله والبيئة الحاضنة في هذه  المعركة  اقل المجتمعات تضررا، فزادوا من وتيرة الخناق، ليخنق لبنان بصعوبة الحصول على مقومات الحياة كالمواد النفطية وغيرها التي هددت اسرائيل بضرب النفط الايراني اذا وصل لبنان، بل اكثر من ذلك عن مصادر أمريكيةتقول : الهجمات العسكرية الإسرائيلية في سوريا لن تتوقف، وسوف تطال في القريب شريان المواصلات الذي يصل إيران بسوريا مروراً بالعراق… وهذا ما حصل مؤخرا من قصف اسرائيلي بالقصير وغيره.

ولنحكي بصراحة حتى يرفع الحصار ونستسلم ونرفع العشرة هناك شروط  اتت على لسان رئيس مجلس الامن القومي الصهيوني الأسبق غيورا آيلند:

يجب على اوروبا واميركا عدم تقديم مساعدة الى لبنان، بل فرض عقوبات اقتصادية عليه لتسريع الأزمة إلى حد المجاعة واشتراط اي مساعدة بتخلي حزب الله عن انتاج الصواريخ الدقيقة وترسيم الحدود البحرية مع “اسرائيل” وفق الاقتراح الامريكي. ”

الشروط واضحة والخطة محكومة والمعركة مرسومة والنتيجة محسومة في نظرهم،  فحزب الله ليس حزب البعث العراقي وسماحة السيد ليس صدام حسين.

نحن لسنا في شِعب ابي طالب، بل نحن ذولفقار علي في بدر وأُحد وخيبر وصفين والنهروان، نحن بأس وشجاعة علي والحسن والحسين والعباس.

ايها الحيدريون في كل الميادين :

هي لحظة تخطيط وترقب وصبر وبصيرة،

واذا اسرجت الخيول ودقت الطبول   .. ( جَاۤءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّیَ مَن نَّشَاۤءُۖ وَلَا یُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِینَ)…. والسلام

حمل تطبيق skypressiq على جوالك