Skip to main content

الحياة اللبنانية: الاكراد اخطر من داعش

المشهد السياسي الاثنين 22 آب 2016 الساعة 15:55 مساءً (عدد المشاهدات 792)

بغداد/سكاي برس:ah

نشرت صحيفة الحياة اللبنانية، الاثنين، في افتتاحيتها مقالا بعنوان " الأكراد أخطر من داعش ؟" للكاتب غسان شربل بشأن توافق كل من ايران والعراق وتركيا وسوريا على مخاوفهم من تمسك الكورد بحلمهم حول قيام الدولة الكوردية.

وقال الكاتب في مقالته "بين أنقرة وطهران وبغداد ودمشق مصالح كثيرة وحساسيات قديمة. بينها سموم التاريخ ولعنة الجغرافيا. تلتقي هذه الدول وتفترق. تندرج في أحلاف متصارعة ثم تتصافح وتتحدث عن صفحة جديدة. البند الثابت بين العواصم الأربع هو الخوف من تمسك الكورد بحلمهم القديم على رغم الويلات التي أنزلت بهم. واليوم تتصرف هذه الدول استنادا إلى قناعة تتردد في إشهارها، ومفادها أن الأكراد أخطر من (داعش)".

واضاف "يعرف المتمرسون في شؤون المنطقة وشجونها أن تنظيم (داعش) محكوم بالهزيمة... لهذا تتصرف الدول الأربع على أساس أن (داعش) خطر كبير عابر، في حين أن الكورد خطر هائل ومقيم".

واوضح شربل ان  ما أرغم رجب طيب أردوغان على السير فوق ركام غروره. هوالخوف من الكورد، الكورد في تركيا وسوريا، لان هذا مغزى رحلته الى كل من  سان بطرسبورغ، ورحلته المقبلة إلى طهران، وإعلان أنقرة قبولها بدور للرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.

واستعرض الكاتب بقوله ان سلوك أردوغان الجديد شجع النظام السوري على كشف أوراقه. هو أيضا يعتقد بأن الكورد أخطر من (داعش). الاشتباكات الأخيرة في الحسكة كانت عمليا أشبه بتبادل الرسائل مع تركيا. الموقف المتشدد من تطلعات الكورد قد يكون الجسر الذي يمكن ترميمه بين أنقرة ودمشق، على رغم الود المفقود بين الرئيسين.

وجاء في المقال ان إيران مهتمة بدورها بإعادة تحجيم الكورد، فهي لا تستطيع قبول أن يطالب كوردي إيراني بوضعٍ شبيه بالذي حصل عليه الكوردي العراقي ويتطلع إليه الكوردي السوري، مشيرا الى ان "لدى انتصار الثورة استقبل الخميني وفدا كرديا زائرا، ثم طرح الوفد على زعيم الثورة مسألة حقوق الكورد ، فرد بأن المشكلة لن تكون موجودة لأن الثورة إسلامية". و لم تحل الثورة مشكلة الكورد إيران، والدليل أن بعضهم استأنف الكفاح المسلح.

وكشف الكاتب ان "لدى إيران مصلحة فعلية في إجهاض حلم الكورد السوريين". فسورية الفيديرالية لا يمكن أن تطمئن إيران. لان فوز الكورد بحقوقهم يطرح موضوع المكونات الأخرى، وبينها الأكثرية السنية. فكبح التطلعات الكوردية يشكل جسرا جديدا بين أنقرة وطهران، يضاف إلى المصالح الاقتصادية والرغبة في عدم التقاء القوى الإقليمية السنية على موقف يضبط شهيات إيران في العراق وسورية. إيران أيضا تتصرف على أساس أن الكورد أخطر من (داعش) كما يقول الكاتب.

وذكر المقال "النقاشات الجارية في بغداد حول دور البيشمركة و الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل من (داعش)، تؤكد هي الأخرى التفريق بين خطر كبير طارئ وخطر كبير مقيم. يتصرف بعض القوى المؤثرة في قرار بغداد حاليا وكأنها نادمة على ما اضطرت الى التسليم به للكورد، رغبة منها في إزاحة نظام صدام حسين. وأغلب الظن أن طهران هي التي أجازت لحلفائها يومها قبول المطالب الكوردية قبل الغزو الأميركي، لاعتقادها بأن إطاحة صدام تشكل مكسبا استراتيجيا، وهو ما تبين في النهاية."

وقال الكاتب في نهاية مقالته ان داعش شكل بعد إطلالته المدوية خطرا كبيرا أقلق المنطقة والعالم. لكن "وحشية داعش" شكلت في الوقت ذاته فرصة اقتنصتها دول وقوى لتنفيذ أجنداتها، سواء في العراق أو سورية، حيث فتحت لافتة محاربة داعش تضاعف التدخلات الخارجية في العراق وسورية. وأدت الضربات المتعددة الجنسية إلى إرغام تنظيم داعش على الانحسار، وإن استمر قادرا على ارتكاب مجزرة هنا أو هناك. لكن رقصة المواقف وإعادة التموضع بدت مرتبطة بالخطر الكوردي الدائم أكثر منها بالخطر الداعشي العابر.

واشار شربل في ختام موضوعه انه "من الواضح أن المخاض الدموي طويل وعنيف. إن التعامل مع الكورد انطلاقا من اعتبارهم ألغاما مزروعة في خرائط الدول التي يقيمون فيها، ينذر بمزيد من الحروب والتمزقات. لا تمكن إعادة كورد سورية إلى ما كانوا عليه قبل خمسة أعوام. ولا تمكن مطاردة كورد تركيا إلى الأبد. ولا يمكن حل مشكلة كورد إيران من طريق زعزعة استقرار إقليم كوردستان العراق. إن رفض الاعتراف بحق الاختلاف مصيبة لا تقتصر نتائجها الكارثية على الكورد وحدهم".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة