حسن النصار
يبدو المشهد العراقي أكثر تعقيدا مما نتابعه عبر وسائل الإعلام وحتى من خلال نقاشاتنا المستفيضة والمملة والمقرفة المتكررة مع تكرار الأزمات والمشاكل والتحديات التي تحي بنا منذ أن فتحنا أعيينا على مشاهد الحروب والحصارات والدكتاتوريات والفوضى والفساد والطائفية والتنافس غير الأخلاقي من أجل المال والسلطة والجاه والنفوذ وكذلك حجم التبعية والعمالة لدى قطاعات ممن كنا نظن فيهم الخير والصلاح ولذلك تطورت الاحداث نتيجة لعدم وجود الرؤية الصالحة لحكم الدولة والافتقاد لعناصر الرشد والإلتزام الكامل بمعايير العمل السياسي والتعاضد بين الفاعلين الاساسيين الذين تصرفوا كصبيان يلعبون وليس كقادة بلد يحتكمون الى العقل والرشد والهوية الوطنية.
وكان لابد من حسم الامور لجهة تحديد الاولويات خلال المرحلة الراهنة التي تتطلب التوقف عن الصبيانية والعناد والتردي والبحث عن المناصب والمكاسب خاصة وان هناك من الساسة والقوى الفاعلة من لايزال وبرغم المصائب والجراحات والضحايا والحرائق يفكر في مكاسبه الخاصة التي لايريد التنازل عنها مهما حصل ويشترط للقبول برئيس الوزراء الحصول عليها وبخلاف ذلك فانه لن يهتم كثيرا لمايجري ولديه الرغبة ان يكون جزءا من الفوضى لانه لايهتم كثيرا لمانسميه وطنا خاصة مع تشظي الخيارات الوطنية وغياب الروح التي تحافظ على الحب للوطن ولمستقبله والسعي الجاد من اجل اخراجه مما هو فيه من جراحات وآلام وتحديات.
وهنا تكمن اهمية اختيار شخصية سياسية ووطنية معتدلة من أصل معتد به ومن فكر معتدل وناضج ورؤية وطنية خلاقة بعيدا عن الانتماء الحزبي والطائفي والعقد والحرمان فكان ان طرح اسم الدكتور المفكر والاستاذ والباحث والاقتصداي والوزير السابق الذي ترك وزارة الاتصالات عندما كان مسعاه ان يحارب الفساد فوقف في وجهه المفسدون الكبار والصغار ولكنه اليوم يعود وبقوة متسلحا برؤية خلاقة ورغبة في التغيير ووضع الامور في نصابها الصحيح ولابد من السعي للاستفادة من الطاقة المتجددة لديه ومساعدته في تخطي الازمة الراهنة والاشتغال على حلحة الامور والتحضير للانتخابات البرلمانية القادمة بالشكل الذي يخرجها وقد تحولت الى وسيلة تغيير حقيقية وليست مفتعلة ومفصلة على مقاسات الساسة وهي مهمة صعبة ولكنه مستعد لها بعد ان قرأ تجربة الساحات وتحديات المرحلة ورغبة الجماهير في ان ترى رئيسا للوزراء يفهمهما ويقدر ماتريد ولديه الاستعداد في المضي بعيدا في تحقيق طموحات الجاهير المنتفضة والرافضة لهيمنة الفساد والطائفية والحزبية المقيتة.
- الصفحة الرئيسية
- مقالات
- محمد توفيق علاوي بلاعقد
محمد توفيق علاوي بلاعقد
مقالات السبت 01 شباط 2020 الساعة 13:17 مساءً (عدد المشاهدات 2156)أخبار ذات صلة
الأكثر قراءة
- لـــ "تطوير ميناء الفاو الكبير" .. ابو ظبي توقع اتفاقية مع العراق 12:47 مساءً
- منها "المشاركة في انتخابات مبكرة".. خطوات جديدة للصدر وربما انطلاقة لمشروع صدري جديد! 01:43 مساءً
- "وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا" هل تغاضت المجتمعات عن قول الله .. وهل اصبح رمضان شهر الاسراف والتبذير؟!! 02:59 مساءً
- "حدثين فلكيين نادرين" .. ستشهده الكرة الارضية خلال رمضان الحالي ! 02:03 مساءً
- إهتمام خليجي متزايد لـــ "الاستثمار في العراق" .. وخطوات لإستضافة زعماء دول الخليج في ريكسوس الفاخر! 12:31 مساءً
- هل سيتم حظر الـــ"تيك توك" في العراق بعد مطالبات رسمية بحجبه ؟! 01:52 مساءً
- أٌدين وحكم بـــ "الاعدام" .. محكمة عراقية تبرئ قاتل الهاشمي ! 02:02 مساءً
- رسالة لــ بايدن تثير التفاعل بعد مهاجمة "السوداني" من قبل ثمانية مشرعين بالكونغرس الامريكي!! 12:54 مساءً
- هل الكشف عن شبكة الابتزاز داخل المؤسسة الامنية سيقلل ثقة المجتمع العراقي؟!! 01:09 مساءً
- كيف ستكون الطريقة والتوقيت ؟ .. سيناريوهات إسرائيل للانتقام من إيران !! 01:41 مساءً
- ضمنها ملف "الوجود الامريكي في العراق" .. تعرف على محاور المحادثات العراقية في امريكا الاسبوع المقبل! 12:54 مساءً
- هل سيتجرع الخامئني كاس السم كما تجرعه سلفه ؟! 01:32 مساءً