Skip to main content

امريكا والحلفاء في المنطقة سيحصدون نتائج مغايرة لحساباتهم .. !

مقالات الأربعاء 13 تشرين ثاني 2019 الساعة 10:52 صباحاً (عدد المشاهدات 2266)

جواد الهنداوي             

ما يميز امريكا ، و ما تُحسدْ عليه،  هو ألحاحها على إنجاز ما تريد و متابعتها لما تريد و تغيير آليات وخطط عملها وفقاً لمعطيات الواقع وساحة العمل . هذه قاعدة  في الحسابات الأمريكية و في جميع المجالات :الاقتصادية و السياسية و العسكرية . وقد تكون هذه القاعدة ( سياسة التعامل مع الواقع او البرغماتية) هو المشترك الوحيد بين امريكا و ايران .

ولكن ،لا تتردد امريكا في توظيف هذه القاعدة باللجوء الى التآمر ،ليس فقط لاسقاط الرئيس البوليفي "موراليس " ، وإنما حتى على الحليف او الصديق ، حين تنتهي صلاحية استخدام الحليف او الصديق او فائدة التعامل معه .

في التاريخ القريب شواهد على ما نقول في منطقتنا وفي العالم : مِنْ الدعم لصدام حسين في دكتاتوريته وحروبه وغزواته الى الإطاحة به ، مِنْ الدعم لشاه ايران الى التخلي عنه ، مِنْ الدعم لحسني مبارك الى التخلي عنه ، مِنْ تبني و دعم القاعدة في سبعينيات القرن الماضي الى محاربتها في نهاية تسعينيات القرن الماضي ،ومن ثُمّ التفاوض معها في الوقت الحاضر ،مِنْ احتلال العراق لتحريره من الدكتاتورية والحصار ،  الى المراوغة في توظيف داعش لاعتبارات سياسية إقليمية و دولية ولمصلحة صهيونية . مِنْ الدفاع عن حقوق الشعوب ،  الى سرقة ثروات الشعوب ،وما تسرقه امريكا من النفط السوري اليوم دليل على ذلك ،هذا ما قالته عضو مجلس النواب الامريكي والمرشحة للرئاسة الأمريكية السيدة غابارد ل " فوكس نيوز " بتاريخ ٢٠١٩/١١/٣ .

فشلت امريكا و كذلك اسرائيل  في تحقيق الأهداف في المنطقة ، من خلال توظيف الإرهاب و الحصار و العقوبات ، و علامات الفشل هي : بدلاً من حزب واحد في لبنان (حزب الله ) ، اصبحَ آخر او ما يماثله في اليمن وفي العراق ،بدلاً من حزب الله و بأمكانياته ،اصبحَ الحزب أقوى و اكفأ سلاحاً و تقنيتاً و فكراً ، للحزب ومقاتليه وجود اليوم في سوريا وليس فقط على الحدود اللبنانية الفلسطينية ،أصبحت اسرائيل تخشى من اليمن ! وتقوم بحرب أستباقيّة ضّد اليمن و ضّد  العراق ،مدفوعة بهوس الهيمنة و الاعتداء . اصبح لإيران وجود سياسي و دبلوماسي وعسكري فاعل و رسمي في سوريا  : وجود لم يكْ مِنْ قبل بدء الجماعات المسلحة والإرهابية في سوريا ،والمدعومة لتاريخ اليوم ، أمريكياً و اسرائلياً وتركياً .

اليوم ، توظّفُ امريكا و معها اسرائيل سلاح الفتنة و النفاق في العراق وفي لبنان ، و بوسائل ناعمة و مشروعة : تظاهرات ضّد الفساد و توزيع غير عادل للثروة ، و تخّلف عن البناء و الإعمار و الاستثمار ، وحق الشعب بالتظاهر السلمي و التعبير السلمي عن رأيه وطموحاته .

ولكن ، أَلمْ تساهم امريكا بخلق هذا الفساد ؟ أَلمْ تساهم امريكا بتعطيل عجلة البناء والاستثمار من خلال دعم او ،على الأقل ،عدم الجدّية في محاربة الإرهاب ؟

أَلمْ يكن بأستطاعة امريكا دعم العراق بصورة مباشرة او غير مباشرة ، اقتصادياً وفي الخدمات وفي محاربة الفساد ؟

لنتابع السلوك الامريكي تجاه التظاهرات : التزمت امريكا الصمت عند بدء التظاهرات ، بعدها تبنّت تصريحات حيادية و اكتفت بالمراقبة و متابعة الأحداث ،من ثُّمَ دعت الحكومة والمتظاهرين الى نبذ العنف والتحلي بضبط النفس  ، وان التظاهر السلمي حق مشروع للشعب . يختلف الموقف الامريكي اليوم ، بتبني تصريحات سياسية واضحة في التدخل في الشأن العراقي وتطالب بإجراء انتخابات مُبكّرة ، طبعاً السفارة الأمريكية في بغداد مهّدت لهذا الموقف الامريكي ،من خلال بيان أصدرته السفارة قبل يومّيّن ،تطالب الحكومة بالكف عن استخدام العنف إلخ ...

بالطبع نُدين استخدام العنف من اي طرف و نأسف لدماء الشهداء من كل طرف ،و ندين أيضاً التدخل الامريكي ، والذي يسئ لمسيرة واهداف ونبل الحركة الاحتجاجية المشروعة .

توقيت التدخل الامريكي الغليظ (مطالبة بانتخابات مبّكرة ) ، لم يكْ جزافاً : تزامن تقريباً بعد أنْ لاحَ في الأفق حلٌ ، وبعد أنْ شاعَ خبر اتفاق بين الكتل السياسية حول حلْ و برعاية ايرانية .


 

يمكنك مشاهدة المزيد من الاخبار على موقع Skypress

و يمكنك ايضاً متابعتنا على حساباتنا في موقع التواصل الاجتماعي 

Facebook , Instagram , Telegram , Youtube , Twitter

 


 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك