Skip to main content

العراق تحت الظلام.. حين تضيء التفاهة أكثر من الواقع

المقالات السبت 23 آب 2025 الساعة 16:27 مساءً (عدد المشاهدات 86)

سكاي برس/ بغداد 

كتب/ مــــراد الغضبان

من المخزي أن يُختزل قدر بلاد الرافدين المهددة في وجودها والمنهكة بخدماتها في سؤال ساذج من قبيل… ماذا قالت زينب؟؟ وكيف ردت بان؟؟

بلد يرزح تحت أزمات الكهرباء والمياه، مهددًا من جيرانه ومن إسرائيل!!! ومكبّلًا بالفشل الاقتصادي والفساد الإداري يجد نفسه اليوم محاصرًا بترندات وإشاعات سطحية تشغل الناس عن جوهر المأساة.

المسألة لا تتعلق بكلمات عابرة أو مشاهد مفتعلة… فالتفاهة لا تحتاج لمن يكشفها إذ تكشف نفسها بنفسها، إنما الخطر في تحويل هذه الأسماء العابرة إلى نجوم فوق العادة تُدار من وراء الكواليس بجيوش إلكترونية منظمة قادرة على صناعة حدث من لا شيء وعلى إغراق المشهد السياسي والإعلامي بعبث منظم يخفي الحقائق الكبرى.

لم يعد الهدف تشويه مؤسسة أو شخصية عامة فحسب، بل تعميم الشك والسخط على كل من يشغل منصبًا عامًا، شريفًا كان أو فاسدًا بما يؤدي في النهاية إلى خلط الأوراق وإضعاف ثقة الناس بالعملية السياسية برمتها، خصوصًا الشباب الذين يشكلون الوقود الحيوي لأي تغيير.

هذه ليست عفوية ولا بريئة إنها سياسة مقصودة تحويل المواطن من مراقب للسلطة إلى مستهلك للتفاهة ومن حامل لهموم وطنه إلى أسير لشائعات متكررة نحن أمام ماكينة متقنة لإنتاج الفوضى الناعمة تسجيلات مسربة… إشاعات عابرة وترندات سريعة الوميض لكنها كافية لزرع الإحباط واليأس كألغام في عقول الناس.. إنها نسخة مطوّرة من سيناريو قديم عايشناه والفرق اليوم أن الأدوات أكثر أناقة وأشد فتكًا.

المسؤولية هنا مشتركة بين إعلام يعيش على طحن الهواء وتقديمه كوجبة يومية للناس، وساسة يتعاملون مع التفاهة كلعبة تسلية أو أداة لتصفية الحسابات، وجمهور يلهث وراء كل ترند كما لو كان يركض خلف طائرة ورقية وسط عاصفة.

الحل ليس معقدًا، الكلمة الفصل يجب أن تكون للقانون لا لدوامة الترندات ولا لضجيج السوشيال ميديا، ما يحتاجه العراق اليوم هو قضاء فاعل يحسم مثل هذه القضايا ويضع حدًا للفوضى المفتعلة بدل تركها لتتحول إلى وقود لإضعاف الدولة وإحباط المجتمع.

إنها معركة وعي قبل أن تكون معركة سياسة، ومن لم يفرّق بين نور الحقيقة وبريق التفاهة، سيبقى أسيرًا لوهم يلمع لحظة ويخبو، بينما تُسرق بلاده في الظلام. 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة