Skip to main content

العراقي… من تحت خط الفقر إلى الصف في طوابير المطارات

مقالات الثلاثاء 13 أيار 2025 الساعة 23:47 مساءً (عدد المشاهدات 68)

سكاي برس/ بغداد 

 كتب / مراد الغضبان

تقارير الفقر تقول إن العراق يعيش أزمة معيشية خانقة، لكن تقارير السياحة تقول إن العراقيين في مقدمة العرب سفرًا وإنفاقًا، وهذا ليس رأيًا، بل رقم رسمي: 186 ألف عراقي زاروا تركيا خلال ثلاثة أشهر فقط، مقابل 103 آلاف سعودي، و60 ألف إماراتي.

هذا الرقم لا يشمل المسافرين إلى إيران، لبنان، الأردن، أذربيجان، دول أوروبا، العمرة، وقائمة طويلة من الوجهات التي باتت مألوفة للعراقيين.

السفر إلى كردستان داخل العراق يُسجَّل فقط في الأعياد والمناسبات، أما في الأيام العادية فالحركة محدودة. في الأعياد، تتضاعف الأسعار والزحام، الفنادق تُحجز قبل أسابيع، وتختنق الطرق بالمركبات والقوافل السياحية، ثم تعود إلى هدوئها مع نهاية المناسبة.

لكن إلى الخارج، السفر يومي. الطائرات تمتلئ، والمكاتب السياحية تُغلق على الحجوزات قبل أسابيع.

وليس فقط من ميسوري الحال، بل من الطبقة المتوسطة والعادية، بل وحتى من أصحاب الدخل المحدود.

سائق تاكسي سعودي قال لي في مكة: العراقيين يشترون العطور الماركات بجنون. وفي بيروت، رغم الأزمة، ترى العراقيين في أفخم الفنادق والمطاعم. وفي إسطنبول، الكلمة مفتوحة: إنفاق، تسوق، إقامة، كأن لا أزمة في البلاد.

هذا ليس وهمًا، في بغداد وحدها أكثر من 26 ألف مطعم، بينها ما يزيد عن 500 مطعم من الدرجة الأولى.

هذه المطاعم ليست فارغة، بل ممتلئة. بعض الطاولات تُحجز بمبلغ يصل إلى 300 أو 400 ألف دينار.

وفي مناطق مثل الجادرية، الكرادة، المنصور، اليرموك، زيونة، تجد شوارع كاملة تحوّلت إلى خط مطاعم سياحية داخلي.

والنتيجة؟

بلد نصفه فقراء على الورق، ونصفه الآخر في المطارات.

هل نحن شعب يهرب من الواقع إلى الخارج؟ أم أن الفقر مجرد سردية تروى حين نحتاج دعمًا سياسيًا أو دوليًا؟

أم أن العراقيين وجدوا في الإنفاق بابًا من أبواب التعويض النفسي، في بلد خسر كل شيء إلا حب الاستعراض؟

الأرقام لا تكذب. التناقض صارخ.

وهذا المقال ليس ترفًا في الكتابة، بل محاولة لفهم معادلة مشوشة، في بلد يسافر فيه “الفقراء” كل يوم

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة