بقلم: حسن رفعت الموسوي
هنالك من يطربك منه حديث ، فتسأله : هل من مزيد؟ وآخر تستثقل منه حرفا يتيما ففي حديثه ترويع و هلاك ، وفى صمته أمان للناس ... الكتابةُ إما ناثرة للورود مرشدة للحق ناصر للعلم , وإما تكون مجرى ، تمر من خلالها مياه الصرف الصحي، لتصنع في نهاية الطريق بركة تقبع فيها الضفادع، فيختارها البعوض بعد ذلك ملاذاً وسكنا. الحديث عن الحياد والشفافية المطلقة في الصحافة خدعة لا ينبغي أن تنطلي على صاحب عقل، المال الآن يقول كلمته، ويشتري الذمم معاً، ما أكثر أصحاب الأقلام الذين تقاضوا ثمن كلماتهم، وتحولوا إلى جنود نظاميين، أو بالأحرى أعضاء في ميليشيات إعلامية ، تنفذ مخططات محددة لصالح هذه الدولة أو تلك. أستخدم الإنسان منظومته الفكرية الذي يمكنه من التمييز بين الصواب والخطأ, ومنظومته الخلقية التي تمثل رادع , تمنعه من الانزلاق في وحل الرذيلة وبناء على ذلك, يحدد الإنسان مصيره, ويخير نفسه بين نعيم وجحيم. تحولت السلطة الرابعة تقف في معسكر المواطن إلى سلطة تزييف الواقع و تضليل الوعي وفبركة الأحداث والوقائع وفق ما تمليه عليها قوى المال والأعمال والسياسة. تتملكني قناعة راسخة أن الكثير من الكتاب و الإعلاميين الذين أفنوا أعمارهم وهم يصدحون بحب الوطن والالتصاق بترابه والانتماء إلى أرضه ، فما من كاتب أو أديب إلا كان له الوطن ملهما يسطر في حبه والولاء له أجمل و أروع الكتابات وفي المقابل هناك من الأنامل النجسة و دنيئة ينادي بوحدة العراق أرضا وشعبا ، لكنه كمن يدس السم بالعسل متقلب الاتجاهات و الآراء حسب الأوامر التي تصله يرفع شعاراته الوطنية التي هي برئ منه كبراءة الذئب من دم يوسف ، حتى غدت مفرداتها أشبه بتراتيل لاهوتية على لسان كافر, اللعبة مستمرة وأيادي الخفاء تحرك رقع الشطرنج على ارض الوطن. اليوم ممكن أن نعرف من ضحكات العدو الأجندة الخفية , فنقول لهؤلاء الكتاب والكاتبات مهما نشرتم من مقالات تافهة ومهما نشرتم من أخبار تحريضية و أفكار , فان هذه الأفكار و سموم بإمكانها خداع بعض الناس بعض الوقت ، وبإمكانها خداع كل الناس بعض الوقت، ولكن ليس بإمكانك خداع كل الناس كل الوقت.إذ لم تعد تنطلي على العراقيين السيناريوهات المفبركة التي يؤلفها ويخرجها المرتزقة و سنكون حائط صد منيعاً أمام هذه الأفكار الهدامة والمنحرفة.