بغداد/سكاي برس: مريم أجود
لم يسلم العراقيون من النكبات التي تمر واحدة تلو الأخرى على البلاد حتى أصبح مرضاهم تجارة وسلعة لضعاف النفوس في الخارج، وخصوصا في لبنان.
ومع ارتفاع عدد العراقيين المراجعين على عيادات الأطباء الخاصة وارتفاع أجورهم واستعدادهم لاستقبال عشرات المراجعين يوميا وتحول مهنة الطب الى مهنة ربحية نجد ان الكثير من المرضى اصبحوا عبيدا لتجار الوهم في لبنان.
ومن هنا كان لـ"سكاي برس" رحلة ممزوجة بألوان من الألم للكشف عن شبكات نصب واحتيال تستغل العراقيين في قلب العاصمة اللبنانية بيروت.
وقالت الدكتورة امل عايد في حديث لـ"سكاي برس"، عن الاسباب التي دفعت المرضى الى العلاج في الخارج، ان" ضعف الأداء للمستشفيات الحكومية التي غالبا لأتوفر فيه أي علاج للمريض او حتى المستلزمات المطلوبة ، بالإضافة إلى الجشع الذي أصاب بعض الأطباء الذين اتخذوا من هذه المهنة حرفة للتجارة وطريقة سهلة لزيادة الربح السريع للحصول على امتيازات لا يحظى بها إلا من عاش على الآلام الآخرين دفع المرضى العراقيين الى السفر الى خارج عسى ان يجدوا ضالتهم هناك".
وشكا عدد من المواطنين عبر "سكاي برس"، عمليات النصب والاحتيال التي يتعرضون لها اثناء تواجدهم في العاصمة بيروت"، مؤكدين ان "هذه العمليات ليست فردية بل هي شبكات منظمة"، داعين الحكومة الى "التدخل السريع لانقاذهم من مافيات الطب في لبنان".
وقال المواطنين لـ"سكاي برس" ،ان " هناك اطباء عراقيين مقيمين في بيروت يعملون في مستشفى النجار يترأسون مجموعة من اللبنانيين للقيام بعمليات استغلال ونصب للمرضى العراقيين, من خلال اسعار العلاج وتكلفة العمليات والكثير من الامور الاخرى", مبينين ان "الفواتير المعتمدة للعلاج شهريا في بيروت تصل الى 55 مليون دولار".
الى ذلك اكدت مصادر مطلعة لـ"سكاي برس"، ان " الخارجية العراقية والسفارة العراقية في بيروت يعلمان بهذه الشبكات الا انهما لم يتخذا اي اجراءات للحد من هذه الظاهرة"، فما اشار البعض عن حصول السفارة على نسبة من تلك التعاملات المشبوهة".
يذكر ان مصادر كشفت في وقت سابق عن استغلال الاطباء اللبنانيين للمرضى العراقيين المتواجدين في بيروت من اجل العلاج, مؤكدة ان المرضى وصفوا الاطباء بأنهم "سماسرة".
وتتوافد اعداد كبيرة من العراقيين المرضى الى العاصمة بيروت من اجل العلاج, لعدم توفر الاجهزة الطبية الحديثة في العراق.
يشار الى ان هناك اقبال كبير من قبل المواطنين للذهاب الى لبنان لغرض السياحة٬ بالاضافة الى وجود جالية عراقية كبيرة هناك تتمثل بعوائل عراقية مهاجرة٬ او اشخاص يتلقون العلاج أو طلاب يدرسون في الجامعات اللبنانية".