بغداد / سكاي برس
يرى خبراء عسكريون أن التحالف الذي تقوده السعودية لم يحقق مكاسب كبرى في الهجوم الذي بدأه في 12 يونيو/حزيران بهدف انتزاع السيطرة على ميناء الحديدة اليمني من يد الحوثيين وان المعركة تحولت الى حرب استنزاف لقدرات السعودية العسكرية والمالية.
ويسعى التحالف إلى تحقيق تفوق حاسم في الحديدة التي تعد أكبر معركة في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات في اليمن وتخشى الأمم المتحدة أن تتسبب في حدوث مجاعة.
كانت الدول العربية في التحالف تعهدت بتنفيذ عملية سريعة للسيطرة على الميناءين الجوي والبحري في الحديدة دون دخول مركز المدينة سعيا لتقليص الخسائر في صفوف المدنيين وتجنب عرقلة العمل في الميناء الذي يعد شريانا مهما للملايين في اليمن.
لكن التحالف لم يحقق تقدما يذكر في حملته التي تقول الرياض وأبوظبي إنها تهدف إلى قطع خط إمداد الحوثيين الرئيسي وإجبار الجماعة على الجلوس إلى مائدة التفاوض.
إذ أعلن في 20 يونيو/ حزيران أنه سيطر على مطار الحديدة لكن مصادر محلية وجماعات الإغاثة قالت في تصريحات لوكالة رويترز إن ليس هناك سيطرة كاملة لأي من الجانبين على المطار والمنطقة المحيطة به والتي تمتد لمسافة 20 كيلومترا.
وفي حين أشارت قيادات حوثية إلى أن التحالف لم يسيطر على المطار إطلاقا، قال مصدر في الجيش اليمني المؤيد للتحالف إن الحوثيين يسيطرون على الضواحي الشمالية للمنطقة فيما تحاول القوات التي يدعمها التحالف الحفاظ على مواقعها على المشارف الجنوبية.
من جانبه قال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف إن المطار حاليا تحت سيطرة التحالف رغم أن الحوثيين يواصلون إطلاق النار بشكل غير مباشر من المناطق المحيطة صوب المطار.
الموقف الذي آلت الأمور حتى الان يسلط الموقف الضوء على التحديات الهائلة التي تواجه التحالف في مسعاه للسيطرة على ميناء الحديدة في ظل غياب حل سياسي.
فالحوثيون، الذين يسيطرون على المناطق الأكثر كثافة سكانية بما يشمل العاصمة صنعاء، يتفوقون في استخدام طرق حرب العصابات.
واندلع القتال مجددا بين الجانبين يومي الجمعة والسبت الماضيين بعد أن أعلنت الإمارات وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية لإعطاء جهود الوساطة من الأمم المتحدة فرصة للنجاح.
ويقوم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث، بجولات مكوكية بين الأطراف المتحاربة لتجنب شن هجوم شامل على الحديدة.
وعقد جريفيث جولة ثانية من المحادثات مع الحوثيين في صنعاء الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن يقوم بالمثل مع الرئيس عبدربه منصور هادي الموجود حاليا في مقر حكومته المؤقت في مدينة عدن جنوب البلاد.
وتقول الأمم المتحدة إن الحوثيين عرضوا تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة في إطار اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة لكن التحالف قال إن على الحوثيين الانسحاب من الساحل الغربي.
وتتهم الدول العربية في التحالف الحوثيين باستخدام الميناء لتهريب أسلحة إيرانية الصنع بما في ذلك صواريخ استهدفت مدنا سعودية، وهو ما تنفيه طهران والحوثيون.
يقول جوست هلترمان مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية "من الصعب توقع هزيمة سريعة للحوثيين في الحديدة حتى إن قام التحالف بتفعيل دور ما يشير إليها بالمقاومة المحلية".
هنرييتا فور المديرة التنفيذية لليونيسف قالت بعد زيارة اخيرة إلى صنعاء وعدن إن "22 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة، 11 مليونا منهم من الأطفال. 80% من السكان تحت مستوى خط الفقر، هناك 8.4 مليون شخص على حافة المجاعة، ويموت طفل كل عشر دقائق."
وأضافت المسؤولة الأممية أن النزاع المحتدم في هذا البلد، والذي هو أصلا على حافة الهاوية، فاقم معاناة المدنيين وأثر على خدمات الصحة والتعليم والتي "هي أصلا على مشارف الانهيار" حيث توقفت أكثر من نصف المرافق الصحية عن العمل، وتضررت أكثر من 1,500 مدرسة بسبب الغارات الجوية والقصف.
يذكر أن التحالف العربي المدعوم من الغرب، تدخل في حرب اليمن قبل اكثر من ثلاث سنوات لإعادة السلطة للحكومة المعترف بها دوليا، لكن لم يحقق أي طرف تقدما حاسما في الصراع الذي يعتبره البعض على نطاق واسع حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.