Skip to main content

ما هي أسرار حرب تشرين "1973"؟؟

تقاريـر الثلاثاء 29 كانون أول 2015 الساعة 10:12 صباحاً (عدد المشاهدات 1749)

بغداد/ حسن الشمري: كشف الباحث العسكري اللواء الركن حازم صالح الجنابي، في كتابه "مهمة في الجولان" عن أسرار مهمة عن حرب الأيام الستة خاصة "حرب تشرين 1973". ونشرت صحيفة "المشرق" المحلية ملخصاً عن الكتاب واطلعت عليه "سكاي برس".

حوادث يوم الأحد 7 تشرين الأول 1973(11رمضان 1393)

القوات السورية:-

صرّح الرئيس حافظ الأسد:-

((أنه منذ أسبوع ونيف، والعدو يحشد ويعُد، وفي ظنه أنه سينال منا بضربة غادرة، ولم نسمح له أن يأخذنا على حين غرة، فاندفعت قواتنا المسلحة ترد عليه الرد المناسب)).

عند بداية اليوم الثاني، فأن طوائف الدبابات السورية خلافاً لعاداتهم في الحرب السابقة لم يُضيعوا ساعات الليل عبثاً، بل أستفادوا من أجهزة الأشعة فوق الحمراء المجهزة بها دبابتهم الروسية لإعادة إنفتاح قواتهم خلال الليل. عند شروق الشمس، كانوا ينتظرون الهجوم على مواضع العدو في خط طويل من الدبابات. في حينها وصلت أربع طائرات إسرائيلية من طراز (سكاي هوك) فوق منطقة (الجوخدار)، إلا أنها أسقُطت فوراً بواسطة الصواريخ السورية، ودفعت القيادة الإسرائيلية بأربع طائرات أخرى إثر ذلك بوقت قصير، ولكن الصواريخ أسقُطت طائرتين منها وفرت الأخرتان. خلال ذلك تقدم خط الدبابات السوري ونجح في إقتحام التحصينات والدفاعات الإسرائيلية .

كانت المعركة دموية وبطيئة، إلا أنها بدت مستمرة وغير قابلة للتوقف. وقد إستمر تدفق الدبابات والناقلات والآليات عبر الخندق الدفاعي بمعدل كبير على المعابر التي نجح المنهدسون السوريون أقامتها في عدد من النقاط وعلى كافة المحاور. بعدها إندفع السوريون في محاولة للسيطرة على الهضبة. فقد إندفع لواء المشاة الآلي التاسع نحو (سنديانة– كفر نفاخ)، ولواء المشاة الآلي الخامس برتلين، أحدهما جنوباً نحو (العال)، والآخر غرباً نحو (اليهودية)، ولواء المشاة الآلي السابع، إستأنف هجومه نحو (القنيطرة), كما أن القيادة العامة السورية زجت باللواء المدرع الثامن والسبعون في قاطع فرقة المشاة الآلية السابعة، لغرض تعزيزها ومساعدتها في تعميق الخرق من الشمال. كما قررت زج الفرقة المدرعة الأولى في قاطع فرقة المشاة الآلية التاسعة لإستثمار الفوز.

كان على السوريين أن يدفعوا ثمناً باهضاً لنجاحاتهم الأولية وخاصةً الدروع التي كانت قد تكبدت خسائر جسيمة، فقد قُدِرَ ما قد فقدوا حتى ظهر هذا اليوم أكثر من (200) دبابة في كافة القواطع وذلك بسبب الجرأة وأسلوب التعبئة الأنتحاري الذي طبقوه. حتى المشاة ظهر أنه لا يتقيد بأساليب التعبية المعهودة، فبدلاً من الترجل ومشاغلة جيوب المقاومة الإسرائيلية التي تم تخطيها من قبل الدروع المتقدمة، بقوا في ناقلاتهم المدرعة التي كانت تعقب بدون هوادة أرتال الدروع المتقدمة وملتصقين بها إلتصاقاً. وبذلك أصبحوا أهدافاً سهلة لرمي الدبابات والطائرات الإسرائيلية. وحتى المشاة الراجل تكبد كذلك خسائر جسيمة لإنهم لم يطبقوا تعاليم الحفر والإستتار. بهذا تَمكنت قدمة القتال السورية من إجتياز مواقع إسرائيلية عديدة في زحفها الخاطف المدعم بالقوة الجوية والصواريخ الموجهة أرض- جو ومدفعية الميدان البعيدة المدى.  

وفي هذا اليوم، نشطت شبكة الدفاع الجوي السوري في التصدي للطائرات الإسرائيلية المهاجمة، وكانت تُشكل عقبة آنية أمام توغل الطيارين الإسرائيلين الى الأعماق.  

من جهة أخرى، إستمرت الطائرات السمتية السورية في نقل جنود الصاعقة الى النقاط المحددة. ونجحت في إنزال العديد منهم بالقرب من (كفر نفاخ) و(الخشنية) بالرغم من الخسائر التي أصابتها خلال هجوم الطائرات الإسرائيلية عليها. ظل النشاط البحري في الجبهة السورية جامداً، لعدم وجود نشاط بحري إسرئيلي.  

القوات الإسرائيلية :- 

منذ صباح هذا اليوم، كان الوضع على الجبهة الشمالية على إمتداد خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان بأسرها أخطر وأصعب كثيراً، كان الإسرائيليون قد فكروا خلال ساعتين من بعد ظهر هذا اليوم، أنهم قد فقدوا المعركة، وفي هذا الموقف الصعب إتصل قائد القوة الإسرائيلية الذي كان محاطاً بالدبابات المحترقة والتي كانت لاتزال تحترق وبجثث القتلى والجرحى بإنتظار نقلها بالعميد (رافول ايتان) وأخبره:- 

((إنتهى كل شيء... أعتقد انتهى كل شيء)). 

قالها بمرارة في الجهاز اللاسلكي. فهِم العميد رافول من ذلك فوراً، إن مصير المعركة كان معلقاً بشعرة ولو إنتصر السوريون في هذه المعركة لأصبح الطريق أمامهم مفتوحاً الى جسر بنات يعقوب حيث لا يبقى سوى خطوة واحدة للوصول الى (روش بينا) و(صفد) و (كريان شمونه) و(الجليل الأعلى). 

قرر العميد (رافول ايتان)، أن يستخدم الإحتياط في المعركة بشكل مستمر وكل ما يصل منه الى الجبهة لصد السوريين على المحور الجنوبي من جهة أخرى، لم يتمكن الإسرائيليون أن ينتظروا لتجميع إحتياطاتهم، وإنما أرسلوها فوراً وبأسرع ما أمكنهم الحصول عليه، وذلك ليتمكنوا من إيقاف تقدم القوات السورية. إتخذ موشي دايان وزير الدفاع الإسرائيلي قراره السريع، بالتركيز على الجبهة السورية وإعطائها الأولوية في محاولة للسيطرة على الوضع المتدهور والخطير على الجبهتين وتبديل مهمة الإحتياط السوقي وإستخدامه في الصد، ثم الإنتقال بعد ذلك الى الرد كما أنه قد أعلم رئيسة الحكومة كولدا مائير بأن:- 

((على سلاح الجو أن يقاوم بضراوة شبكات الصواريخ في كلتا الجبهتين )). 

وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي اللواء حاييم بارليف (الذي أستُدعِي الى الخدمة) الى مقر قيادة الجبهة الشمالية وكانت رئيسة الحكومة جولدا مائير قد كلفته بعد أخذ موافقة وزير الدفاع موشي دايان ورئيس أركان الجيش ديفيد اليعازار بالذهاب الى الجبهة السورية والتعرف على حقيقة الموقف وإتخاذ التدابير المناسبة بالتعاون مع قائد الجبهة اللواء إسحق حوفي.عقد بارليف فور وصوله إجتماعاً حضره قائد المنطقة الشمالية وعدد من ضباط قيادته، ولقد تقرر خلال هذا الإجتماع شن هجوم مقابل على المحاور الثلاثة بغية صد الهجوم السوري وإستعادة المناطق التي حرروها خلال يومي 6 و7.  

القوات العراقية :- 

في الصباح الباكر لهذا اليوم، سافر الفريق الأول الركن عبد الجبار خليل شنشل رئيس أركان الجيش الى دمشق يرافقه مجموعة من الضباط لتنسيق تفاصيل إشتراك القوات العراقية في الحرب، وقد كان من ضمن طلبات العراق هو الحاجة الماسة للحصول على ناقلات دبابات من سورية بغية تسريع عملية النقل، ولكن القيادة السورية أعلمت الوفد العراقي بأنه من المتعذر إرسال الناقلات بسبب الحاجة الماسة إليها، ثم أنهم أكدوا على ضرورة إرسال الدبابات ولو بدون ناقلات. كما سافر وزير الخارجية العراقي الى عمان، ليطلب منهم السماح بأستخدام الطريق عبر الأردن لتنقل الأرتال العسكرية ولكن الأردنيون رفضوا ذلك، إلا أنهم وعدوا على الأقل إعارة ناقلات الأردنية الى العراق لتسهيل عمليات نقل الدبابات وقد نفذوا ذلك لاحقاً  .إن قرار دخول القوات العراقية البرية الى سوريا، لم يتخذ إلا في صباح هذا اليوم، حيث عُقِد إجتماع مشترك للقيادة السياسية العراقية، ودار النقاش بمرارة حول عدم إخبار العراق بالحرب أولاً ثم الصعوبات العملية لتحرك الجيش نحو الجبهة وذلك لوجوده في أماكن متباعدة بكافة أنحاء القطر.العراق لم يكتف بالمشاركة العسكرية بل كان قرار مجلس قيادة الثورة بتأميم حصة أمريكا من شركة نفط البصرة وذلك لقطع الإرتباط الوثيق بين المصالح الإستعمارية وقوة العدو الصهيوني.في مساء اليوم، قابل السفير العراقي الرئيس حافظ الأسد الذي أبدى شكره وإعتزازه بقرار الرئيس والقيادة في العراق بشأن مشاركة العراق بكل ثقله في المعركة، وأعرب عن أمله في وصول القوات العراقية بأسرع وقت ممكن وبأكبر حجم.

بعد عودة الفريق الأول الركن عبد الجبار خليل شنشل من سوريا ، إتصل هاتفياً مع وكيل معاون راج للعمليات العميد الركن إسماعيل تايه النعيمي وأخبره بضرورة ذهابه الى سوريا فوراً للإتفاق مع الجانب السوري حول القوة التي يحتاجونها وإسلوب إستخدامها والتنسيق معهم حول القضايا الإدارية المطلوبة. أعلنت القيادة عن إرسال تشكيلات من طائرات سلاح الجو العراقي الى الجبهة السورية، كما دعت مديرية التعبئة والأحصاء في وزارة الدفاع المكلفين والمتطوعين الى خدمة الأحتياط لمراجعة دوائر تجنيدهم فوراً. بعد إنتهاء إصدار الأوامر، إنطلق الضباط بكل همة ونشاط الى سراياهم لإنجاز أعمالهم وإصدار الأوامر المتعلقة بالحركة. بالساعة (1600) أخبرني المساعد بوصول ناقلات الدبابات المخصصة لتحميل ناقلات الأشخاص المدرعة العائدة للفوج، فأخبرته بإجراء التحميل فوراً في ساحة تدريب الفوج لإنها كبيرة وواسعة ويتوفر فيها مكان كاف لإجراء التحميل مجتمعاً لكافة السرايا بآن واحد، وذلك لغرض تقليص وقت التحميل الى أقل فترة ممكنة. بالساعة (1800) أنجزت عملية التحميل كاملة ووقفت جميع العجلات بالرتل وحسب تسلسلات السرايا متهيأة للحركة، وقد أصدرتْ الأوامر الى السرايا لأخذ قسط من الراحة الأجبارية مع تأمين الحماية والحراسة لكافة العجلات. بتنا تلك الليلة ونحن ننتظر حلول الصباح للإنطلاق حيث ينتظرنا الواجب المقدس. 

القوة الجوية :-

في هذا اليوم، أرسلت الطائرات العراقية القاصفة والمقاتلة الى سوريا. وكان أول الأسراب وصولاً الى الأراضي السورية هو سرب (ميك21) الذي كان قبل الحرب في قاعدة الوليد الجوية. وعندما أمرت قيادة القوة الجوية السرب بالتحرك ، قطع المسافة بين قاعدته الأساسية وقاعدته في سوريا مطار (سيكر) و(الضمير) على مرحلتين وتكامل وجوده في سوريا بالساعة (1640)، ووضع نفسه تحت تصرف قيادة القوة الجوية السورية مباشرةً، وساهم الطيارون العراقيون مع إخوانهم السوريين في مقاتلة الطائرات المعادية وإسناد القطعات الأرضية بتعاون دقيق رائع ومرونة كافية وجيدة. عندما غادرت طائرات (ميك21) قاعدة الوليد الجوية قام سرب (ميك17) بالتمركز في هذه القاعدة ووصلها على دفعات وأنيطت له مهمة تأمين حماية حدود العراق الغربية وتغطية حركة القوات على محور التقدم الى سوريا.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة