Skip to main content

واشنطن بوست: أمريكا وإيران فشلتا في صراع النفوذ بالعراق.. لهذا السبب

تقاريـر الخميس 27 أيلول 2018 الساعة 10:40 صباحاً (عدد المشاهدات 4744)

بغداد / سكاي برس

اكدت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية ان العداء المستفحل بين ايران والولايات المتحدة ومحاولات الطرفين لتنصيب حلفائهما على راس الحكومة العراقية افشلت جميع المحاولات الرامية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة بسب عمل الدولتين ضد الاخرى.

وذكر تقرير للصحيفة، ان "المحاولات الأمريكية- الإيرانية لتنصيب حلفائهما في مناصب قيادية بالحكومة العراقية المقبلة، وصلت إلى طريق مسدود، وبات الفشل عنوان صراعاتهما".

وأضافت الصحيفة، إن "التنافس الأمريكي - الإيراني على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة كان غير عادي، ولكن عمل إحدى الدولتين ضد الأخرى أفشلت محاولاتهما".

واوضحت، انه "ومنذ الانتخابات العراقية في 12 ايار الماضي، تنافس المبعوث الأمريكي للعراق بريت ماكغورك، والجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وسعى كل منهما لدعم مرشح لكل من رئاسة الوزراء والبرلمان والجمهورية".

وكان ماكغورك وسليماني قد امضيا معظم الأشهر الماضية، في لقاءات مع سياسيين سنة وشيعة وكرد، لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر التي تقدم مرشحها لرئاسة الحكومة.

ونقلت الصحيفة عن المؤرخ والمحلل السياسي العراقي عباس كاظم قوله، أن "هذا النفوذ الأجنبي ألغى نفسه في نهاية المطاف، فالولايات المتحدة وإيران إحداهما ضد الأخرى، وكل واحدة منهما تعمل من أجل إفشال الأخرى؛ ومن ثم باء الطرفان بالفشل".

واضاف، انه "بعد الانتخابات العراقية التي جرت في السنوات السابقة، كانت واشنطن وطهران تدخلان في صفقة سرية، تفضي إلى التوافق على رئيس الحكومة، كل رؤساء الحكومات السابقة كانوا رؤساء اتفقت عليهم كل من أمريكا وإيران".

واشارت الصحيفة، "يبدو هذه المرة أن المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين لم يتمكنوا من الاتفاق على اسم رئيس الحكومة الجديد، وسط حالة من الغضب تجتاح الشارع العراقي؛ بسبب عدم كفاءة الحكومة، فضلاً عن النبرة العدوانية المرتفعة بين كل من واشنطن وطهران".

وكان سليماني امضى وقته في الحديث مع الأحزاب الشيعية لحثها على تنحية خلافاتها جانبا، والاندماج من أجل تشكيل أغلبية نيابية؛ ومن ثم الحصول على حق تعيين رئيس الحكومة، لكن يبدو أن جهوده لم تثمر حتى الآن؛ إذ لم يتم التوافق بعد على مرشح إيران المفضل لرئاسة الحكومة.

كما ولم يكن ماكغورك، المبعوث الأمريكي للعراق، أفضل حالا من سليماني؛ فلقد فشل هو الآخر في تحقيق توافق بين مختلف الأطراف العراقية؛ بل أصبح وجوده في بغداد يمثل بالنسبة للبعض صورة أخرى من صور تناقص النفوذ الأمريكي بالعراق.

ولم يستطع ماكغورك، رغم النفوذ التقليدي لواشنطن على العديد من السياسيين السنة والكرد، تأمين دعمهم لرئيس الوزراء حيدر العبادي، مرشح أمريكا المفضل، الذي قاد العراق في الحرب على تنظيم داعش، وقاده أيضا خلال أزمة اقتصادية خانقة، ونجح في تحقيق الوحدة الوطنية، ولكن رغم ذلك يبدو أن حظوظه باتت ضعيفة.

يقول يوسف الكلابي، وهو برلماني عراقي مقرب من العبادي: "كان هناك تنافس دائم بين واشنطن وطهران، لكن ليس مثل الآن، كلتاهما تستخدم نفوذها لاختيار رئيس الوزراء، وإذا استمرت المنافسة بهذا الشكل فلا أعرف من سيفوز، لكنني على يقين بأن الذي سيخسر هو الشعب العراقي".

واشار التقرير الى "ان العلاقات الأمريكية - الإيرانية لم تكن على هذه الدرجة من العداء والتنافس في العراق، ولكن منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، اتخذت العلاقات بين البلدين منعطفاً آخر".

وبعد مرور أشهر دون تشكيل الحكومة، بدأت الاضطرابات تعصف بالعديد من المدن العراقية، وتحولت في بعضها إلى العنف المسلح، وأضرم متظاهرون غاضبون النار بالقنصلية الإيرانية في البصرة، وتم استهداف السفارة الأمريكية في بغداد بعدة قذائف صاروخية.

ويقول الكلابي: "إن السياسة العراقية تشهد صحوة؛ لأن الجمهور يضع الولاءات الدينية والعِرقية جانباً، ويطالب بتحسين الحياة المعيشية".

ويعتقد المؤرخ السياسي العراقي عباس كاظم، أنه "من الأفضل للولايات المتحدة وإيران أن تمنحا العراق قدراً من الاستقلالية في اتخاذ قراراته، وأن يتم التعامل معه بوصفه حليفاً وليس تابعاً أو وكيلاً".

وخلصت الصحيفة الى ان نتائج الانتخابات العراقية التي جرت في ايار الماضي افرزت تكتلات لا يمكن أن تشكل الحكومة منفردة إلا من خلال التحالف مع كتل أخرى، وهو ما صعب مهمة إيران والولايات المتحدة، فهذه هي المرة الأولى التي تؤدي فيها الانتخابات إلى انقسامات داخل الشيعة والسنة والكرد أنفسهم، حيث انقسم السنة على مرشحهم لرئاسة البرلمان، كما انقسم الشيعة حيال مرشحهم لرئاسة الحكومة، وأيضا انقسم الكرد حول مرشحهم لرئاسة الجمهورية.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة