Skip to main content

واعد الاشتباك الامريكي خارج الحصون

مقالات الأربعاء 26 تشرين أول 2016 الساعة 16:26 مساءً (عدد المشاهدات 615)

بقلم/امجد الحسني....

تعتمد الولايات المتحدة على قواعد متغيرة في اشتباكها مع الخصوم خارج حصونها، لنيل مكاسب بعيدة الاجل، وواحدة من خططها، هي القبول بالتواجد العسكري التركي في نينوى من اجل الحصول على طلب عراقي صريح يدعو الى تواجد عسكري امريكي ضخم على اراضيه، وحمايته من عدو تركي مفترض.

قبل ايام، اجرى وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر مباحثات عالية المستوى مع المسؤولين الاتراك في انقرة، وتمحورت بشأن تواجد قوة برية تركية على الارض العراقية، ولم يعلن الوزير كارتر عن الرسالة التي طالما ارسلها العراق الى واشنطن بأنه لا يرغب بأي تواجد تركي على الاراضي العراقية، بل وخرج الوزير الامريكي من باب مطار انقرة ليحط بطائرته في بغداد، ويعلن امام الملأ ان "كل الدول تساعد العراق في حربه على داعش"، في اشارة ضمنية الى الرسالة التركية للعبادي بأن واشنطن ترغب بالعسكر الاتراك على اراضي بلاده وستشارك في معركة الموصل رغما عن انفه، وكأن العمر الافتراضي للعراق سينتهي مع انتهاء داعش، ولا مستقبل امامه، الا على وفق "الكتلوك" الامريكي.

تدير الولايات المتحدة الازمات الدولية بنجاح في اغلب الاحيان، وهنا في العراق نفذت اجندات لا حصر لها، مستخدمة الاعلام وابواق تردد من ينطقه حاكم البيت الابيض، فكان انسحاب قواتها عام 2011 ايهاما للرأي العام العراقي والعالمي عن مغادرة القوة التي احتلت العراق بعد تثبيتها لدعائم الديمقراطية في البلد، لكنها في الحقيقة، زرعت بذور الشقاق بين العراقيين، لينمو نباتها السرطاني تحت ظلال الصراعات، لتعود من جديد باحتلال غير منظور اخذ شكل المستشارين العسكريين والمدربين، وهم في الحقيقة، خبراء تجسس على الخطط العسكرية العراقية، وبايديهم ملفات المناورة والهجوم والعصا السحرية في توجيه الطيران العراقي في الاجواء التي يفترض انها تحت سلطة الدولة العراقية.

الولايات المتحدة خرجت من الباب عام 2011، وعادت من الشباك نحو جميع القواعد العسكرية العراقية تحت غطاء تقديم الاستشارة والتدريب.. هكذا خططوا ونفذوا، لكن قواعد اشتباكهم لم تنطلي علينا هذه المرة، اليس كذلك يا حكومتنا؟.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة