Skip to main content

السرطان الامريكي في المعسكرات العراقية

مقالات الثلاثاء 25 تشرين أول 2016 الساعة 19:30 مساءً (عدد المشاهدات 697)

بقلم/ عباس الشطري....

منذ انسحاب القوات الامريكية من العراق منتصف كانون الاول عام 2011، والشكوك تحوم حول الغطاء الذي سيلبسه العسكر الامريكان داخل البلاد، بعد رفض الحكومة ومجلس النواب انشاء قواعد دائمة على الارض العراقية.

الامريكان بدّلوا "اعلاميا" صيغة تواجدهم العسكري في العراق من "دائمي" الى صفة "مستشارين ومدربين" للقوات العراقية، فارتفع عددهم من 157 جنديا –وهو العدد الرسمي بعد مغادرة الجيش الامريكي- ويعملون كما تم اعلانه، تحت سلطة وإشراف السفارة الأمريكية في بغداد لغرض التدريب، بالإضافة إلى فرقة صغيرة من المارينز مكلفة بحماية البعثة الدبلوماسية الأمريكية، ارتفع العدد بالمئات ومن ثم الى الالاف، ليملؤوا القواعد العسكرية العراقية، فاصبح احتلالا غير منظور ومسكوت عنه من قبل الحكومة التي يبدو انها لا تعلم بالتحديد كم هو عدد العسكر الامريكان في البلد.

ومع الحركة الدؤوبة للامريكان ودخولهم وخروجهم من اهم قاعدة لهم في اربيل، ضاع رأس الخيط لدى المسؤولين الامنيين العراقيين عن كيفية تواجد القوات الامريكية في المعسكرات العراقية بالمدن كافة، وبهذه الاعداد الضخمة، فحكومة كردستان وبما لا يقبل الشك، متواطئة بادخال اعداد لا حصر لها من الامريكان، بدعوى الحاجة اليهم كمدربين، غير انه في الواقع، تعاون بين اربيل وواشنطن على اعلى مستوى، يهدف الى ملء القواعد العسكرية العراقية بضباط استخبارات امريكان، يطّلعون بشكل مباشر على الخطط العسكرية العراقية في قتال داعش الذي صنعته المخابرات الامريكية بدعم وتمويل خليجي.

وجود الامريكان على الارض واطلاعهم على محاور القتال اصبح اليوم ملفا خطيرا على قواتنا الامنية، فتكرار استهدافها من قبل الطيران الامريكي، بعد تسلم طياريها لاحداثيات التجمعات العسكرية سواء القوات الامنية او الحشد الشعبي وقصفهم المستمر دون اي محاسبة للمتسببين بقتل مقاتينا، يفتح باب التكهنات الى تعرضهم من جديد الى القصف، لكن هذه المرة لفتح الطريق امام هروب عصابات داعش نحو مناطق تخلو من التواجد العسكري العراقي.

صحيح ان الامريكان انسحبوا نهارا جهارا من العراق عام 2011 ولم يحصلوا على قواعد دائمة، لكنهم تسللوا كاللصوص من جديد، باعداد تفوق الالاف وتوزعوا على المعسكرات العراقية، وبات وجودهم كالغدة السرطانية، يجب الخلاص منها قبل ان تستفحل.. وتقتلنا.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة