Skip to main content

متى ستحرر الموصل من تنظيم داعش؟

المشهد الأمني السبت 17 أيلول 2016 الساعة 10:00 صباحاً (عدد المشاهدات 787)

بغداد/ سكاي برس: ah

لم تنجح زيارة نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنكن إلى العراق في الإجابة عن سؤال مهم يتناول معركة الموصل ومواعيدها، ولا يخفي قادة عسكريون أميركيون رغبتهم في الإسراع في عملية تحرير المدينة، فيما تتريث الأوساط السياسية، ساعية إلى تسوية الخلافات العراقية- العراقية على مرحلة ما بعد "داعش". 

وتقول مصادر مطلعة على محادثات بلنكن في بغداد وأربيل إن الإدارة الأميركية ليس لديها موعد محدد للمعركة وسياقها ونتائجها، لكنها تفضل الإسراع في ذلك لتحقيق نصر قبيل الانتخابات الرئاسية، في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لدعم حظوظ الديموقراطيين في الانتخابات الرئاسية.

ومشكلة معركة الموصل، لا تقتصر على العملية العسكرية بحد ذاتها، فثمة قناعة بأنها لن تستغرق أكثر من أسبوعين، وأن "داعش" سيغادرها مثلما غادر الفلوجة بعد أكثر من عامين من السيطرة عليها. وتكمن الصعوبة في تحديد مصير عناصر التنظيم، إذ إن السماح لهم بالانسحاب المنظم، مثلما حصل في الفلوجة، باتجاه صحراء البعاج الصخرية الوعرة على الحدود العراقية- السورية، ومنها إلى الرقة، مع احتفاظه بحرية الحركة عبر حدود تمتد لنحو 600 كليومتر يعني أن استعادة الموصل لن تكون ذات قيمة عسكرية كبيرة، وسيخوض داعش مناورة واسعة تشمل محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار، ما يمنحه فرصة لاستعادة المناطق التي خسرها، قبل أن تنجح القوات العراقية في تأمينها.

وتأمين المناطق المستعادة من التنظيم تبدو نقطة محورية في نقاشات الخارجية الأميركية، أكثر من تلك التي يجريها القادة العسكريون، لأنها ترتبط بمشروع مستقبل الموصل وبخيارات وصراعات دول مختلفة، بينها تركيا وإيران والولايات المتحدة، وأطراف عراقية مختلفة.

تؤكد ذلك تصريحات مسؤولين أكراد وضعوا شروطاً لمشاركة "البيشمركة" في معركة الموصل، منها التفاهم مع بغداد على مصير المدينة بعد تحريرها وإنشاء إقليم في محافظة نينوى وإجراء استفتاء على ضم المناطق المحررة إلى إقليم كردستان. 

وكان وزير الدفاع المقال خالد العبيدي أعلن من واشنطن الشهر الماضي رفض مشاركة "البيشمركة" في المعركة، فيما رفضت واشنطن وأطراف سنية مشاركة "الحشد الشعبي"، فضلاً عن إعلان المحافظ السابق أثيل النجيفي أنه مع مشاركة القوات التركية في العملية.

ويبدو أن الخطة الأميركية لم تكن في الأساس تخرج عن نطاق تجنب إشراك القوتين في المعركة داخل المدينة، والسماح لهما بتطويق التنظيم في محيط المدينة وأريافها.

ولم يظهر تغير في المواقف، بعد زيارة بلنكن بغداد وأربيل،الخميس الماضي، إذ طالب رئيس الإقليم مسعود بارزاني في بيان بـ "خطة سياسية لفترة ما بعد تحرير الموصل لمنع تعميق المشاكل، وحماية وطمأنة المكونات، خصوصاً المسيحيين والإيزيديين في محافظة نينوى".

ويتبنى بارزاني وتركيا مشروعاً لتقسيم نينوى إلى محافظات متحدة في إقليم، فيما ترفض قوات "الحشد الشعبي" التي ترتبط بشكل مباشر بإيران هذه الخطة، ويصر نائب أمينها العام هادي العامري على وحدة المدينة المحافظة شرطاً للمشاركة في عملية التحرير.

في غياب الاتفاق على مستقبل الموصل السياسي، وعلى القوى المشاركة في تحريرها، ومن سيمسك بالأرض ويؤمن الحدود، تبدو المعركة بعيدة، إلا إذا زادت واشنطن ضغوطها على كل الأطراف للتوصل إلى تفاهم يؤجل الخلافات إلى ما بعد التخلص من "داعش".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة