Skip to main content

الحزب الاسلامي العراقي الغربة والاغتراب وما بينهم .. هل انقضى اجله ام لازال في غيبوبته ؟

مقالات الأربعاء 13 أيار 2020 الساعة 20:17 مساءً (عدد المشاهدات 2888)

 
 فقدانهم  الهوية الوطنية لاعتبارهم الإسلام عقيدة الأمة وهويته.
بقلم/ سمير خلف.....
بات الاغتراب داخل العراق  وخاصة للاحزاب الدينية  بشقيه  «الشيعي والسني» اشد  قسوة من الغربة نفسها،فهم يفتقدون الوطن بالرغم من وجودهم  فيه ويفتقدون الهوية رغم انهم يحملونها ويفتقدون لغته بالرغم من انهم يتحدثونها, وليس هذا ما ينقصهم  فحسب بل ,ينقصهم الوطن كل الوطن ,فقد  بقيت المسافة بينهم وبينه بون شاسع
فعندما يكون الولاء لغير الوطن طوعاً أو كرهاً تضعف الهمم وتغيب التضحية حتى بأبخس الأثمان.
كلمة الغربة لا تطلق فقط على من سافر وهاجر واغترب بعيدا عن وطنه، بل هناك غرباء كُثـر داخل وطنهم، يشعرون بالغربة  والعزلة وفقدان الهوية والذات معا.و ربما هم ميالون لذلك يحبون العيش في كنف  تلك العزلة .وهذا جزء من حالهم الذي يتسم بالغموض والبعد عن الوضوح واهذا يصعب تحديد موقف لهم.
ان أسباب الغربة والاغتراب« للحزب الاسلامي»  في العراق ليست وليدة اليوم بل هي متأصلة في تاريخ العراق السياسي منذ عقود طويلة. وكأنهم اصبحو  بدون أصول جغرافية ولا تاريخية  ولاجذور ممتدة في تاريخ هذا البلد العريق حتى اصبح الشارع السني يظن انهم ينهلون من ينابيع غير وطنية.لانه يصنف على أنه الجناح «السياسي لحركة الإخوان المسلمين في مصر » وان هناك علاقة بينهما وتلك العلاقة يكتنفها الغموض لان الشخصية المحورية للحزب  والتي لعبها الشيخ محمد محمود الصواف الذي اكمل دراسته الشرعية في جامعة الازهر هي التي  كونت وعيه السياسي والديني فقد تاثر هناك  بافكار «الامام حسن البنا»زعيم اخوان مصر وكان للصواف دورا فاعلا في التبشير بافكار الجماعة في العراق وكان يعتقد بايمان راسخ  ان «الاخوان المسلمين » نها حركة شاملة وليست جمعية دينية.
 رغم انفصال جماعة  العراق في اخر المطاف عنهم  لاختلاف وجهات النظر السياسية، لكن بقوا متمسكين بفكرهم ونهجهم لكن يبقى «الحزب الاسلامي  في العراق » أول جماعة تنشئ حزباً سياسياً، كواجهة للعمل السياسي، فهم بحق يعدون من اكبر واقدم  .  واعرق الاحزاب السنية في العراق ولايعني ان ما كتب عنها –سلبا أو ايجابا- يسد الطريق على احد ان يكتب عنهم وعن تاريخهم.هذه المقالة لربما تحتاج الى مصادر اضافية لتحسين وثوقيتها او الاستدلال ببعض الاشخاص والمصادر وقد ضربت صفحا عنها ولم اعتمد الا بسرد الشي اليسير لان الامر يحتاج لمجلدات ولا اريد في هذا العرض  السريع  تشريح للبيئة التي ولدت من رحمها الحزب الاسلامي العراقي.. .
عاش الحزب من محطة لمحطة فمحطة أخرى وحسب ما يشاع عن تاسيس فرع الاخوان المسلمين في اربعينات القرن الماضي بأسم مُخاتِل في بادىء الامر ربما يتعلق الامر باسباب سياسية  - جمعية الاخوة الاسلاميىة -هذا ما اطلق عن التنظيم وربما كانوا اول جماعة تنشأ حزبا دينيا سياسيا كواجهه للعمل السياسي  وجلعوا رئيسا لهم هو (الشيخ امجد الزهاوي) فكان مرشد اخوان العراق كما لمصر مرشدها ,ولا اعرف سبب قبول الشيخ الكبير لهذا المنصب وهو كان قاضيا و مفتيا في أيام العهد الملكي في العراق وهو الورع الذي لم ينتمي الى اي حركة او حزب او كيان.   
حتى انه كان يقول ((لست مغفلاً حتى يخدعني أحد أنا اعمل مع كل من يعمل للإسلام) وكان يقول رحمه الله عن الاخوان في العراق (ولكن بعض الاخوان استعجلوا وكسروا الركَية فطيرة) لكن جماعة الاخوان عندنا ضخموا دوره في تاسيس حركتهم حتى جعلوه الاب الروحي لهم ويمكن تشبيه ذلك  التضخيم بحالة «حزب الدعوة الاسلامي» الذي تأسس عام 1959كما يقولون هم ، وهو الوجه الشيعي للإخوان المسلمين، مع «محمد باقر الصدر»، فقد جعلوه المؤسس والفيلسوف والاقتصادي والمنطقي، بينما هو لم يبق، في الحزب المذكور سوى أسابيع معدودة، وترك الحزب في بداياته لكن هذه هي احوال الاحزاب الاسلامية عندما تشرعن الكذب وتضخم الامور بغية تحقيق اهدافها
.
ولكون الزهاوي كردياً فقد انتشرت الحركة في المناطق الكردية والعربية على السواء.
.
طوال فترة الابعينات وتقريبا في منتصفها  كان الاسم الذي تحرك تحته الإخوان في العراق،هو اسم الجمعية وأصدر مجلة "الأخوة الإسلامية" التي ظلت تصدر لمدة عامين حتى أغلقتها حكومة "نوري السعيد" في العهد الملكي، وألغت الجمعية التي استمرت حتى عام 1954 عندما أغلقت لكن العمل استمرعندهم دون توقف.
حتى بدأت سنة 1960 عندما سن قانون الاحزاب رقم 1الذي نظم بدوره الحياة الحزبية في العراق.قدمت الهيئة المؤسسة للحزب الاسلامي العراقي طلبها الى وزارة الداخلية شأنه شأن الاحزاب الاخرى – لكن وزارة الداخلية رفضت الطلب  بدعوى ان مبادئ الحزب لاتنسجم مع الحياة العصرية ، فإضطرت الهيئة المؤسسة للتمييز فصدر قرار محكمة تمييز العرق قي اواخر نيسان سنة 1960 بإجازة الحزب،لكن في تلك الفترة  ظل نشاط الحزب  ضئيل الحجم بسبب تصاعد المد اليساري والقومي الناصري آنذاك، لكن الحزب الذي يعتبر أول حزب أُسس كواجهة لتنظيم الإخوان المسلمين، سوّق للجمهور العراقي ادعاء أنه حزب عراقي وطني، بينما الحقيقة أنه حزب يُقيم أهمية للعلاقة مع التنظيم العام للإخوان خارج العراق أكثر مما يُقيم أهمية للوطنية العراقية،
ومابين جشة حصان وبين هدرة جمل اكمل الحزب الاسلامي مشيت الهوينا ونومة الاغفاء  فكانت كبوة عاثر وهفوة عابر طوال فترة الستينات بالرغم من الميول الاسلامية للرئيسين عارف خصوصا الرئيس عبد السَّلام، بشهادة الكثيرين،كان متديناً،وحاول اشراكهم في السلطة، لكن الموقف السلبي اتجاه المشاركة في الحكم قد ترسخ واصبح منهجاً للحزب
وفي هذا المسار التاريخي ادى الى ازمة تكوين  مع الرئيس عارف الذي كان يسعى حثيثا لإنقاذ سيد قطب الاخواني المصري مِن حبل المشنقة، بل طلب قبل هذا مِن قطب، عن طريق السَّفير العراقي، أن يتولى الإشراف على التربية والتعليم بالعراق.
وامر اخر لعله اكثر اهمية في نظري إضافة إلى تلك القرائن، نجد لدى رئيس الحزب الإسلامي العراقي في بداية الستينيات، الشَّيخ نعمان السَّامرائي، وهو من المعاشرين لعبد السَّلام ثم شقيقه عبد الرَّحمن عارف، ما يفيد أن الرئيس كان ملتصقاً بالإخوان، ومنه: أن عبد السَّلام كان دعا الإخوان لمشاركته في الثَّورة ضد عبد الكريم قاسم، لكن المبعوث، وهو عديل الرئيس، لم يبلغ الإخوان كما جاء في مذكرات السامرائي نفسه.كل هذه الاسباب ولم يكن للحزب الاسلامي اي بادرة تذكر لا على الصعيد السياسي ولا الديني وكانها جماعة  مولوده خارج نطاق الزمن ، تتعاطي التخاطب عبر المجهول،انتهى حكم العارفين واستولى البعث على السلطة في 17تموز سنة1968 وبعد حظر نشاط الأحزاب السياسية في البلاد، وتطبيق أحكام خاصة وقاسية وردت في قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 ، والتي كانت اغلبها تحكم بالإعدام على المخالفين كالمواد ( 156-157-158-175-200-204 ) وغيرها . فلم يكن هنالك حاجة من وجهة نظر السلطة الحاكمة في حينها لإصدار تشريع خاص بعمل الأحزاب السياسية.وتلفظ الجماعة الاسلامية انفاسها الاخيرة في ظل حكم علماني حالها حال كل الاحزاب التي كانت موجودة في العراق وكأي تنظيم بشري استكمل دورة حياته، ويسير في مرحلة النهاية بالفعل، إثر أخطاء استراتيجية وأهداف لم تتحقق.
جمدت جماعة الاخوان المسلمين في العراق عملها التنظيمي عام 1970 تحت ضغط وتهديد الحكومة آنذاك التي لم تكن تسمح بالعمل السياسي خارج حزب البعث العربي الاشتراكي مما عرضهم للملاحقة وأعتقل عدد كبير من نشطائهم، وأعدم آخرون.  تراجعت شعبية الحزب داخل الشارع العراقي بشكلٍ عام،والشارع السني بشكل خاص  أسوة بباقي الأحزاب الإسلامية الأخرى.
.
 .الرغم من أن الحزب كان لاعبا أساسيا في العملية السياسية إلا أنه عبر مسيرته ومشاركته في العملية السياسية أخفق في تحقيق الكثير من مطالب أهل السنة لكن من محاسنه لم يؤخذ احد بجريرته مثل حزب الدعوه الشيعي.الذي امتألت سجون واقبية السطلة من شبابه حتى الغير منتمين له وكانوا يطربون لذلك بحجة اتساع شعبيته.
اجتاحت قوات التحالف بقيادة امريكا عام 2003 واسقطت  نظام البعث ورئيسه وكل اجهزته وعادة الاحزاب الدينية والسياسية الى العلن وظهر الحزب الاسلامي مرة اخرى يتصدر الواجهة  السياسة العراقية وهو ما فاجأ الدوائر الإخوانية في شتى الأقطار، بما في ذلك التنظيم الدولي بل فاجأ أيضاً أعضاء الجماعة في الداخل وقد تحمل الحزب ضريبة وتبعات موقفه هذا والتزامه  وقد لعب  دورًا هامًا في رسم ملامح البيئة السياسية لعهد ما بعد العام ٢٠٠٣ من خلال كونه في البداية أحد الممثلين الوحيدين للسنة  وتم منح أعضاءه  مناصب عليا في إطار هذا النظام، بما في ذلك رئاسة البرلمان ومنصب نائب رئيس الجمهورية، وتم تعيين آخرين وزراء أو نواب وزراء. وقد انتقل الحزب الإسلامي العراقي من حزب معارض إسلامي في المنفى إلى حزب مشارك في عملية صناعة القرار العراقي.
.
  باشر الدكتور محسن عبدالحميد مهامه في كون رئيسا لمجلس الحكم ،بل يمكن القول إن مشاركته في مجلس الحكم  تؤكد
أن الكفة فيه تميل للإسلاميين،
حين وصلت الاحزاب الاسلامية الى السلطة، وصلتها عن طريق الاليات الديمقراطية التي جاءت مع الدبابة الامريكية ، التي ليس لها وجود في الفقه السياسي لهذه الاحزاب وان وجد فانه جاء متأخرا كثيرا، ومترددا وغير واضح، وهنا وجدت الحركة الاسلامية نفسها امام تطبيق بدون نظرية.. 
 رغم انهم كانوا يرددون في أدبياتهم، وفي أدبيات الإخوان عامة، أنهم ضد أميركا، ولكن الإخوان نسقوا مع الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة لاستلام الحكم في العراق، تحت يافطة “الإسلام المعتدل”،وهذا والحق  ماكنا نحتاجه في تلك الفترة لكن تاتي الرياح بما لاتشتهيه الجماهير
..
 وعلى هذا الاساس انخرط  الحزب بقيادته  في ما يسمى  المقاومة العراقية  التي كانت من أسباب فشله وتراجع شعبيته"، لانه "خسر في ميدان الصراع السياسي منذ سنواته الأولى، كما خسر بيئته الاجتماعية التي هي المجتمع السني، وخسر صفه الداخلي بسبب انقسام مدرسة الإخوان إلى حزب وهيئة، والتي سحبت معها أغلب مدرسة المشايخ وأتباعهم.
 ولم يكن الحزب وجماعة الإخوان أبرياء من العنف الذي ضرب العراق في سنوات الحرب الطائفية بين الجماعات المسلحة, كما لا نبرىء الطرف الثاني من تلك المعادلة فقد اوغلو هم ايضا برتكاب الجرائم.لكن بعد ان اوغلو في دماء الابرياء جلسوا على مائدة التفاوض وتقاسموا ما يمكن ان يتقاسم وهداء الثار بينهم لكن بعد كل هذا بقيت قيادات الحزب   تنقصهم الحنكة السياسية، ويفتقرون إلى البعد الاستراتيجي في معالجة الأمور، وهو ما أثر بصورة سلبية على شعبيته في الشارع السنية  الذي انتقد اداءهم ورفض اساليبهم التي اعتبروها ملتوية وكان هذا التوصيف دقيقا الى حد بعيد  وأن "رصيد الحزب في الشارع هذه الأيام لا يكاد يُذكر، لأسباب عامة وخاصة، فالعامة ترجع إلى فشل المشروع الإسلامي السياسي في العراق فشلا ذريعا ونعكس ذلك عليهم تشكيكا وريبة في نواياهم وتتطلعاتهم المضمرة،
أن جماعة الحزب الاسلامي وباقي الاحزاب والحركات الدينية  قد تكون في الوقت الحالي تمر بمرحلة حساسة هي الأكثر تعقيدا في تاريخها, بعد التشرذم والتفرق والانشقاقات، التى أصابتهم  ، ليس فى  العراق فحسب  ولكن للأسف الشديد فى بلاد كثيرة ، ولم يعد ذلك يخفى على الدارس بل والمتابع حتى من الخارج،

لذلك أعتقد  واكد على مقالته في اول مقالتي أنّه لكلّ قصّة بداية، واعتقد أيضا أنّه يجب التروّي في قراءة التاريخ وفي استنطاقه أيضا، وأن يلتزم السائل الرفق بالنصوص ويقنع بمكانة متواضعة حتى تقدر هذه النصوص، على اختلافها في الزمن، أن يحاور بعضها بعضا، فيتّضح الغامض وتتناسق الأحداث فتخضع لمنطق التاريخ  لذلك، أيّها القارئ، لن تجد في هذا المقال تحليلا واستنتاجا بقدر ما  تجد مجرد سر لاحداث سريعة او استعراض لاحداث سريعة وانا واثق بأنّ ما اقوم به، إنّما هو عبارة عن خزانة من المعلومات استيقتها من كتب ومقالات، فكانت بمثابة مادة معروضة على العامّ والخاصّ قابلة للخطاء اكثر من الصواب.فعموم الحركة الاسلامية في العراق وبما فيها الحزب الاسلامي العراقي عمل بنوايا من اجل الدين من خلط الدين بالسياسة كمن يخلط الحابل بالنابل."

حمل تطبيق skypressiq على جوالك