Skip to main content

"سكاي برس" تكشف مغامرات الكترونية "مشبوهة" وباحثون: العنوسة ناقوس خطر يدق جرس "الانحراف"

تقاريـر الأحد 13 كانون أول 2015 الساعة 03:17 صباحاً (عدد المشاهدات 1479)

بغداد/ حسن الشمري: 

أسباب كثيرة تساعد في تفاقم مشكلة "العنوسة" داخل المجتمع العراقي، منها العادات والتقاليد غير المنطقية، والطلبات المبالغ فيها من قبل العائلات، وغلاء المهور، لكن هذه الأسباب أصبحت ثانوية أمام السبب الرئيسي والخطير بحسب الخبراء وهو ظاهرة الهجرة التي أخذت بالتزايد بحثاً عن الأمن أو فرص العمل في مختلف دول العالم، إضافة إلى "الحرب المستعرة" ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، في وقت يتصدر الدول العربية في نسبة العنوسة بحسب الخبراء، ما يلقي على المختصين أعباء كبيرة في محاولة علاج هذه الظاهرة التي ظهرت آثارها السلبية على المجتمع.

"سكاي برس" أجرت استطلاعاً لمعرفة أعداد اللواتي لم يحالفهن الحظ إلى الآن في الارتباط بشريك الحياة، والأسباب التي تقف عائقاً في اللقاء بالزوج، حيث تقول زهراء محمد (35 عاماً) ، إن "العنوسة اصبحت اليوم ظاهرة تهدد وتفتك بالمجتمع العراقي نتجية الحروب المتتالية التي مر بها العراق والتي اسلبت ارواح الاف الشباب وخصوصا الحرب الاخيرة ضد داعش الحرب التي لا يعرف اي احد متى نهايتها".

البطالة تدفع إلى "المُحرمات"

وتتابع أن "موجة الهجرة التي حدثت مؤخرا حيث ترك البلد عشرات الاف من الشباب تاركين خلفهم اجيال من النساء بلا حياة زوجية أصبحت أحد الأسباب الرئيسية لازديار العنوسة، مضيفة أن "العامل الاساس هو تضخم معدلات البطالة نتيجة الازمة الاقتصادية التي يمر بها البلد حيث لا يستطيع الشاب ان يوفر متطلبات الزوجية ويلبي رغبات اهل الفتاة. ولهذا الظاهرة خطورة كبيرة على المجتمع حيث تجره الى المتاهات وفعل المحرمات التي ينهي عنها الدين والمجتمع".

هناك اكثر من حل للارتباط العاطفي كاستخدام الانترنيت، وتكوين علاقات مع افراد، هكذا بدأت حديثها ريما صباح صاحبة الـ(33 عاماً)، موضحة ان "الوضع الحالي اجبر الكثير من الشباب على السفر الى خارج البلد وكذلك الوضع المادي الصعب الذي اثر على التفكير بالزواج".

وتشير صباح صاحبة الـ(33 عاماً)، إلى أسباب أخرى تجعل الشاب يعزف عن الزواج قائلة "العوز المادي والضروف الاقتصادية للشباب تجعل العديد منهم يعزف عن الزواج اضافه إلى شروط وطلبات البنت في مقتبل العمر ومن ثم تتلاشى طلباتها عند التقدم بالعمر".

العلاقات الالكترونية و"إنحراف" الفتيات

زمن احمد تتحدث بـ"جرأة" عن علاقاتها ومغامراتها وعلاقاتها الالكترونية "المشبوهة"، إذ تقول "لدي علاقات بأشخاص عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي أخذت تتزايد يوماً بعد آخر، فبعد ان كانت العلاقات عن طريق الشات أصبحت هناك، برامج أخرى (الانستغرام، الويجات، وفيس بوك) وغيرها، دفعت بي إلى العلاقات المحرمة مع الأشخاص".

وتضيف "هذه هي أحد الأسباب التي تدفع الشاب إلى عدم التفكير بالزواج والارتباط لأنه يفقد الثقة بالفتاة"، كاشفة عن سلبيات هذه العلاقات بالقول ، إنها "ستؤثر على المجتمع برمته أولها التفكك الأسري وانحسار تفكير الشباب والنساء بالجنس لتعطشهم إليه وغياب الإبداع في صفوف المرأة كون جل تفكيرها ينحسر بكيفية الحصول على الزوج".

خوف من ارتفاع نسب الطلاق 

صابرين علي تقول "لم أتزوج حتى الان والسبب في تاخر زواجي يعود لأنني أنتظر شخص يضمن لي مستقبلي اذا ما حدث طلاق فأنا وأكثر ما نسمع من اخبار عن زيادة نسب الطلاق وضياع عدد من الفتيات بعد الطلاق ولعدم تمكني من الزواج مرة اخرى لانني ساعتبر مطلقة في نظرة  المجتمعات العربية".

وتتابع "يجب على كل فتاة ان تجعل الشخص الذي سيتقدم لها ان يضمن لها مؤخر  لانها لا تريد ان تتزوج ثم تعود بعدها الي اهلها ومعها اطفال بدون اي معيل لهم ولها وهذا السبب الرئيسي في تأخيري فالزواج لا يعود الموضوع لرفض اهلي لكن لرفضي انا شخصيآ".

زواج مصلحة 

وتقول زينة عامر صاحبة الاربعين عاما ان "حالات الزواج التي تحدث حاليا عبارة عن قرار طائش بين المحبين او صفقات للمصلحة والفائدة فقط وبالتالي لن يدوم طويلا"، مضيفة ان "الرجل العاطل عن العمل او غير موظف في اية وظيفة حكومية يبحث عن شريكة حياته بأن تكون موظفة حتى يضمن استمرار الراتب الشهري إنْ فقد عمله في القطاع الخاص وهذه معادلة مع الأسف عند الكثير من الشباب الآن يعتمدها في الزواج وهي ان نجحت فهناك مشاكل لا تنتهي بين الزوجين مستقبلاً".

وتابعت " انا لا أُريد الزواج فالرجل الآن لا يُعتمد عليه في أكثر الامور ولا يتحمل المسؤولية وجل ما يرغب به هو البيت والاطفال ولا يفكر في مشاعر الزوجة وانما يجعل من الزواج اكمالاً ومكملاً لمسيرة حياته، اذ ان فكرتي للزواج هي الاستقرار ووظيفتي تجعلني اتجاوز أوقات الوحدة وأحياناً نخرج مجموعة من الصديقات لقضاء اوقات ممتعة "، مؤكدة ان "الحياة ليست رجل، انما هي بتحقيق الذات".

تحذيرات من تفكك الأسرة 

الباحث في شؤون الأسرة والطفل، مهيمن عبد العظيم يقول، إن "العراق يتصدر الدول العربية في ارتفاع نسبة العنوسة بحسب الأبحاث التي أجريت في المنطقة، وهذا يشكل خطراً حالياً ومستقبلياً على المجتمع ككل، وينذر بتفكك أسري ونفسي خلال السنوات القليلة المقبلة إذا لم تعالج الظاهرة".

ويعتقد عبد العظيم أنَّ "أسباباً مختلفة سببت انتشار العنوسة بين الفتيات منها العادات والتقاليد غير المنطقية، والخوف من المستقبل بسبب انعدام الأمن، والطلبات المبالغ فيها من قبل العائلات، وغلاء المهور. لكن هذه الأسباب أصبحت ثانوية أمام السبب الرئيسي والخطير في الوقت الحاضر، وهو هجرة آلاف الشباب بحثاً عن الأمن أو فرص العمل في مختلف دول العالم".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك