Skip to main content

ظاهرة التصحر تقلق العراقيين وتعرض أمنهم الغذائي إلى الخطر

مقالات الثلاثاء 25 آب 2020 الساعة 21:41 مساءً (عدد المشاهدات 2179)

سكاي برس /

احمد صبري /

حاول العراق منذ عقود أن يواجه التصحر بحملة وطنية عنوانها توسيع دائرة المناطق الخضراء حول المدن لوقف زحف التصحر إلى المدن، غير أن أولويات الحكومات العراقية المتعاقبة كانت لمشاغل أخرى، الأمر الذي أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة خلال السنوات الماضية، حيث أصبح التصحر أكبر مشكلة بیئیة في تاریخ العراق، وتعرض أمنه الغذائي إلى الخطر.

الأمم المتحدة من جانبها دقت ناقوس الخطر من تحول العراق إلى مصدر عالمي للعواصف الترابية بعد أن ضربت مناطق شرق الأردن وسوريا والمناطق الشمالية من السعودية والتي غطت معظم الأراضي العراقية.

وتوقع برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن العراق سيتعرض إلى موجات عاصفة ترابية خلال السنوات المقبلة، وأن تدهور البيئة فيه بدأ يؤثر سلبا في مجمل القطاعات وبشكل خاص الاقتصادية والصحية. فبدلا من تساقط الأمطار في فصل الشتاء تساقطت ذرات التراب واصطبغت الأرض باللون الأسود، حيث تصاعد الغبار الذي جاء نتيجة العواصف الترابية مسببةً تدني الرؤية بسبب سرعة العاصفة التي حملت معها الأتربة والرمال وتسبّبت بآلاف حالات الاختناق.

وعزا مختصون بشؤون الجغرافيا والأرصاد الجوية أن ثمة ظروفا عامة متداخلة تساعد في حدوث الغبار وانتشار العواصف الترابیة، ولا سيما هناك ظروف عامة لا بد من توافرها لحدوث ظاهرة الغبار وهي زیادة سرعة الریاح السطحیة وتوفر السطوح الجافة المغطاة بالرمال والأتربة الناعمة، فضلا عن عدم استقراریة الجو وتؤدي بذلك إلى انتشار الأتربة والرمال في الغلاف الجوي. فضلا عن زیادة التصحر في العراق والتي تعد أكبر مشكلة بیئیة في تاریخه، وتعرض أمنه الغذائي إلى الخطر، ولها نتائج بیئیة واقتصادیة واجتماعیة وخیمة، إذا لم تتم معالجتها بسرعة.

ويكشف مصدر جيولوجي عن أنه بعد عمليات تجفيف الأهوار واقتلاع الأشجار من بعض المناطق نتيجة الفوضى وغياب القانون الرادع وانعدام الاهتمام بالبيئة وإهمال القطاع الزراعي، نتج عن كل ذلك وغيره مشكلة “التصحّر”. والتي تتفاقم عندما انخفض مستوى الأمطار، فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع نسبة ملوحة الأرض وانحسار الغطاء النباتي؛ هذه كلها أسباب وعوامل التصحّر، كما أن نزوح الإنسان من الريف إلى المدينة يعد عاملا مؤثرا من عوامل التصحر.

ولكن العامل الأساسي الذي وضع العراق في مركز العواصف الترابية والذي أهملته تقارير الأمم المتحدة وحتى المسؤولين العراقيين هو تحرك المعدات العسكرية الأميركية والعراقية الثقيلة منذ احتلال العراق عام 2003 وانتشارها في المناطق الزراعية.

ويضاف إلى ارتدادات العواصف الترابية انتشار ظاهرة أمراض وأوبئة وتصحر وجفاف وقلة الأمطار، إضافة إلى معاناة أخرى للبيئة والأرض العراقية كالزلازل التي لم يألفها العراق من قبل، وبهذا الكم المرتفع من الهزات الأرضية.

إن الحروب والعمليات العسكرية والانفجارات التي شهدها العراق على مدى السنوات الماضية هي التي حركت قشرة الأرض العراقية، وحولتها إلى عواصف ترابية لم يألفها العراقيون، ناهيك عن غياب الأحزمة الخضراء حول المدن التي كانت مصدا للريح وللعواصف الترابية، الأمر الذي أضاف للعراق عنوانا جديدا في سلم الدول التي تعاني بتصدره قائمة الدول التي تعاني هذه المرة من التصحر والعواصف الترابية.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك