Skip to main content

اعلان...دول الجوار بحاجة الى جواسيس يعملون في العراق

مقالات الثلاثاء 02 شباط 2021 الساعة 10:17 صباحاً (عدد المشاهدات 1794)

سكاي برس /

سمير خلف.....

كثيرا ما كنا نقرأ قصص الجواسيس عندما كنا في مقتبل العمر ونعجب بها أو نخاف منها،فقد كانت تلك القصص تخلق لدينا جوا من التوجس والحذر من كل ما يمت بصلة إلى العالم الخارجي،كان عالم الجاسوسية عالما غريبا وسريا وظلاميا للغاية ولهذا كان غريبا علينا.

حتى مشاهدتنا لافلام جيمس بوند والذي يعرف ايضا ( بالعميل 007) ‏تلك الشخصية الخيالية لجاسوس بريطاني الذي يعمل بوجوه متعددة  أبدعها المؤلف إيان فلمنغ في فترة الخمسينات من القرن الماضي والذي جسدها بادء ذي بدء الممثل العالمي الأسكتلندي شون كونري ومن بعده الممثل الوسيم حينها  روجر مور،كانت افلام ممتعة بحركاتها وسكونها مشوقة في تفاصيلها

اما في عالمنا العربي فالامر مختلف جدا فالأوضاع السياسية العربية متوترة؛ ولاشي يبشر بشي ورغم كل هذا خرج مسلسل مصري يحكي عن قصة جاسوس  خدع الموساد الإسرائيلي محققاً جماهيرية واسعة،بأسم “رأفت الهجان“رغم ان  لإسرائيل رواية أخرى تؤكد فيه أن الرجل كان في الحقيقة عميلاً مزدوجاً يعمل بشكل أساسي لصالح إسرائيل، وأنه أسهم بشكل كبير في تمكين إسرائيل من الانتصار في حرب 1967.

لكن لاننكر بان هذا المسلسل لاقى شعبية كبيرة والى اليوم عند عرضه ليس في مصر فقط ولكن على المستوى العربي ايضا, ثم تبعتها مسلسلات اخرى لكن لم تكن بمستوى رافت الهجان.

 وعلى هذا الخط وبتكليف من الرئيس الراحل صدام حسين دخل العراق  في هذا السباق من انتاج  نوع من المسلسلات الجاسوسية ليفتتحها في اواسط التسعينات بمسلسل رجال الظل و تتركز قصته المسلسل حول جهاز المخابرات العراقية الذي يلقبهم عنوان المسلسل بـ"رجال الظل" كان المسلسل يحكي حكاية حالة وطن ما زال يحاول أن يحدد بوصلته في قضايا كبرى،اضاعوا عليه من يحكمه الان ثمرة وجوده ووجهوده,

لكن هل حقًا كانت العمليات المخابراتية تدار بهذه الطريقة؟

نعم بل اكثر من هذا لقد كان جهاز المخابرات العراقي يلفه الغموض الشديد والسرية التامة في عمله,عناصره يوجدون في الظل دائماً، حيث لايتوقع الآخرون، يتحركون كالأشباح  الصامتة، ينفذون عملياتهم بحق مَن يعاديهم او يخالفهم من دون ترك آثار من ورائهم .حتى وأن تركت فستكون بعيدة عن الشبهات وأن ثبت الدليل فبعيد كل البعد على اثباته فالمخابرات العراقية قبل 2003 كانت إحدى أجهزة المخابرات الأقوى في المنطقة العربية ودول العالم الثالث وكان المراقبون يصفوها بانها المنافسة الى المخابرات المصرية بحكم تماس المخابرات المصرية مع الموساد ، وقد تدرب ضباط المخابرات العراقية اكاديميا على ايدي خبراء من كوبا ويوغسلافيا والكي جي بي وغيرها من الدول واكتسب ضباطها الخبرات ليتحولوا اكاديميا الى مدرسة استخبارية.، لذلك لم يشهد جهاز المخابرات حالات اختراق او تجنيد سلبي حتى داخل شبكات عمله في الخارج.ولولا هذا الجهاز الكفؤه لما تمكن العراق من ان يكون له علماء في شتى المجالات فقد كان هذا الجهاز قادرا على حمايتهم بدليل بعد ان تم تصفية الجهاز قتل كل علماء العراق.

كان الجهاز ينفذ عمليات تماس اي عمليات تعرضية مع بعض اجهزة المخابرات ومنها وكالة الاستخبارات الاميركية ، استخباريا لا يتمكن اي جهاز القيام بحالات التماس ان لم يكن واثقا من قدراته البشرية والفنية لما مثل هذه العمليات من مخاطر.

وباعترافات وكالة المخابرات المركزية المصنفة عام 1990 بانها لم تملك المعلومات الكافية عن العراق انذاك لشن حملتها العسكرية لصعوبة الحصول على مصادر من داخل العراق ، وقد اكدت ذلك عميلة الاستخبارت الاميركية فاليرا ولسن المسؤولة عن ملف اسلحة العراق الكيمياوية وفرق التفتيش عندما قالت “لم نستطيع تجنيد اي مصدر داخل المؤسسات الحكومية العراقية وخاصة منظومة التصنيع العسكري رغم الزيارات المتعددة لفرق التفتيش ”

لكن الان وفي هذا الوقت العصيب الذي يشهده العراق بات هذا الجهاز معاقا لايمتلك عصا يتوكأ عليه او يهش بها اعداءه شهد هذا الجهازالعريق  الذي أشرفت على تأسيسه  اليوم وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" الذي كان بالامس القريب ندا لها بدلاً من الجهاز السابق الذي حلّ بعد غزوها للعراق عام 2003،شهد عمليات طرد ونقل وإقصاء، وفقاً للانتماء الطائفي أو الحزبي لكل شخص، حسبما أكدت مصادر سياسية متطابقة. ولهذا نجد الساحة العراقية تموجد بالجواسيس وتحركاتهم بدون رادع من قوة او وازغ من ضمير فهناك مؤشرات قوية" على أن "شبكة من الجواسيس" تعمل في العراق بكل سهولة ويسروتحصل على معلوماتها بدون ادنى جهد.

 كان الجاسوس في السابق يجهد نفسه ويعرضها للخطر ويصرف الكثير من الوقت والمال والجهد للحصول عليها يتمكن أي إنسان عادي اليوم متدرب تدريب بسيط وفي أسوأ الحالات في حال تعثر الحصول على معلومة غامضة أو جديدة، يتم تصوير المنطقة المراد الحصول على معلومة عنها ليرسلها الى بلده.

ولو تحققنا من الاسباب فأننا سنجد ان اولى الاسباب وراء تراجع العراق سياسيا واقتصاديا فقداننا لعناصر مهمتها حب العراق اولا واخيرا.....فانا للعراق وانا اليه راجعون!!!!

حمل تطبيق skypressiq على جوالك