Skip to main content

ثلاثـة سهام أودت بــ "عبد المهدي" !

مقالات الجمعة 24 كانون ثاني 2020 الساعة 13:57 مساءً (عدد المشاهدات 2299)

 

بقلم/ حسن النصار

عمل رئيس وزراء حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي على كسب ود الشارع العراقي من خلال جملة إجراءات اولية إعتمدت على قرارات كان لها اثر إعلامي ولكنها كانت محط سخرية البعض كرفع الحواجز الكونكريتية وفتح جسور وطرق مغلقة منذ اكثر من عقد من الزمن ولقيت تلك الإجراءات ترحيبا من اوساط شعبية كانت تنتظر ان ترى بغداد التي تعودها الناس منفتحة ومفتوحة وغير مغلقة، وكان هناك قرار بنقل مكتب رئيس الوزراء خارج المنطقة الخضراء لكنه تحول فيما بعد الى شرارة اشعلت نيران الإحتجاجات في وجه عبد المهدي عندما تم قمع متظاهرين عند بوابة مكتبه بخراطيم المياه وكان المتظاهرون من حملة الشهادات العليا الذين يطالبون بالتعيين وتلبية مطالبهم.

تجرأ عبد المهدي في ثلاث مهمات جسيمة كان يمكن ان تؤدي الى إنتقالة نوعية في الحالة العراقية على مستوى الإقتصاد والسياسة ولكنها تمثل إشكالية صعبة في ظل التجاذب الدولي والإقليمي وترتبت عليها اثمان كان عبد المهدي اول من تقدم لدفعها مرغما وهي.

الذهاب بإتجاه الصين لتوقيع مذكرة تفاهم إقتصادية كبيرة تستدعي قيام شركات كبرى بالعمل في العراق لتطوير البنية التحتية الاساسية في مجال الطاقة والكهرباء والماء والنقل والموانيء والمستشفيات والجامعات وكل مامن شأنه ان يشكل دعامة اساسية لبناء الدولة وتهيئة ظروف عيش افضل للمواطنين العراقيين، وهو الامر الذي اغضب دولا مثل أمريكا والامارات والكويت التي لها مصالح تجارية كبرى تتعلق بعمل الشركات العملاقة والموانيء وهذه الدول غيرت سلوكها مع عبد المهدي وجعلته في مهب الريح.

الإتفاقية الخاصة بتطوير فطاع الكهرباء من خلال التعاقد مع شركة سيمنز الالمانية العملاقة التي كانت ترغب في تطوير المحطات الكبرى لتوليد الطاقة الكهرباء وتسهم في قطاعات الانتاج والنقل والتوزيع لان العراق يعاني مشاكل اساسية في انتاج الكهرباء ونقلها وتوزيعها وهو الامر الذي اغاظ الادارة الامريكية التي كانت تخطط لدفع شركة جنرال موتورز في هذا القطاع المهم والمتجدد.

عبد المهدي تحدث كثيرا عن امكانية ان يكون العراق وسيطا بين طهران والرياض وهو ماترفضه امريكا التي تلعب على اساس العداء بين البلدين لتأمين وجودها في المنطقة ولعل مايؤكد ذلك من خلال حديث مباشر من ايران والسعودية عن امكانية التقارب والحوار بينهما.

بالرغم من استقالة عبد المهدي لكن الاتفاقية مع الصين وسيمنز والتوسط بين الرياض وطهران قد تنجح وهناك اشارات على ذلك، فلننتظر.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة