Skip to main content

هل ينهار جسر الجمهورية... السور الفاصل بين المتظاهرين والطبقة السياسية العراقية؟

تقاريـر الاثنين 04 تشرين ثاني 2019 الساعة 15:19 مساءً (عدد المشاهدات 6240)

بغداد  /  سكاي برس

منذ أكثر من شهر، يحاول آلاف المتظاهرين العراقيين الذين قرروا مواجهة النخبة السياسية في البلاد بسبب الفساد وسوء ادارة موارد الدولة، عبور جسر الجمهورية الذي يبدأ من ميدان التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد وينتهي بما يسمى بوابة وزارة التخطيط سابقاً التي أصبحت بوابة وزارة الدفاع العراقية بعد العام 2003 وهي احدى المداخل الرئيسية للمنطقة الخضراء التي تضم أبرز المؤسسات السياسية والأمنية والعسكرية والأقتصادية في البلاد.

جسر الجمهورية ليس جسراً عادياً .. هو جسر استثنائي في المعركة الحاصلة بين حركة الأحتجاج وبين الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدي، فمجرد عبوره من قبل المتظاهرين يعني أن الحكومة في خطر جدي وقد تسقط وربما يحدث ذلك بطريقة مأساوية وعنيفة.
من الخامس و العشرين من شهر اكتوبر الماضي عندما اندلعت أكبر الأحتجاجات من حيث عدد المتظاهرين، تحول جسر الجمهورية الى خط الدفاع الأول للحكومة العراقية وخط الهجوم الأول للمتظاهرين.
وبحسب المعلومات و شهود العيان: عشرات المدرعات و المئات من قوات الأمن تموضعوا فوق الجسر مقابل المئات من المحتجين الذين أيضاً تموضعوا فوق جسر الجمهورية ولهذا السبب هناك من تخوف من تعرض الجسر الى التشقق بسبب الحمل الثقيل وما يتعرض له من ضغط شديد نتيجة المواجهات القوية بين الطرفين.
الأحداث على جسر الجمهورية لازالت تجري بطرق المد و الجزر .. المتظاهرون يتقدمون و القوات ألأمنية تتراجع .. ثم يحدث العكس .. القوات الأمنية تهاجم و المتظاهرون يتراجعون وبين كر وفر سقط على جسر الجمهورية أكبر عدد من القتلى في صفوف المحتجين من بين أكثر من 250 قتيلاً .. كما جرح العدد الأكبر من المتظاهرين فوق الجسر نفسه وهم بالآلاف.
مئات القنابل المسيلة للدموع سقطت فوق جسر الجمهورية بعدما اصابت المتظاهرين، فقتلتهم أو جرحتهم .. أنه جسر لمعركة فاصلة بين المحتجين و الحكومة: معركة من يلوي ذراع ألاخر و من ينتصر و من ينهزم.
مرة أخرى، جسر الجمهورية لم يعد مجرد جسر من الكونكريت المسلح أو اي جسر في العراق ، فقد أصبح رمزاً في صراع بين جمهوريتين: جمهورية قامت على المحاصصة منذ أزيد من 16 عاماً مقابل جمهورية جديدة يحلم بها المتظاهرون وتكون جمهورية عدالة اجتماعية و سياسات رشيدة للدولة و خدمة متواصلة للمجتمع.
من الناحية الأمنية: كل ما حصل في الأسابيع القليلة الماضية من استخدام للقوة و العنف و القناصة، كان غايته منع عبور المتظاهرين لجسر الجمهورية لذلك، الجسر ستراتيجي للطبقة السياسية العراقية، فربما يتحول الى مرحلة عبور الى عراق جميل ومزدهر وآمن.

وحذر الناطق بأسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء الركن عبد الكريم خلف، اليوم الاثنين، من اعمال حرق وتدمير الوسادات المطاطية لجسر الجمهورية ادت الى حصول خلل في جسم الجسر قد يؤدي الى انهياره.
واضاف خلف ان "اعمال الحرق ممنهجة وموثقة لدعامات جسر الجمهورية منذ انطلاق التظاهرات للدعامات".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة