Skip to main content

مع عبد المهدي التطبيع مع إسرائيل قادم

مقالات السبت 05 كانون ثاني 2019 الساعة 10:48 صباحاً (عدد المشاهدات 2271)


سليم الحسني

عندما قامت الحكومات العربية بالتطبيع مع إسرائيل، فانها بدأت بخطوات تمهيدية حذرة، كانت تكتفي في البداية باشارات بسيطة، ثم تنتظر فترة من الزمن، وتتبعها باشارات أخرى، وهكذا على مدى سنوات عديدة حتى تصل الى الإجراءات العملية، وهذه أيضاً تتم على مراحل طويلة حذرة، خوفا من ردة الفعل الشعبية، لما تمثله القضية الفلسطينية من مركزية في الثقافة العربية والإسلامية.

مع حكومة عادل عبد المهدي، سار الأمر بطريقة مستعجلة، فهو لم يستكمل تشكيلته الحكومية بعد، ووزير خارجيته محمد علي الحكيم يطلق موقف الحكومة الصاعق بانها تؤمن بحل الدولتين، أي الاعتراف الرسمي بإسرائيل.

وفيما كان المتوقع أن يتخذ عادل عبد المهدي إجراءً صارماً في قضية محورية ومصيرية كهذه، فانه أصدر بياناً بعدم الرد على ما يدور في الساحة، إلا في القضايا المهمة، وهذا يعني أنه سيغلق باب التواصل مع الشعب، ليريح أعصابه من صوت الشارع العراقي، في استخفاف وتجاوز استعلائي لمشاعر الشعب، لم يسبقه اليه أحد في الدول الديمقراطية.

عندما يبقى وزير الخارجية في منصبه بعد هذا التصريح، فمعنى ذلك أن مخطط التطبيع مع إسرائيل قادم، وأن هذه الإشارة القوية كانت بمثابة طي مستعجل للمراحل، حتى تصل حركة العراق الخارجية الى مستوى حركة الدول الخليجية نحو إسرائيل.

في هذا الموضوع الحساس، فتح عادل عبد المهدي جسر العبور الإسرائيلي نحو العراق، فلقد وضع ملفات السياسة الخارجية بيد رئيس الجمهورية برهم صالح. والمعروف أن القيادات الكردية ترتبط بعلاقات مودة وثيقة وتاريخية مع إسرائيل. كما انه ترك وزير الخارجية يصرح ويبقى في منصبه، وبذلك يكون قد فاق توقعات إسرائيل في كيفية اقتحام العراق وزجه في علاقة التطبيع.

لن يتخذ عبد المهدي قرار إقالة محمد علي الحكيم، سيتمسك بمسوح الضعيف أكثر فأكثر، فهي وسيلته لإرضاء الاميركان، وسيجد من إسرائيل دعماً ومساندة بعد هذه الخدمة التي قدمها، وستقف السعودية الى جانبه تضغط باتجاه بقائه في المنصب، فليس هناك من هو أفضل منه في خدمة المشروع الأميركي.
أما الذين اختاروا عادل عبد المهدي لهذا المنصب، والذين ساندوه، فانهم سيتخذون موقف الصمت أيضاً، لقد أجادوا لعبة الصمت، فهو أداة القهر التي لا توجع.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك