Skip to main content

خاشقجي ومنشار القنصلية ..

مقالات الأربعاء 17 تشرين أول 2018 الساعة 15:47 مساءً (عدد المشاهدات 2014)

مقال لــ سيف الدين علي الحنظل

لم يعد خافيا، مصير الصحافي السعودي جمال خاشقجي المتواري داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، فما بين "الاسيد "و" المشنار" تتأرجع جثة الرجل .

ورطة السلطات في الرياض ربما بتخبطها وتناقض مواقفها، فمنذ الساعات الاوى لحادث اختفاء خاشقجي انطلقت سلسلة المواقف والتبريرات السعودية ، انطلاقا من الرفض لدخوله الذي تبدد امام الصور التي بثتها السلطات التركية ، ثم انتقلت الى الاعتراف بانه خرج من القنصلية ، وصولا الى السماح لوسائل الاعلام بدخول المبنى والايحاء بان شيئا لم يحدث بعد محاولة القنصل ايصال رسالة باننا لم نخفي خاشقجي في جرارات المكتب وهو سلوك ضد الرياض كونه تمويه يشي بحدوث المحظور .

اخيرا لان تصلب السعوديين ، سواء بالحرج من الدلائل التركية او بالضغط الغربي والامريكي ، لكن مقابل دفع مليارات الدولارات بعد استغلال الحادثة من قبل ترامب ، الذي هدد ، ووعد لكنه جبر غضبه خلف الكواليس لايجاد سيناريو يخلص الن سلمان من ورطته .

دخول واشنطن على الخط بحد ذاته شعب القضية وفتح لها ابوابا اخرى .

فتسلسل التطورات بدأ من اطلاق سراح القس الامريكي المحتجز لدى انقرى ، لماذا في هذا التوقيت ؟ ثم وصول وزير الخارجية الاميركي الى الرياض مبعوثا لترامب، وسبب الزيارة اتصلات عالية المستوى بين الملك واردوغان .

كل ماتقدم انتج اتفاقا تركيا سعوديا على دخول فريق مشترك للتحقيق ، تسع ساعات من التحقيقات لم تثمر عن اعلان جدي عن الحادثة سوى استمرار الابتزاز التركي بامتلاك ادلة تثبت مقتل خاشقجي .

منزل القنصل السعودي هو المسرح التالي للتحقيق لكن قبل ان تطأه اقدام المحققين غادر القنصل ، غادر ومصيره قد يكون خلق القضبان ، فالسيناريو الاقرب الى الواقع ،تمييع قضية تقطيع خاشقچي وجعله حادثا عرضيا بعد الاتفاق بين واشنطن والرياض مقابل المال على تسويق ان موظفي السفارة ارتكبو الجريمة بشكل فردي ، وعندها سيتم تخليص ابن سلمان من ورطته .

ماذا عن تركيا قد يسأل سائل ، فلتركيا اهداف كما لواشنطن ، اولها الضغط على الرياض لايجاد حل لحصار قطر ، وثانيها التقرب من واشنطن لتحسين انهيار عملتها ، وهذا مافعلته بعد اطلاق سراح القس الامريكي ، بانتظار التواصل التركي السعودي الغير معهود، وتسميه المسؤولين السعوديين لتركيا بالشقيقة .

منذ متى والرياض بهدا التودد والمغازلة ، فالامس كانت تهاجمها بانها حاضنة للدوحة بانها تتدخل في شؤون مجلس التعاون ، فعلا الامر يحمل مؤشرات على ان مايجري ليش بالطبيعي .

هل يكفي ايجاد مخرج للسعودية من هذا المأزق ، الاجابة قد تكون كلا ، ربما تحييد الن سلمان من الحادثة لكن سمعة المملكة قد تتراجع بشكل غير معهود ، فهنالك من يسجل السلوكيات ، وهنالك من يبقى يثير هذا الحادث ، كونه حصل في دائرة دبلوماسية وعلى ارض دولة اخرى وبطريقة بشعة !

هذا المصير قد لاتتحمله المملكة ، وقد يسعد له ترامب الذي بدى غاضبا داخليا ، لكنه لايريد ان يفرد ببلد غني ، يدفع بلا تردد كلما ابتزه بقضية معينة ،فاذا ماامتنع السعوديون عفن دفع المال فان خاشقچي قد يكون مسمارا اخيرا في نعش مملكة الرياض التي باتت بلا سمعة حسنة امام الاعداء والاصدقاء معاً .

 

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة