Skip to main content

العراق ولبنان.. التجربة واحدة.. انتخابات بلا حكومة

مقالات الثلاثاء 07 آب 2018 الساعة 13:29 مساءً (عدد المشاهدات 986)

علي بشارة

في فترة زمنية متقاربة جرت الانتخابات التشريعية في كل من البلدين الشقيقين العراق ولبنان, وقد تفوقت لبنان على العراق بسرعة اعلان النتائج والقبول بـ"المقسوم" بعكس ما جرى في العراق الذي لازالت انتخاباته تترنح بين العد والفرز اليدوي والطعون والمعارضة والتظاهرات.

كلا البلدين لازال يترقب تشكيل الحكومة بينما تجري خلف الكواليس عمليات توزيع المناصب وتقاسم السلطات وهذا لك وهذا لي, فالتجربة العراقية تسير على خطى نظيرتها اللبنانية من حيث تقاسم السلطات امر واقع لا يقبل النقاش فلكل مكون منصبه الذي يعتبر استحقاقاً حتى قبل الانتخابات ومهما كانت النتائج, وهذا ما تجري عليه الامور في العراق بنسخة مطابقة فالكل مسلم بان رئاسة الوزراء شيعية والبرلمان للسنة ورئاسة الجمهورية للكرد.

استبشر اللبنانيون بقرب تشكيل الحكومة عقب اللقاء الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، في 26 يوليو/تموز الماضي، قبل أن يعود الحديث عن عقبات تحول دون أن تبصر الحكومة النور في وقت قريب.

كان الرئيس اللبناني كلف الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات البرلمانية، التي انعقدت في مايو/أيار الماضي، إلا أن ذلك لم يتم بعد مضي أكثر من شهرين على التكليف، وسط حديث عن عدة عقبات تعترض التشكيل.

ويعود تأخر الإعلان عن تشكيل الحكومة، الذي تسبب بمصاعب اقتصادية وسياسية للبلاد، إلى مطالب القوى السياسية اللبنانية بقوة التمثيل داخل الحكومة الجديدة.

"بات معلوما أن العُقد أمام تأليف الحكومة اللبنانية ما زالت نفسها وهي تتمثل بالتمثيل الدرزي والتمثيل المسيحي (خلاف على عدد الوزارات بين حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر".

و"عقدة التمثيل الدرزي" تتمثل بإصرار فريق رئيس الجمهورية على تعين النائب طلال أرسلان (درزي) وزيرا بالحكومة الجديدة، مقابل تمسك النائب وليد جنبلاط، بحصر التمثيل الدرزي بالحزب التقدمي الاشتراكي.

اما في العراق فالعقد كثيرة والمعوقات أكثر والنتائج لاتزال غير مصدقة وحتى العد والفرز اليدوي مختلف على تفسيره, بينما تكثف الكتل مباحثاتها لتشكيل الكتلة الأكبر وسط اجواء من عدم التفاؤل بسبب غضب الشارع ورفضه لاي حكومة تتشكل بالمحاصصة ووفق نتائج إنتخابات يشك أغلب الشعب بمصداقيتها.

المقارنة التي احدثناها هنا هي للوقوف على معطيات التجربة الديمقراطية في بلداننا العربية وما الجدوى من اجراء انتخابات اذا كانت ستوصل الى نفس النتائج فالرئاسات الثلاث مقسمة ولا جديد من تبديل الاسماء إذا كان النهج السياسي المتبع هو ذاته, فالانتخابات بهذا الشكل هي مجرد اجراء تتخذه الاحزاب الحاكمة لإضفاء الشرعية على تسلطها وهيمنتها على البلاد, والضحية دائماً وأبداً هو الشعب.

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك