Skip to main content

لأول مرة.. المرجعية تهدد الحكومة!!

مقالات الجمعة 27 تموز 2018 الساعة 20:24 مساءً (عدد المشاهدات 6276)

علي بشارة

"وإن تنصّلت الحكومة عن العمل بما تتعهّد به أو تعطّل الأمر بمجلس النوّاب أو لدى السلطة القضائيّة فلا يبقى أمام الشعب إلّا تطوير أساليبه الاحتجاجيّة السلميّة لفرض إرادته على المسؤولين مدعوماً في ذلك من قبل كلّ القوى الخيّرة في البلد، وعندئذٍ سيكون للمشهد وجه آخر مختلف عمّا هو اليوم عليه".

هكذا ختمت المرجعية الدينية العليا خطبتها لهذا اليوم الجمعة, وعلى لسان ممثلها الشيخ عبد المهدي الكربلائي, فما هو الوجه الآخر الذي هددت المرجعية به؟؟ وحذرت من اللجوء اليه لتغيير المشهد السياسي في حال تنصلت الحكومة والجهات المسؤولة عن تنفيذ مطالب الشعب.

ان الشروط والخطوات التي وضعتها المرجعية اليوم امام الحكومة وطالبتها بتنفيذها, أشبه بالمستحيلة بالنظر للنظام الحالي وهيمنة الاحزاب وتفشي الفساد في جميع مؤسسات الدولة فتلك الشخصية التي رسمتها خطبة المرجعية اليوم والتي ستقضي على كل الفاسدين وتعيد صياغة القوانين بشكل يمنع عودة الفساد وقطع الطريق على المتربصين, كل هذه الصفات لاتتوفر في أي من الاحزاب والكتل التي تسعى لتشكيل الحكومة المقبلة, بل أن الواقع يشير الى أن البلاد ماضية نحو حكومة توافقية وفق نظام المحاصصة وتقسيم السلطات بين المكونات, فمن أين سنأتي بهذا القائد المصلح؟؟

الشروط ذاتها جعلت العبادي خارج حسبة تشكيل الحكومة القادمة نظرا لافتقاره لتلك الشروط, فهو الذي فشل في محاربة الفاسدين رغم كل الدعم الذي تلقاه بل فشل حتى في تشخيص الفاسدين ولا زال الى يومنا هذا يبحث عنهم ويطالب بالدلائل والاثباتات على كون فلان فاسد, وقد خرج علينا مؤخراً ليحذرنا من وجود جهات تتربص بالاصلاحات ومطالب المتظاهرين لتحقيق منافع شخصية, كالتعيينات والعقود والاستثمارات, فاذا كان العبادي غير قادر على حماية حتى الاصلاحات فكيف سيقضي على الفساد ويقتلع جذوره؟؟.

وأخيراً أقول ان خطبة المرجعية العليا اليوم أشارت الى أنها ستتدخل بشكل كبير في المرحلة القادمة, وأن مرحلة النصيحة قد إنتهت وسوف يكون سلاحها القادم هو التظاهرات والضغط الجماهيري وتطوير ادوات ذلك الضغط مدعومة بكل "القوى الخيرة" من أجل "تغيير وجه المشهد الحالي".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة