Skip to main content

من امن العقاب أساء الأدب...سياسيونا يفتخرون بفسادهم

مقالات السبت 12 آب 2017 الساعة 15:56 مساءً (عدد المشاهدات 5533)

بقلم: أبو ربيع

ما حصل في العراق بعد الاحتلال لم يحصل في أي بلد آخر, فلم يسبق ان تتسلط على رقاب شعب ما هكذا عصابات متمرسة ومتعطشة للقتل والسرقة والدمار, انهكت البلد ودمرت كل شيء جميل ولم تبق لابناءه ما يقتات منه فشاركته في فرص العمل والحياة وأوصلته لما هو علي اليوم.


الفساد في العراق ليس كالفساد في غيره من الدول ولا يشبه بقية الفسادات لا من حيث الكم ولا من حيث الوزن ولا من حيث الفاعل ولا من حيث النوع ولا من حيث الأسباب ولا من حيث الموقف منه..
ـ فالفساد في العراق ما عاد حالة استثنائية إنما بات القاعدة..
ـ والفساد في العراق يُمارس لذاته ويُمارس كسلاح في الحرب المحتدمة على الحكم..
ـ والفساد في العراق يقاس بالمليارات وليس بالمفرد..
ـ والفساد في العراق من فعل كبار المسؤولين والساسة ونواب الشعب، فكانوا القدوة لغيرهم ومعلماً لكنهم ليسوا الذين ينبغي القيام لهم تبجيلا..


ـ والفساد في العراق ليس من جراء إساءة استعمال السلطة للحصول على مزايا شخصية كما تقول عنه منظمة الشفافية الدولية إنما من خلال توظيف السلطة لممارسة الفساد وتوظيف الفساد لبلوغ السلطة..
ـ وسبب الفساد في العراق فساد الساسة، والفساد السياسي في العراق هو أبو الفسادات جميعا، وهو اختصاص حصري للطبقة السياسية المتنفذة فهي المحتكر الوحيد لهذا النوع من النشاط في العراق وليس أولائك المغمورون في حافات الجهاز الحكومي..
ـ والفساد في العراق لم يعد مخجلاً فقد بات يشرعن ويقنن والذين يمارسونه لا يرمش لهم طرفٌ حياءً ، بعد أن بات الأمر مغانما بدلا من أن يكون تفانيا..


ـ والفساد في العراق يستخدمونه في السراء والضراء فهم يغرفون منه في الألفة وعندما يحتدم الخصام فان.. الكل يشن حرب الملفات ضد الكل والكل يزعق في وجه الكل: أطلّع ملفاتك..؟ فيجنحوا للسلم لأن لكل منهم ملفاته..
كل ما ذكرته آنفا تجلى في حديث تلفزيوني للنائب المثير للجدل في كل شيء (مشعان الجبوري) عندما تبجح وتفاخر بفساده وفساد زملاءه في مجلس النواب والعملية السياسية بشكل عام, حيث قال كلنا فاسدون وجميعنا سراق ونتقاضى الرشاوى ونبتز واعترف بتقاضيه الأموال مقابل التستر على السرقات, وأقر بتحمله وجميع الساسة مسؤولية كل هذا الدمار وكل طفل يجوع او مريض بلا دواء او فقير بلا مأوى, وأعلن عن امتلاكه لمعلومات وحوادث لو أدلى بها سيجن جنون العراقيين بحسب وصفه, ولكنه يتحفظ عليها خوفا من التصفية السياسية.
مشعان كان مستفزا في كل شيء وهو يتكلم, مستفزا في طريقة حديثه, ووضعية جلوسه, وحركات يديه, بإبتساماته واستخفافه بمشاعر المشاهدين وهم يسمعون ويرون ما حدث لهم بكل افتخار, حقا هذا حال من أمن العقاب, حتى عندما تستر عن ما يمتلكه من معلومات كان ذلك بدافع الخوف من القتل, وليس حرصا على الشعب فهو لا يحسب لشعب العراق أي حساب ما دام رصيده في البنوك في ارتفاع.
لك الله ياعراق,,,لك الله يا شعب العراق.
وحسبنا الله ونعم الوكيل

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة