Skip to main content

عمار الابن البار أم الحفيد الضال ؟؟؟؟

مقالات السبت 12 آب 2017 الساعة 15:09 مساءً (عدد المشاهدات 8611)

بقلم: مراد الغضبان

الدين هو جوهر العقيدة ومرتكز الفطرة، والتدين سلوك يفضي في النهاية إلى تحقيق متطلبات العقيدة والتوازن بين الواجبات والمحظورات الدينية، إما تطبيقاً والتزاماً، أو إفراطاً وامتهاناً، وهناك فرق كبير بين الدين كمبدأ ثابت بتعاليمه وأحكامه وتعاملاته، وبين التدين كسلوك لفهم وتطبيق ذلك،
لكن الإشكالية أن هناك أشخاصاً تعتقد ان الحق ملتبس برموز لهم دينية بعينها يميلون معه ما مال.ولا سلطان لهم عن الخروج من بوتقتهم.
لست هنا من هواة تحليل خطابات المسؤولين او رجال الدين والوقوف على عثراتهم وزلاتهم لأن فيها من مايشعرك بالأسي ما لا يطاق خصوصا اذ كان الكلام صادرا من احد المراجع الكبار في النجف الاشرف واعني به الشيخ المرجع بشيرالنجفي وهو احد المراجع الاربعة الكبار في المدينة المقدسة حين طل علينا ليحدد الاصلح في الانتخابات ليخالف بذلك خط المرجعية التي نأت بنفسها اقتحام تلك الانتخابات وصرحت عدة مرات انها تقف على مسافة واحدة من الجميع.لكن الشيخ النجفي قالها وبكل وضوح وصراحة غير معهودة بان عمار الحكيم هو ابن المرجعية وعليكم انتخابه؟ بفتواه هذه وكلامه اصبح السيد عمار الحكيم الجواد الرابح في الانتخابات ومن بعدها الحصان الجامح في تيار السياسة وقد نال الحضوة والعزة والمناعة مالم ينلها ابوه من قبل وعمه المؤسس!
ولكنني ولعله من الواجب، ومن الإنصاف ان اذكر مما لا لبس فيه ان أسرة الحكيم في النجف تعدّ من أفخر الأسر وإلى جانب ما تمتع به السيد محسن الحكيم من نشاطات اجتماعية وعلمية فقد حباه الله بذرية لمع نجمها في سماء العلم والفضيلة.ان الحديث عن عائلة بحجم آل الحكيم، يطول بنا . فعندما ازداد غضب النظام السابق على هذه العائلة الدينية لانها وقفت في مواجهة السلطة وسياستها،ومن هنا طل نجم السيد محمد باقر الحكيم وتزعم حركة المعارضة العراقية للنظام في العراق،وتنقل مقرها الى ايران ومن هناك اعلن حينها، في مؤتمر صحفي موسع عقد في 17 تشرين الثاني عام 1982 عن تأسيس (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق)، وعرف نفسه بأنه الناطق الرسمي للمجلس لتتولى الزعامة الدينية والسياسية ال الحكيم.
وبعد سنيين من الجهاد واَلام من المخاض العسير دخلت الولايات المتحدة على الخط معلنا حربها على صدام ونظامه وفي غضون اسابيع سقط ذلك الجبروت القاسي ودخل السيد محمد باقر الحكيم العراق مع اتباعه معلنا انخراطه في العملية السياسية ويتحول( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق) الى(المجلس الأعلى الإسلامي ) لينتهي بذلك عهد الثورة وتبداء مرحلة جديدة من عمر النضال الاسلامي .لكن مقتل السيد محمد باقر الحكيم في مدينة النجف اثر انفجار سيارة ملغومة كانت مركونة أمام ضريح الإمام علي (ع).جعلت من المجلس كأنه يعيش ايامه الاخيرة
لكن على الفور انتخبت الهيئة القيادة عبدالعزيز الحكيم (هو أصغر أنجال رجل الدين محسن الحكيم)رئيسا للمجلس خلفا لشقيقه وخلال الاجتماع تم اقتراح اسماء السيد عبدالعزيز الحكيم ونجله عمار.
توفي السيد عبد العزيز في 26 أغسطس 2009 في العاصمة الإيرانية طهران بعد 5 أيام من دخوله المستشفى التي أودع فيها بعد سوء حالته الصحية. وكان قد شخص بأنه مصاب بسرطان الرئةعندما عاينه أطباء عسكريون أمريكيون في بغداد.وفي حينها ذكر الشيخ جلال الدين الصغير الذي يرأس الكتلة البرلمانية الخاصة بالمجلس ان عمار الحكيم سيكون زعيما مؤقتا للحزب وان زعيما دائما سيتم اختياره قريبا على يد كبار رجال الدين.ويتولى الزعيم الجديد رئاسة الحزب في وقت مضطرب مع عودة وتيرة التفجيرات المدمرة للارتفاع مرة أخرى رغم تراجع العنف الطائفي الذي اندلع عقب الغزو الأمريكي عام 2003.
ويبدو أن عمار الحكيم تم اعداده لخلافة والده حيث ظهر بشكل منتظم نيابة عن والده أحيانا وبجواره أحيانا ولكن هناك شخصيات رئيسية أخرى في الحزب.كبيرة من حيث العمر او من حيث نظالها ايام المنفى لكن شخصية السيد عمار تبقى الابرز والافضل في ميراث ماخلفه ابوه وعمه من قبل. فالمجلس منذ سنيه الأولى تجمع سياسي تابع لعائلة الحكيم وكل من انتمى له سابقاً أو لاحقاً يعلم بهذه الحقيقة ولم يعترض عليها.
منذ ذلك الحين، خضع المجلس لعمليّة إعادة هيكلة وتموضع واسعة النطاق بقيادة زعيمه الشاب. وشملت هذه العمليّة إضعاف صقور المجلس من الذين يُتّهمون بالتشدّد، وعدم الدخول في التشكيلة الحكوميّة والتركيز على العمل في البرلمان ومن خارج السلطة التنفيذيّة، واعتماد خطاب أكثر اعتدالاً وتجنّب التحوّل إلى طرف مباشر في الأزمات السياسيّة التي توالت على البلاد، وتوسيع قيادته السياسيّة لتشمل تيارات ليبراليّة وعلمانيّة وغير دينيّة.
لكن يبقى تاييد المرجع الشيخ بشير النجفي هو الدافع القوي لطوحات الزعيم الشاب.والتي دفعت به الى الصدارة ليتسنى له زعامة التحالف الوطني والذي يضم معظم التيارات الشيعية في البلاد.
بعد كل تحركاته الاقليمية والدولية و في اطار سياسي جديد مثير للجدل وجذب من حوله الاتباع القدامى والجدد. اطل علينا السيد عمار الحكيم بمشهد ضخم معلنا تخليه عن المجلس الاعلى رغم رمزية المجلس الأعلى لبيت الحكيم". ذلك البيت الذي تربى في احضانه وتاسيسه لتيار جديد حتى تعالت الأصوات التي تتكهن بالدوافع الخفية لهذه الخطوة غير المتوقعة.
ومن هذا الانشقاق كان هناك عدم ارتياح واضح من نزعة التحديث لدى الشاب الثائر ونزوعه نحو التغيير في المجتمع المحافظ شبه المغلق وفي الانفجار الذي احدثه الحكيم الشاب انهمرت الاسئلة ذات الطابع السياسي على المرجع السيد محمد سعيد الحكيم تطلب الايضاح مما استدعى ان يجيب نجله على تساؤلات بعض الذين انخرطوا من اسرة ال الحكيم في السياسة حاليا مشيرا الى انه لا يمثل الاسرة اي موقف او كيان سياسي موضحا ان لبعض شخصيات العائلة و افرادها رؤى وفعاليات سياسية متفاوتة تعبر عن موقفه الشخصي من دون أن يمثل الاسرة اي موقف او كيان سياسي سابقا و لا لاحقا .
رغم أن تيار الحكيم الشاب« الحكمة» حكيمياً بكل شيء وأوضح دليل على ذلك أن صور ثلاثة أجيال من آل الحكيم كانت تملأ قاعة الاحتفال عند إعلانه، ولا اعرف لما فورة الغضب هذه.
فبين تصريح المرجع بشير النجفي والمرجع السيد محمد سعيد الحكيم بون شاسع من الاحداث والطموحات والتطلعات
وان بقايا الشعب العراقي الذين يرقصون من الحر اللهيب في شوارع العاصمة بغداد و غيرها من مدن بقايا العراق املا في التغيير، سوف يصابون دون ادنى شك بخيبة امل اكبر بكثير من الخيبات التي منيوا بها طيلة الفترة المنصرمة من حكم الاسلام السياسي لان الاسلام السياسي في العراق بكافة اطيافه و تلاوينه فشل فشلا ذريعا ولا سبيل لنهوضه.
-------------------------------------------------

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة