Skip to main content

الدبابات تُحاصر البيت الأبيض

عربية ودولية السبت 12 آب 2017 الساعة 13:07 مساءً (عدد المشاهدات 1212)

يحدث هذا للمرة الأولى: الدبابات تحاصر البيت الأبيض!!
لا، ليس انقلاباً عسكرياً بل انه الانقلاب الدستوري. الكونغرس يطبق على دونالد ترامب. بمنتهى الفظاظة ظهر في رسم كاريكاتوري على شكل غانية. لم يبق من ورقة التوت سوى ما يشبه ورقة التوت.
البديل عن العزل الحصار. التشريعات التي صدرت عشية عطلة الصيف لا ترمي فقط الى نزع اظافر الرئيس بل والى نزع اصابعه. جمهوريون في تلة الكابيتول باتوا على قناعة بأن الدب القطبي حمله بأسنانه الى البيت الأبيض...
العالم اعتاد ان الأميركيين هم من يزرعون الدمى (حدّث ولا حرج في المنطقة العربية). هكذا دخل بوريس يلتسين الى الكرملين ومعه ابنته تتيانا كما لو انها سالومي تؤدي رقصة المناديل السبعة. على الصينية ليس رأس  فلاديمير ايليتش لينين بل رأس... بطرس الأكبر.
وهكذا أقصي يفغيني بريماكوف ليؤتى بفلاديمير بوتين. حتى الآن لم يكشف عن الخطيئة التي ارتكبتها وكالة الاستخبارات المركزية حين نظرت الى الرجل على انه مجرد روبوت ويدار من قبل السفير الأميركي في موسكو.
كان ثمة قيصر وراء ذلك الوجه الرخامي. تقرير الـ «سي.آي. اي» وصفه بالفارغ الذي قد «يبيعنا سيبيريا مثلما باعنا الكسندر الثاني آلاسكا».
الآن، الكل في واشنطن يتهمون القيصر بأنه صاحب السيناريوالذي اتى برجل من لاس فيغاس، لا من النورماندي وهارفارد ولا حتى من هوليوود، كما هي حال رونالد ريغان، الى جادة بنسلفانيا#0236
قد يكون السؤال منطقياً: هل خدع دونالد ترامب فلاديمير بوتين ام ان المنطقة المكيافيلية في شخصيته، وهو رجل الأعمال الذي يحترف صناعة الصفقات، جعلته يقفز فوق كل الخطوط الحمر؟
ما يحدث الآن يثبت ان المرشح الجمهوري كان تحت المراقبة المجهرية. كثيرون داخل الاستبلشمانت لا يحبون هيلاري كلينتون «لأنها رجل اكثر من اللزوم». هذا ما كان يردده زبغنيو بريجنسكي وهو يحاول ان يضحك كما لو كان ابو الهول الذي يضحك...
في احيان كثيرة، يفضل الجنرالات في البنتاغون، او نجوم المال في وول ستريت، ان يكون هناك رجل يشبه تمثال الشمع في البيت الأبيض. المشكلة ان دونالد ترامب الذي يفتقد كلياً الحس الاستراتيجي، ناهيك باللوثة السياسية، يبدو وكأنه الوجه الآخر لليدي غاغا..
الامبراطور يرقص الهيب هوب بملابسه الداخلية. لاحظتم كيف كان يحشد افراد العائلة، وحتى الخدم، وهو يوقع المراسيم ثم يعرضها، نرجسياً، امام الكاميرا  كما لو اننا في حضرة كاليغولا.
الوضع داخل الاستبلشمانت مشوش جداً، كاريكاتوري جداً. المستشار السابق ايريك اولمان تحدث عن «الليلة الشكسبيرية الطويلة في البيت الأبيض». من مع من، من ضد من؟
ثم يسأل «كيف الخروج من هذه الضوضاء القاتلة؟» .صراعات، وانشقاقات، وملاحقات، وتحقيقات.لا احد يعرف، بمن فيهم الرئيس، ما اذا كان رأسه سيبقى على كتفيه...
المعلقون يستخدمون كلمات من قبيل «الفوضى الجهنمية» و«الكرسي الكهربائي»، و«الزلزال الذي يطرق الباب». يتساءلون ما اذا كان دونالد ترامب الذي يتقهقر، دراماتيكياً، امام كيم جونغ اون سيدعوه لزيارة واشنطن، ويتبادل واياه القبل لا القنابل (النووية).
في الكونغرس يقولون «لن تكون هناك يالطا ثانية». في رأيهم ان روسيا منهوكة اقتصادياً، متخلفة في تكنولوجيا السوق، وقد يصيبها ما اصاب الاتحاد السوفياتي.
 هل قرأ هؤلاء ديستويفسكي وتولستوي وتشيخوف ليدركوا مدى ارتباط الروسي بالأرض وبالتاريخ؟
بلبلة في واشنطن. الأمبراطور داخل القمقم. اصحاب العصي الغليظة يلاحقونه قي غرف التحقيق. الفوضى الاستراتيجية في كل مكان. في لحظة ما قد ترمى جثته من النافذة!!

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة