Skip to main content

عبد المجيد الخوئي وليلة الهرير في النجف!!

مقالات الثلاثاء 01 آب 2017 الساعة 20:59 مساءً (عدد المشاهدات 17133)

بقلم: سنان علي....
تراث تنافس ابناء المراجع...ج1
السيد عبد المجيد الخوئي أصغر أنجال المرجع الراحل السيد أبو القاسم الخوئي الذي كان حينها ابرز مراجع التقليد لدى الشيعة قاطبة وذلك لسمو منزلته الدينية الكبيرة وميراث العلمي الغزير.
وبذلك يكون السيد عبد المجيد قد ورث شهرة والده التي امتدت لأكثر من ستين عام وكذلك ورث قانونيا لاشرعيا الأموال التي تركها والده.المتمثلة بمؤسسته الضخمة ولكن الشهرة والأموال وحدها لا تكفي لكي ينقاد الشيعة له.ويكونوا طوع امره ورهن اشارته. فكونه نجلاً للإمام لا يعني أنه إمام.. وأن المال إذا ما كان مصدر قوة في لندن فإنه مصدر ضعف في النجف.. وأن أهل مكة أدرى بشعابها،
اقام في بريطانية منذ عام 1991 حيث اسس المجلس الشيعي الاعلى واشتهر عنه دعوته الى التقارب بين الطوائف الدينية والاجتماعية العراقية وكان طوال فترة نشاطه منذ أوائل التسعينيات حريصاً على صداقة بقية أطراف المعارضة والأكثر ميلاً منهم الى الغرب والسياسة الغربية كما كان الامين العام لموسسة الخوئي الخيرية من عام 1989 ومقرها لندن ولها فروع في نيويورك ومونتريال.
لقد نسج الراحل ( عبد المجيد) علاقات دولية كبيرة وعلى مستوى الرؤساء والملوك ورؤساء الحكومات سواء في الدول العربية أو الإسلامية وحتى الأوربية ، ومن هذا الجو أطل على أهل الحكم في لندن، فقد كان يزوره في بيته رئيس الوزراء البريطاني ( توني بلير) شخصيا وأحيانا مصحوبا مع عائلته، وانتهى الأمر به الى حد مشاركة بلير في أحد اجتماعات المؤسسة وإلقائه كلمة في الاجتماع تحدث فيها عن العراق ومستقبله..
و كذلك ملك الأردن السابق الحسين بن طلال الى شقيقه الأمير حسن، وأنجاله خاصة الأمير حمزة. وقد استقبل الملك حسين والأمير حسن أكثر من مرة في “مؤسسة الخوئي” ومنزله في لندن. وكان يسمونه الأمراء في الأردن ( أبن عمنا مجيد)،حتى كان الملك حسين اول المعزين في اغتياله حسب ماذكرته جريدة الدستور الاردنية الصادرة يوم الجمعة 11 نيسان / أبريل 2003.
وكذلك كان من أصدقاء السلطان قابوس المقربين.
وقد تولى رعاية المؤسسة تحت ولاية السيد السيستاني بناء على وصية والده المرجع الخوئي،بعد وفاة أخيه السيد محمد تقي.
كان أول معارض يدخل العراق مع قوات الغزو الأنغلوأميركية بعد اجتياحهم البلاد عام 2003 والذي دخلها عن طريق البحرين لأن القوات ألأمريكيه لم تسمح له بالحضور معها.رغم ان الاخ غير الشقيق له السيد عباس الخوئي ذكر لجريدة السفير اللبنانية في 16/4من نفس العام ان شقيقه دخل النجف الأشرف بطائرة هليكوبتر بريطانية، وعلى دبابةٍ أميركية،
دخل العراق وألسن اللهب لازالت مستعرة،والنيران مشتعلة.والخراب في كل مكان.
ووصل النجف وكل شيء في المدينة بلون التراب،عاصفة حمراء تلون المشهد العام، وجوه الناس بلون التراب، الوان البيوت وكل الابنية تكتسب تدرجات لونية ترابية، باستثناء قبة ضريح الامام علي تشع ذهبا،ويبرز بريقها من فوق هضبة المدينة التي يزيد عمرها عن الف واربعمائة عام.(6)
دخل النجف من بوابة التحالف من دون أن يكون شريكاً حقيقياً لهذا التحالف بحيث يؤمن له وضعاً أمنياً يحميه.. كان شعوره بالأمان زائداً عن الحد كشعوره بزعامته السياسية المبنية على الرغبة والوراثة. (1)
وأن عشرين سنة من عمره في النجف لا تكفي لأن يفهم الحساسية العراقية ومعنى الوطنية الشيعية أو بناء علاقات عميقة بالمجتمع العراقي الشيعي العربي الحضري والبدوي والعشائري والحداثي الإسلامي والليبرالي واليساري المعقد(1)
إذن فهناك تعقيدات كافية لأن تحد من حظ السيد عبد المجيد الخوئي في ان يكون له دور مقبول شعبيا وواسع في الوسط الشيعي انطلاقا من النجف،
رغم انه لم يعرف عنه الاهتمام بالشأن السياسي أصلاً، وهو على شاكلة كل أتباع المدرسة الخوئية والتي أسسها والده الراحل، لا يتعاطون الهمّ السياسيّ الا نادراً وبفوقية لا تسمح لهم بالانغماس بهذا الهمّ والنزول الى الشارع،كما وصفهم الاستاذ أحمد عبد الحسين(2). وأظهر ميلاً الى الاستقلال عن المرجعية والتفرد والحراك السياسي المختلف عن الأسلوب النجفي والمرجعي عموماً..كما وصفه السيد هاني فحص(1).
رغم ان له دورا في المعارضة العراقية ( دور سياسي) كونه اُنتخب ضمن لجنة التنسيق والمتابعة ( لجنة 65) والتي انبثقت عن مؤتمر لندن الذي عُقد في أواخر عام 2002، والتي هي نواة لحكومة عراقية كما أشيع آنذاك،(5)
مع كل هذا الارث المثقل بكل الهموم حل عبد المجيد الخوئي ضيفا على مدينة النجف وكأنه كان ضيفاَ غير مرغوباَ به. هذه المدينة التي دخلها الآن معارضا وطامحا الى دور في المستقبل ويحمل في طياته مشروع سياسي وديني لم نعرف ماهيته.سوى تدويل المدينة المقدسة , وجعلها مستقله على غرار الفاتيكان , وكان يدعمه البريطانيون , والملك الاردني في ذلك المشروع ولا نعرف سبب ذلك الدعم.
القى رحاله بالقرب من ضريح الامام علي وعن بعد بضع امتار منه تقطن الزعامة الشيعية والتي وجدت منذ نحو الف عام، والتي ارتبط حضورها بتاريخ العراق الحديث وبالتحديد منذ الحرب العالمية الاولى ارتباطا وثيقا حتى انه لا يمكن أي باحث في هذا التاريخ الا ان يجعلها قطب الرحى في كل ما عاشه العراق من احداث وتطورات. والحديث عن دور النجف التاريخي وارتباط الشيعة الروحي والسياسي بها يحتاج بطبيعة الحال الى ان يفرد له فصل خاص،وعن دورها عام 1896 الغاء امتياز التنباك مع الانكليز بعد الفتوى الشهيرة للمرجع الميرزا حسن الشيرازي،والتي خرجت من ربوع النجف وفتوى جهاد ضد الانكليز والتي اسفرت عن ثورة العشرين وها هي المرجعية اليوم في واقع لا يسمح له بالاضطلاع بادوار كبرى تضاهي ادوارها التاريخية هذه.(4)
بهذه اللمحة السريعة يتبلور للقاري الكريم ما الذي ورثه المرحوم عبد المجيد الخوئي من خلفية سياسية وماذا سيخلفه قدومه للعراق.
يذكر الاستاذ محمد الشذر في مقالته: عبد المجيد الخوئي، هل كان مذنبا، ام لا؟‎ما نصه. هل كان يمتلك مشروعا سياسيا اراد ان يكتسب به دور البطولة؟ ام انها سذاجة ما دفعته للتخبط في قراراته، في وقت حرج جدا، والحرب مستعرة؟ ام انه كان يمتلك مشروعا اصلاحيا لاحياء الانسانية والاقتصاد كما كان يدعي ويردد؟
لم يكن مجيئه امراً يستحسنه البعض، لانه لم يأتي على متن طائرة رجال اعمال، او لعله لم يوافق على دفع الجزية، من اجل البقاء على قيد الحياة، او لانه شخصية نفعية جاء من اجل مآرب يرموا لتحقيقها. كما ذكر جعفر جون في رسالة متاخرة؟
في الحقيقة ان هذه المهمة التي تصدى لها الخوئيّ كانت سبقتها محاولة فرض اسمه في اجتماع لندن للمعارضة العراقية، الأمر الذي جوبه برفض شديد من قبل السيد الحكيم زعيم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية والذي كان الفصيل الأقوى قبل العمليات العسكرية حين كان مرضياً عنه أميركياً.(3)
ثم تلت محاولته تلك سفره الى ايران لمقابلة المسؤولين هناك وتكرار المحاولة مع السيد الحكيم، ويبدو ان الفشل في اقناعه بدور مستقبلي كان حليفه هذه المرة أيضاً فلم يكن أمام الخوئيّ الا المبادرة بوضع الجميع أمام أمر واقع، وهو ايجاد موطأ قدم له على الأرض العراقية التي أصبحت رخوة بفضل الزلزال الأميركي، فانتهز الفرصة ليحط رحاله في النجف الأشرف وهي المدينة التي قدّر أن ينطلق منها في نشاطه الساعي الى طرح اسمه كشخصية لها دور كبير في صياغة ورسم مستقبل العراق
لكن حال تلك المدينة المقدسة لم يكن حالها كما تركها بعد انتفاضتها عام 91 فقد وضعت النجف في حالة أمنية شاملة من قبل النظام الحاكم حينها،
فقد اعدم عدد غير قليل من العلماء وسجن كثيرا من الطلاب واحجر على المجتهدين ومطاردت وكلائهم وتعذيبهم وتصفيتهم في السجون ، وإقصاء آخرين عن العراق وهروب عدد كبير في اتجاهات عديدة، وتمت مصادرة كلية الفقه، وتسليط اجهزة الامن على حركة ومنازل المراجع، فاغتال عدداً من المراجع (الغروي، البروجردي والسيد محمد الصدر) واغتال شقيقه (محمد تقي).. وخمدت النجف فعلا. حتى قبور الموتى لم تسلم منهم واصبحت مدينة العلم شبه مهجورة وخاوية من زائريها.وانطفأة جذوتها.وصمت خطبائها.
فور وصوله ابلغ وكالات الاعلام من هناك , ان السيستاني افتى بعدم اعاقة وصول قوات الاحتلال الى العراق , ومازال التسجيل الذي يتضمن اتصاله الهاتفي بهذا الشأن موجوداً ومتداولاً .
عند دخوله النجف اتصل بالمراجع , وقام بتشكيل قوة اسماها (( الوحدة الوطنية )) واوكل قيادتها الى العقيد عبد المنعم عامر عبود , الضابط السابق .
وفي حوار عن طريق الهاتف , مع صحيفة الزمان الصادرة في لندن , قال انه انشأ منظمة اغاثية في النجف , حال دخوله اليها , وان جهوده تتركز على اعادة الماء والكهرباء الى المدينة .
يقول جواد الخوئي , ابن شقيق عبد المجيد ان عمه " اقنع الامريكان بعدم الدخول الى كربلاء والنجف والكاظمية زسامراء " .
ومما لا ريب فيه ان ثمة من كان يفضل ان يرجئ مثل هذا الحديث، فيعفي نفسه من مشقة التكهن والتأويل بالقول ان الامر لمن بيدهم الامن بلا منازع في الوقت الحاضر ،
الاسئلة كثيرة وموجعة.لكن طرحها مشروعاَ.
هناك من يعتقد بنظرية المؤامرة، وسنطرحها لاحقاَ
انا هنا لا اتهم احدا بقدر ما اطرح أسئلة لا تزال عالقة في الذاكرة لن ينسيها كثرة الموت ولن تزيلها كثرة الدم ولن يطقي جذوتها نيران الارهاب.
في الجزء الثاني...عبد المجيد الخوئي النار المستعرة تحت الرماد؟

--------المصادر------------------------------------------------
1- السيد هاني فحص: عبد المجيد الخوئي: سيرة حياة .. وسيرة موت!
= = = : النجف تحت خيمة المرجعية. جريدة السفير (لبنان)
2- الاستاذ احمد عبد الحسين: لماذا أغتيل السيد عبد المجيد الخوئي؟
3- من قتل الخوئي ؟ نقلا عن مؤسسه الخوئ الاسلاميه.
4 - رحلة مع المعارضة العراقية-ابراهيم بيرم.جريدة النهار (لبنان)
5 - يوميات عائد من بغداد- القصة الحقيقية لمقتل سماحة عبد المجيد الخوئي في النجف. سمير عبيد.
6 - من بريطانيا الى العراق وتفاصيل جريمة قتل السيد عبدالمجيد الخوئي الشرق الأوسط - شاهد عيان-
معد فياض
7 - مقتل الخوئي.. خلافات في مرجعية الشيعة أم تصفية سياسية؟ - صالح السيد باقر قناة الجزيرة.
8 - صحيفة السفير اللبنانية- الخوئي بلسان أخيه. بياناً صدر عن الأخ غير الشقيق لعبد المجيد الخوئي السيد
عباس الخوئي والذي كتبه توضيحا لما كتبه السيد هاني فحص.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة