Skip to main content

عبر تلعفر: تمكنت اسرائيل من رسم معبرها التجاري وقطعت المياه عن المدن الشيعية

المشهد السياسي الاثنين 17 تموز 2017 الساعة 16:05 مساءً (عدد المشاهدات 11715)

بغداد  /  المنار برس

علي بشارة

كشفت تقارير مسربة عن تمكن اسرائيل من فرض وجودها على ممر هام شمال العراق يمتد عبر طريق تاريخي من الموصل حتى الحدود السورية مرورا بقضاء تلعفر الواقع على بعد 80 كيلو مترا عن الحدود التركية, و100 كيلومترا عن الحدود السورية.

التقارير أكدت تورط الجيش الامريكي بعد احتلال العراق عام 2003, بممارسة ضغوطات على العائلات الفقيرة في شمال العراق عن طريق اقناعهم بضرورة بيع أراضيهم لغرض استثمارها في مشاريع صناعية او زراعية تعود بالفائدة على البلاد الا انهم أدركوا لاحقا بأن ملكية أراضيهم تؤول الى يهود اسرائيليين, ولاحظوا اقبال هذه العوائل التي بلغت في باديء الأمر 150 عائلة يهودية, وانتشرت حينها أخبارا تفيد بأن الخطة تسعى لتوطين 150 ألف يهودي في القضاء.

الضابط السابق في وكالة المخابرات الأمريكية (وين ماديسون) والذي تحول لاحقا للعمل الاعلامي, أذاع الى العالم معلومات مؤكدة عن خطة لنقل اليهود الأكراد من فلسطين الى مدينة الموصل ومناطق شمال محافظة نينوى تحت ستار زيارة البعثات الدينية والمزارات اليهودية القديمة موضحا الاهتمام الخاص الذي يوليه الاسرائيليون لمراقد الانبياء نحوم ويونس ودانييل وكذلك حسقيل وعزرا وغيرهم من الانبياء المتواجدة مراقدهم في تلك المناطق ومشددا على ان اسرائيل تعتبرها من الممتلكات اليهودية حالها كحال القدس والضفة الغربية .

التقارير نوهت الى اهمية سيطرة اسرائيل على تلك المناطق من العراق وهو ما أثبتته الايام وبعد عشر سنوات من سيطرتها على تلك المناطق, حيث تم الاعلان عن افتتاح معبر "اوفاكوي" بين العراق وتركيا وهو مايعني ان أقصر طريق تجاري بين بغداد وأنقرة بات يمر بنحو 50 كيلومترا عبر الأراضي التي يسيطر عليها اليهود أي أن أحد شرايين العراق التجارية بات تحت رحمة اسرائيل وإن كان ذلك غير معلن.

وبعيدا عن التجارة فقد تبين لاحقا بأن الاراضي التي اشترتها اسرائيل بوساطة تجار يهود تشكل حدود الخارطة التي يطالب بها الاكراد لإعلان دولتهم وفق الطموح الكردي, وتتجاوزها لتصل الى مسافة 50 كيلومترا جنوب محافظة دهوك التي يعتبرها الاكراد حدودا لدولتهم, وبهذا فانها ستساعد على شمول قضاء تلعفر ضمن الدولة الكردية المنشودة.

وبررت تلك التقارير المساعي اليهودية بإيصال حدود الدولة الكردية بخطة ترسمها الصهيونية العالمية لخلق صراع اقليمي وجعل المنطقة بأسرها منطقة نزاعات مسلحة فتتداعى القوى الاقليمية في هذه المنطقة من العراق وتنشغل المنطقة كلها فتندلع الفوضى والاشتباكات التي لا مطفيء لها بين الاكراد من جهة وكلا من ايران وسوريا من جهة اخرى, وهو مايعطي المبرر للمجتمع الدولي بمهاجمة الدولتين بحجة تدخلهما في خلق الازمات.

وسلطت الضوء أيضا على الثروة المائية التي تعبر هذه الاراضي والتي تغذي المناطق الوسطى والجنوبية من العراق ذات الغالبية الشيعية, فكما نعلم ان نهر دجلة يمر من المناطق الشمالية في نينوى أي بالضبط عبر الأراضي التي باتت تحت السيطرة الاسرائيلية فيجعل شيعة العراق من البصرة حتى كربلاء محاصرين ستراتيجيا خصوصا وهم يعانون أصلا من نقص في المياه.

وواصلت التقارير كشفها للمساعي الاسرائيلية من خلال سيطرتها على تلك المناطق مؤكدة ان أعضم أهدافها يكمن في سيطرتها على خط انابيب نقل النفط (كركوك-بانياس) الممتد بين العراق وسوريا وصولا لميناء بانياس والذي انشيء في العقد السادس من القرن الماضي وكان ينقل النفط العراقي الى دول المتوسط الا انه اوقف عن العمل عام 1982 بقرار من الحكومة السورية ابان الحرب العراقية الايرانية.

يذكر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق (اسحاق شامير) حاول انتهاز فرصة توقف العمل بخط أنابيب (كركوك-بانياس) واقترح على الرئيس العراقي السابق (صدام حسين) اعادة تصدير النفط العراقي بين كركوك وحيفا وهو الامرا لذي رفضه صدام مطلقا.  

حمل تطبيق skypressiq على جوالك