Skip to main content

تحالف مصاب بالشلل.. الجبوري هو الرأس

مقالات القراء الاثنين 17 تموز 2017 الساعة 10:03 صباحاً (عدد المشاهدات 2681)

متابعة/سكاي برس

تحالف وقف “التكسير السني لبعضه” هي التسمية التي اطلقها الكاتب المتميز “عمر الشاهر” على مؤتمر إعلان التحالف الجديد الذي عرف بـ “تحالف القوى الوطنية العراقية”، وان لم يصدق هذا الوصف او هذا الاسم على كل من انضم تحت جناحه من احزاب او اشخاص حيث ثبت على بعضهم مشاركة فعليه بالإرهاب دعما او تمويلا او مساندة او عرف عنه التخابر مع الخارج على حساب العراق او الطائفية المتطرفة، لايهم فقد تصرمت الأيام وتغيرت الظروف، و العراق اليوم على أعتاب مرحلة مختلفة جدريا عن الماضي.

دلالات ان يكون الجبوري هو الرأس

لاشك ان هذه القوى السياسية والشخصيات والتي عرف عن أغلبها التمرد لم تكن لتركن لقيادة رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري ولهذا التحالف الجديد لو لم تكن هناك رسالة سياسية ما، او ضغوط ما معينة سياسية أو مالية أو أمنية او مصلحية ، لكن ما يفهم بالدرجة الاساس من تصدي الجبوري هو رسالة سياسية للخارج والداخل على إيمان هذا التحالف بالدولة العراقية ومن شروط هذا الإيمان ان يكون الجبوري ممثل السنة الأول ورئيس سلطة الدولة التشريعية هو الممثل لهذا التحالف، ولاسيما وان الجبوري قد استطاع بشكل او بأخر ان يبقي قديمه داخل حقل توازن طائفي مقبول من كل الاطراف ولم يندفع باتجاهات يمكن ان تحسب بالضد من إرادة الدولة والمصلحة العامة بالرغم من التقاطعات السياسية التي كانت تجبره احيانا على تغيير تموضعه السياسي مع الاطراف الشيعية الكبيرة.

واذا ماكانت هناك دول اقليمية او خارجية تقف في خلف اقناع هذا المزيج المتقاطع ان يقف خلف الجبوري فالرسالة الأكيده من ذلك هي ان التجمع ومن يدعمه يريد ان يؤكد على ان القادم من العمل السياسي لابد ان يتم من خلال الدولة ووفقا لقوانينها وهذه إشارة غاية في الايجابية.

ومأرب خارجية “توحدوا للتفاهم”

النائب عبد القاهر السامرائي قال ان التحالف حمل رسالتين الاولى للداخل بأننا داعمون للدولة، والاخرى للمحيطين الاقليمي والعالمي بان ابناء هذه المحافظات اجتمعوا اليوم ليوحدوا كلمتهم ويضعون برنامجا موحدا ويتفقون مع الدولة للبناء بشكل اساسي وتصحيح مسار العملية الديمقراطية للمضي الى مستقبل افضل لافتاً الى أن “التحالف الوطني لديه وثيقة تسوية ويقول دائما مع من اتفاوض حولها اما اليوم بعد نهوض هذا المشروع الذي يمثل بشكل كبير ابناء المحافظات المحررة فهو سيعطي خارطة طريق جديدة للتسوية بشكل سريع.

ولم يخف السامرائي بصراحة مقبولة سر التجمع قائلا: أن “القوى العربية والاقليمية تقول انها تريد ان تدعم العراق بشكل واضح من خلال عملية سياسية معتبرة والتي لاتهمش احد، بالتالي فنحن نقول مع شركاءنا في البلد باننا متفقون بشكل وأضح”.

لكن هذا الاتفاق والذي ولدت له ارضيه مدعومة خارجيا لم يمنع من ان ينقسم الواقع السني الى جبهتين الاولى عرفت نفسها بـ 13 تموز أو مؤتمر بغداد الوطني ، والثانية عرفت نفسها بـ 14 تموز او تحالف القوى الوطنية العراقية ، وان كلا الجبهتين ستجد من يدعمها ويتفاعل معها داخليا وخارجيا، بالرغم من كون جبهة الجبوري هي الاقوى لكونها تضم اساطين السياسية والمناصب ورجال المال والملايين ومالكي المؤسسات الإعلامية والفضائيات، فيما لا تملك جبهة 13 تموز غير مجموعة نواب او شيوخ وان كثر عددهم الا ان التعاطف الجماهيري معهم اكثر على المستوى الشيعي، والأهم ان جبهتهم قابلة للصمود اكثر وأطول ان احسنوا اختيار قيادة سياسية لها باعتبار ان التقاطعات بينهم أقل.

الجبوري كلمة مسؤولة

القى الجبوري كلمة سياسية مسؤولة وذات أبعاد وطنية لعلها كانت تمثل شخصيتة وطموحاته وتفكيره اكثر مما كانت تمثل الخليط غير المتجانس الذي يقف ورائه، والدليل هو ان نائب صغير كأحمد المساري، وقف بعده متحدثا ناسفا الكثير من المبادئ التي ركز عليها الجبوري.

ولعل رسائل كلمة الجبوري مختصره فيما قاله: ” ان هذا الجهد لا يعني بأي حال التعبئة السياسية ولا يقصد التكتل على أساس النوع او الجهة او الطائفة بل هو ترتيب الصف وتوحيد الرؤية و التضامن بين ابناء البلد الواحد لإيجاد حلول منطقية وواقعية لجغرافيا تعرضت لأعنف عملية إبادة وتدمير واستباحة في الدماء والأعراض والتاريخ والبنى التحتية ، وحين نلتقي ضمن هذا الإطار فإننا نلتقي بعنوان العراق تحت خيمته وفِي عاصمته وتحت ضمانات دستوره وحماية مؤسسة الدولة وضمن واجب رعايتها ودعمها ، ما دام الامر في سياق خدمة الوطن وفِي مسار الإصلاح ، وعلى الطريق السوي القانوني الواضح كوضوح الشمس في رابعة النهار، ان هذه المبادرة ستكون خطوة جادة لها ما بعدها مِن الفعل الوطني الحقيقي ومزيدا من التنسيق السياسي البيني العراقي الداخلي وسيعمل بقوة لترميم الجدار الوطني وتضميد الجرح التاريخي الذي تركته داعش في جسد العراق والوقوف من جديد لإعادة العراق الى الركب ، سيعمل تحالف القوى الوطنية العراقية وبالتعاون مع الحكومة والجهات التنفيذية الوطنية ذات العلاقة ومع المنظمات الدولية والدول الداعمةللعراق”.

تحالف مطبوع عليه تاريخ انتهاء الصلاحية

وضع التحالف الجديد على طاولة التحليل السياسي سيثبت بأنه مصاب بالشلل وبمجموعة أمراض مستعصية غير قابلة للشفاء، وانه جاء في الوقت الحالي وبهذا الخطاب الهادئ والوطني في أوج زخم الانتصار الذي يقول عنه بعض الساسة السنة بأنه انتصار باهر للشيعة، وهذا يتطلب تمشية الامور للأمام ولا سيما وان أمام الجميع مرحلة إعمار ومصالحة مجتمعية او تسوية وهناك ايضا مشروع الاستفتاء على الانفصال في كردستان ورفض دولي قاطع وهناك تطور في علاقات العراق العربية والخليجية وكلها تتطلب تهدئة من نوع خاص، لكن هذه التهدئة منتهية الصلاحية بتاريخ يسبق الانتخابات  البرلمانية القادمة والتي لا تسمح بان يجمتع الجبوري والنجيفي والخنجر والمطلك وغيرهم تحت سقف خيمة واحدة او في تحالف واحد او يلتزمون بطموحات تصب روافدها جميعا في تقوية شخصية وموقع الجبوري، فيما يبقى الآخرون كالظل له يرددون اقواله وعباراته ويقبلون بأن يكون هو بيضة القبان بينهم او يكون ممثلا للدولة في تقسيم المغانم والمغارم عليهم.

الجبوري بين القيادة والإدارة للواقع السني

نعم الايجابية في التحالف الجديد انه فاجئ من يتوقع ان المرحلة ستشهد انقسامات سنية كبيرة جدا، وان هذه الانقسامات قد طوقت لحد الآن ضمن هذا التحالف، لكن الى اي مدى يمكن ان يضبط الجبوري مدير التحالف كل اطرافه وبالخصوص المتمردة منها والتي لايمكن ان تُسلم للجبوري بقيادة الواقع السني العراقي وان وافقت مرحليا بالترهيب او الترغيب  على إدارة الجبوري للواقع السني.

هذا السؤال يحتاج الى وقت قادم للاجابة عليه لكنه وحسب المعطيات السياسية ان هذه الإدارة الجبورية وهذا التحالف لن يصل لنهاية العام الحالي قبل ان تتمترس كل الاطراف خلف دعايتها الانتخابية لتخوض معركة التمثيل بشراسة امام الآخرين.

 

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة