Skip to main content

عمار البغدادي: عندما قدمت استقالتي من حزب الدعوة الاسلامية عشيتها بكيت

مقالات الخميس 20 نيسان 2017 الساعة 12:06 مساءً (عدد المشاهدات 6569)

بغداد/سكاي برس:

بقلم الكاتب الاستاذ / عمار البغدادي:

عام 1986 قدمت استقالتي من حزب الدعوة الاسلامية عشيتها بكيت في منزل ابي ياسين "عزالدين سليم" على عدم العودة ثانية الى الخلية التي تربيت فيها ووجدت نفسي في نصوصها وروحيتها وفضائها الفكري والعقائدي ومنذ ذلك التاريخ وانا افكر بذهنية الداعية دون ان اعود الى التنظيم. هنا اود ان اسجل انني لست في حزب الرئيس العبادي " حزب الدعوة الاسلامية" الذي كان لي شرف الانتساب اليه لكنني جزء من حزبه في ادارة الحكومة والاقتراب من هموم الناس وتقديم نموذج الدولة في الاوساط العربية والدولية كما الاقتراب من ساحة العمل العسكري ومقاتلة الارهاب من موقع القرب من المقاتلين واستنشاق رائحة البارود في الساتر الاول. ان هذا المقال ينهض برسالة مهمة اود تقديمها للناس هي ان الحديث عن العبادي ليس بالضرورة قائما على خلفية حزبية او سياسية معينة قدر ماتفرض الوطنية المحظة وجود الرجل في رئاسة الحكومة بجهده وليس بالقرار العربي او الاقليمي او الدولي وهنا اقول ايضا للذين يعتقدون ان رئاسة الوزراء تتقرر في طهران او الرياض او اسطنبول او واشنطن ان الرئاسة العراقية هذه المرة تتقرر في جبهات القتال بارادة الجيش والحشد وحكمة رجل استطاع ايقاف الهزيمة والاقتراب من النصر المؤزر النهائي بارادة مقاتليه واخوانه في الحشد الشعبي. في اللحظة التي رايت فيها الرئيس العبادي في احدى قواطع عمليات "قادمون يانينوى" وهو يلتقي قادة وضباطا كبارا ومقاتلين تذكرت لحظة الهزيمة المرة التي شهدها هذا المكان عام 2014 وكيف سقطت الرتب العسكرية في الطين او الرتب التي تركها ضباط اخرون تتمرغ في التراب وهربوا الى الجهة الاخرى حيث كان " الاخوة الاعداء" كورد العراق بانتظارهم فاكملوا الفصل الاخير من الهزيمة العسكرية الكبيرة التي جرت في تلك السنة بسرقة ماتبقى من دبابات مهزومة وسيارات عسكرية واسلحة واعتبروها غنائم حرب طرفها الاول تنظيم داعش والطرف الاخر اكراد العراق!. رؤية العبادي في جبهة القتال وهو يجول قواطع الانتصار والمناطق المحررة وسط اهازيج النسوة وهتافات الرجال الخارجين للتو من اغلال التنظيم الارهابي وسجونه ومقابره الجماعية تذكرني بكل اللحظات التي اعقبت انهيار الجيش في الموصل ومابعدها..كأن الرجل اراد ان يستعيد كرامة الجندي وكرامة الضابط والشعب الذي احس بالهزيمة وهو المتسربل بالنار والهزائم والموت والخيانات الكبرى واسترداد لكرامة الحشود التي هزمتها القلة من داعش. لم يدخل المناطق التي كانت محتلة من قبل داعش بروح المنتقم القادم من كهوف التطرف والثار والسيف وغسل العار السياسي والعسكري الذي منيت به الدولة العراقية قبل عامين من الان بل دخلها اخا الى جانب اخوته ورئيس وزراء من واجبه تحرير ارضه واعادة النازحين اليها واستعادة الناس حريتها بعد سنوات من القهر والجبروت والطاغوت ..بل اعتى طاغوت شهدته المنطقة العربية والعراق. لم يقل حتى "ماذا تقولون اني فاعل بكم" لان النبي "ص" قالها بعد ان اثخنت قريش الجراح بالرسالة والرسول وامتد الصراع اجيالا تحمل اجالها على اكتاف الحرب التي لاتنتهي ولان المرحلة التي دخل من خلالها النبي اعتبرت بداية الفتح الاسلامي الاول بينما العبادي دخل الايسر في الموصل واحتضن اشواق شعبه ورفع العلم العراقي فوق الايسر وهو المؤمن بقدرة الشعب على الانتصار والابناء على الثار لترابهم الوطني والاقتصاص من داعش وكيف لايقتص منهم في ايمن الموصل وايسره وهو ابو يسر؟!. ان ماحدث في الموصل كان فتحا عراقيا واسلاميا ووطنيا عزيزا كان العراقيون على مساطب انتظاره منذ سنتين بل ربما كانوا بانتظاره منذ سنوات وهم يعانون الارهاب والقتل والمقابر الجماعية والمفخخات والخطف وجرائم الفساد وكل الموبقات في التاريخ ومايجري من انتصارات هو المعادل الموضوعي لكل الخسارات السياسية والاجتماعية والبشرية التي مرت في تاريخ الشعب العراقي وربما كان ظهور العبادي في تلك المرحلة الهشة من تاريخ الدولة العراقية وانكساراتها المتتالية رحمة من الله وانسجاما مع السنن والاداب والسلوكيات الفكرية والوعد الرباني الذي يقف الى جانب اهل الحق ورجل الحق حين يثور الشعب على واقعه وينتفض ضد الهزيمة ويتحرك بفتوى الامام الى الامام لمواجهة اله التطرف والشرك وعبادة الاصنام!. ان الله تعالى يوفر رجلا صالحا يرمم المسيرة ويبني مجتمع المقاومة ويقيم العدالة حين تصل الارواح الحلقوم والقنوط الى الانفاس ونهايات القلب شريطة ان تتوفر عناصر النصر المادية كما يقول المفكر الشهيد محمد باقر الصدر وهو يتحدث عن الشروط المادية للنصر الرباني. ان الرئيس حيدر العبادي القادم من خلية العمل الاسلامي التي اقام فيها سنوات طويلة من بوابات المعرفة والفكر والثقافة والاخلاص لله والوطن والمشروع الاسلامي المعاصر وماقدمه خلال ثلاث سنوات في موقع المسؤولية الاولى وماعرف عنه من حنكة وحكمة في ادارة الدولة وفي التعايش مع الفئات المشاركة في الحكومة حيث لم تحصل ازمة في جسم الحكومة خلاف المحن التي عانتها الحكومات العراقية السابقة هو الرئيس الذي كتب الله تعالى على يديه النصر بشروطه المادية حين وفر هو بذاته شروط النصر المادية لمقاتليه ابتداءا من السلاح وانتهاءا بالمعايشة القريبة للمعارك وهو بين جنوده في الجيش واخوانه في الحشد الشعبي. هنالك تسريبات يبثها اعداء الرئيس حول امكانية اعادة انتخابه رئيسا لمجلس الوزراء ان الرجل ليس الرجل القوي القادر على توحيد العراقيين كما وحد بسمارك المانيا وحقق الوحدة القومية فلا تعولوا كثيرا على الرجل وان الانتخابات النيابية القادمة ستاتي برجل اخر والعبادي لن يطال رؤساء كتل وكتلا كبيرة في البرلمان فضلا عن ان الحراك السياسي القادم سينتج خارطة سياسية جديدة ليس فيها شيء للرئيس العبادي!. اقول ببساطة شديدة ان الرئيس العبادي مثل لبنان قوته في شخصيته المرنة وقدرته على احتمال المكاره والصبر على التحديات والقدرة على الاستيطان في موقع المسؤولية القيادية التي يفهمها على خلفية استمرار الحكومة بوحدتها الحالية من دون انسحابات وادارة الوزارات من موقع ادنى واستمرار شرعية الحكومة من خلال دعم وتاييد المكون السني وبقية الفئات السياسية المشاركة في بناء حكومة الوحدة الوطنية التي يراسها واستمرار نسق الانتصارات العسكرية التي يحققها الجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائري وجهاز مكافحة الارهاب في جبهات القتال..كل هذا الاستمرار يعود فضله الى العبادي نفسه وليس لحزب او فئة سياسية او ائتلاف نيابي بل بالعكس هنالك الكثير من الحسد واللؤم والكيد يضمره كثيرون للعبادي لكيلا ينجح لان نجاحه يعني استمرار شرعيته رئيسا للوزراء و"الجماعة" لايريدون انتصارا لشرعية تقوم على انقاض فسادهم ومشروعا للانتصار العسكري يقوم على هزيمتهم وادارة للدولة تتاسس على سوء ادارتهم!. ان حيدر البعادي مقاتل في موقع الرئيس وقد حقق بجهده وهدوئه ورصانة خطابه واسلوبه نصف المسافة التي توصل المقاتل الى رئاسة الحكومة للمرة الثانية.. وانا واثق ان الرئيس العبادي سيكون رئيس حكومة البناء والاعمار والاستقرار للسنوات الاربع الماضية.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة