Skip to main content

حكاية مدينة تائهة بين السياسة والعسكر

مقالات الخميس 22 أيلول 2016 الساعة 16:04 مساءً (عدد المشاهدات 626)

بقلم/ احمد عبد الصاحب...

صخب كبير وتصريحات اعلامية متواترة ومواقف مرتبكة واخرى منحازة ,تلف الموقف الوطني في مسألة تحرير الموصل , وازداد الصراع بين القوى السياسية العراقية بحيث بات كل يغني على ليلاه وكأن الارض العراقية ليست ليلى الجميع او ان الموصل شأن يخص الاكوادور ويؤثر على استقرار الدنمارك .

قضية تحرير الموصل لايدخل المزاج في ثناياها ,ولاتخضع للاصطفافات السياسية, ولاتلتفت اطلاقا الى الاجندات الخارجية, وترفض النقاشات , وتلغي تماما المحاصصة , وتذوب فيها الطائفية, وتتكسر عندها اغلال الشروط ومشاريع التقسيم ,وتتمرد على كل الضغوطات لانها ارض عرافية مغتصبة من تنظيم ارهابي متوحش زرع خنجره في خاصرة الوطن لنبقى بلا سيادة اوبسيادة مثلومة .

من المعيب جدا ان تتحول عملية تحرير الموصل من قضية عسكرية الى سياسية , وهذا مانستشفه من مماحكات وتصادمات واجتماعات ولقاءات, لكن الحقيقة التي يجب التسليم بها بوعي او بلا وعي هي ان نحرر ارض الموصل من رجس داعش الارهابي ونبدأ حوارنا بالتزامن مع استراحة المقاتل, لاننا نكون قد انهينا والى الابدالقضية العسكرية التي كانت تؤرقنا وفتحنا ابواب الرأي السياسي والرأي الاخر على مصراعيه في كيفية ادارة هذه البقعة العراقية التي عادت مجروحة الى حضن الوطن .

( مااخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة ) مقولة شهيرة يعرفها الجميع لالبس فيها ولا تفسيرات جاحدة تحرف مفاهيمها , فلا سبيل امامنا سوى القوة لانها تتعلق بمسألة تحرير ارض اقتطعت عنوة وبالقوة من جسد الوطن , وكل شيئ يمكن ان يجري حله بالحوار بين الاطراف السياسية الوطنية المتنازعة ماعدا تحرير ارض محتلة لان الوسيلة الوحيدة لحلها هي القوة مادام الحوار مرفوضا وملغيا مع برابرة يريدون اذلال الوطن وشعبه وتهديم حضارته.

الحقيقة الاخرى التي لابد من فهمها والتي تفرض مواقف سياسية وطنية تضع الوطن في اولويات الاهتمام تتركز على الخروج من عباءة التوافقات تلك الافة الكبيرة التي لم تستطع على مر السنين الفائتة من حل الكثير من المشاكل السياسية الوطنية, بل انها عقدتها ,لأن قضية التحرير لاتخضع الى نظرية التوافقات بقدر ماتحتم الوطنية تحرير الموصل ولانبقي بنادقنا مرصوفة على المشاجب , وان ننزف دما عراقيا موحدا يسيل بلون واحد قربانا لقضيتنا المصيرية ,وعلينا ان لانحقق انتصارات واهية في الغرف المظلمة, بل  نجسدها رايات خفاقة ترفرف فوق ارض الموصل الحدباء, وفي النهاية فان كل الباحثين عن التوافقات هم عراقيون ويهمهم امر التحرير.

فهل ستكون الموصل نعمة للتوحد ام نقمة للتشرذم ؟

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة