Skip to main content

ترامب.. المجرم الأقل دموية

مقالات الثلاثاء 26 كانون ثاني 2021 الساعة 20:18 مساءً (عدد المشاهدات 1191)

سكاي برس /

سليم الحسني

حين نستعرض ما قامت به إدارة ترامب وما قامت به الإدارات السابقة، نجدها الأقل دموية رغم كونه عُرف عالمياً بالرئيس المتهور. وفي مقابل ذلك يبرز عهد أوباما بأنه الأكثر دموية مع أنه ان يوصف بالتعقل.

في عهد باراك أوباما الرجل الهادئ، برزت فوضى الشعوب العربية تحت عنوان الربيع العربي، والتي أخذت شكل الحروب الطويلة في ليبيا واليمن وسوريا.
ففي ليبيا قتال أهلي لا يتوقف وخراب سياسي لا يُعالج.

وفي اليمن كانت الحرب العدوانية بالاداة السعودية، وهي الحرب الأبشع من بين حروب أمريكا على الشعوب، فقد أعطت فيها للسعودية الدعم المطلق لإبادة شعب فقير يفتك به الجوع والمرض والحصار.

أما في سوريا فقد كانت حرباً عالمية مفتوحة جرت على الساحة السورية، وخُطط لها أن تغيّر خارطة شرق المتوسط عندما أوجدت تنظيم داعش ثم دعمت دولة داعش للتوغل في عمق العراق بما تبع ذلك من فضائع إنسانية مروعة.

حدث الدمار في عهد أوباما وبوش بأضعاف ما حدث في عهد ترامب، لكن الفرق أن الرؤساء السابقين كانوا يجيدون التخريب العميق، أما ترامب فكان استعراضياً في سلوكه، وهذا ما جعله يسرق أضواء المنصة العدوانية أكثر من سابقيه.

كانت الجريمة التي ارتكبها ترامب باغتيال قائدي النصر، موجعة مؤلمة، لأنها استهدفت شخصية استراتيجية استثنائية يصعب تعويضها، وهو القائد سليماني. ونالت من بطل مناضل يصعب تكراره هو القائد المهندس. كانت جريمته عدواناً طعن به محور المقاومة فأصاب قلبها، ووفق الحسابات السياسية الصرفة، فانه كان أكثر ذكاءً من سابقيه في التسديد.
لم يشذّ ترامب عن الرؤساء السابقين، ولم يرتكب أكثر مما ارتكبوا بحق الشعوب، لكن أسلوبه يختلف عنهم بعض الشيء. أما من حيث المضمون فقد كان حلقة من السلسلة الرئاسية الطويلة للولايات المتحدة الملتزمة بالخط العام.
فادارات البيت الأبيض تعتمد منهجاً ثابتاً منذ إعلان الرئيس الأمريكي ويلسون مبادئ السياسة الامريكية عام ١٩١٨ والى الآن، وهي في جوهرها تقوم على أساس أن أمريكا تقوى بخراب العالم. ومن دون أعداء لن تكون أمريكا قوة عظمى.

أنهى ترامب ولايته بمثل ما بدأها بصخب ومظاهر مجنونة، لكن البيت الأبيض سيبقى على مساره الثابت، صناعة الأزمات والموت واستهداف كرامة الشعوب وثرواتها.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك