Skip to main content

سامي المسعودي، المتلاعب بالصدر والعامري

مقالات الأحد 10 أيار 2020 الساعة 22:06 مساءً (عدد المشاهدات 4899)

سكاي برس 

بقلم ..
سليم الحسني

ببعض المهارات الفنية وعندما تكون الأوضاع قلقة، يستطيع الشخص الطموح أن يتجاوز المسافات بسرعة فائقة، ويصل الى مواقع القرار عند الكتل السياسية. وقد امتهن هذه الصنعة العديد من الأشخاص ونجحوا في تحقيق ما يريدون.

في مقالي هذا أقف عند الشيخ (سامي المسعودي)، شاب طموح يحب النعيم والثراء، وله الحق في ذلك كاملاً. لكنه وجد أن الطريق سيكون طويلاً شاقاً حتى يحقق أحلامه، فتاريخه الشخصي فقير، والثقافة الدينية بسيطة، والمعرفة العامة سطحية. أي أنه لا يمتلك مقومات المنافسة مع الآخرين، ومع ذلك لا يريد إلا أن يبلغ هدفه الشخصي في الثراء والنفوذ والموقع الرسمي.

اكتشف سامي المسعودي أنه يمتلك القدرة على الخداع، فهي رصيده وأداته وسبيله الى ما يريد، فتوكل عليها وانطلق مستبشراً بالمكاسب.

يرصد المسعودي أجواء العملية السياسية، فيركّز على أهم الفاعلين فيها، ويبدأ نشاطه المكثف معتمداً على مزاج صيده، فيُسمعه ما يحب، وينقل له الأخبار التي ترضيه، ويرسم له بالألوان التي تسره، فلا يخرج منه إلا وقد وضعه في سلته.

ثم ينطلق الى منافس الأول أو ندّه أو خصمه، فيفعل معه ما فعل مع السابق، ولا يخرج منه إلا وقد احاطه بخيوطه.

رجال لهم أهميتهم ومكانتهم في العملية السياسية، اتخذوا القرارات والمواقف تحت خدعة يرسمها لهم المسعودي، فيتصور كل منهم أنه الفائز وصاحب القرار الأدق.

حقق المسعودي أكبر نجاحاته مع السيد مقتدى الصدر ومع هادي العامري. فالصدر يعتقد أن هادي العامري دمية لينة بيد سامي المسعودي. والعامري يعتقد بأن مقتدى الصدر خاتم بيد سامي المسعودي.

لعبة دقيقة تسير على حبل رفيع، لكن المسعودي يعرف جيداً أن الرجلين الجالسين على طرفي الخيط لن يفكرا أبداً بأنه يخدعمها. ففي مثل هذه الأجواء يظن كل طرف بأن الوسيط (المسعودي) له قدرة تأثير خارقة على الطرف الآخر.

بهذا النشاط المكثف والسعي الحثيث، تمكن المسعودي أن يحوّل مقتدى الصدر الذي يمتلك قوة برلمانية ضخمة الى خاتم باصبعه ـ بحسب إيحاءاته للعامري ولغيره ـ . واستطاع أن يجعل من العامري الذي يمتلك ثاني قوة برلمانية، دمية طرّية بيده ـ بحسب إيحاءاته للصدر ولغيره. وبذلك ظل واقفاً بينهما بثبات يقطف من ثمار اللعبة المخادعة أثمنها.

سامي المسعودي دخل على دائرة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وبنفس الأساليب. فما ينقله من أخبار وكلام وتقييمات ونقولات ينسجها بطريقته بدأت تلتصق في الأسماع، وتلك هي العلامة الأولى لنجاحه، إلا إذا كان الكاظمي يستخدم معه طريقته كرئيس لجهاز المخابرات.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك